70 عاماً من الصداقة.. مصر والصين تتطلعان لمستقبل أكثر ابتكاراً واستدامة

جانب من الفعاليات
جانب من الفعاليات

انطلقت اليوم الاثنين 8 ديسمبر 2025، فعاليات منتدى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين في عالم متغير: نحو مزيد من الابتكار والتنمية، الذي نظمه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء بالتعاون مع سفارة جمهورية الصين الشعبية في القاهرة، بحضور مسئولين رفيعي المستوى من الجانبين، ومفكرين وخبراء ورجال أعمال، في حدث يُعد منصة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والتنموية.

وقال المنتدى إن انعقاده يمثل فرصة عملية لتطوير مسارات جديدة للشراكة بين البلدين، بما يساهم في تحقيق رؤية مصر 2030 وتعزيز التكامل مع مبادرة الحزام والطريق الصينية، وتوسيع مجالات الاستثمار والتعاون في الصناعات الحديثة والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والأمن الغذائي.

 

الجوهري: منتدى لتطوير شراكة راسخة عبر العقود

 

خلال الجلسة الافتتاحية، أكد الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، أن العلاقات بين مصر والصين تمثل نموذجًا راسخًا لشراكة استراتيجية شاملة، قائلاً:

"ما حققته الشراكة المصرية– الصينية على مدار العقود الماضية يمنحنا قاعدة صلبة للانطلاق نحو آفاق أرحب من التعاون."

 

وأوضح الجوهري أن المنتدى يشكل مساحة لتبادل الأفكار والخبرات بين الخبراء والمسؤولين، وطرح مشروعات مشتركة ذات قيمة مضافة عالية في مجالات الصناعة الحديثة، الذكاء الاصطناعي، الحوكمة الرقمية، الطاقة المتجددة، والأمن الغذائي. وأشار إلى أن الجلسات الحوارية وورش العمل تهدف إلى تقديم مقترحات عملية قابلة للتنفيذ، تعزز الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين.

 

السفير الصيني.. دفعة قوية للعلاقات بفضل القيادة الحكيمة

 

ألقى السفير لياوليشيانغ، سفير الصين لدى مصر، كلمة سلط فيها الضوء على تاريخ العلاقات الصينية– المصرية، مؤكداً أنها اكتسبت زخماً كبيراً خلال السنوات الأخيرة بفضل القيادة الحكيمة للرئيسين المصري والصيني، ورغبتهما المستمرة في تحقيق التنمية الشاملة للبلدين.

 

وأشار السفير إلى أن مصر كانت من أوائل الدول العربية والإفريقية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين، وأن العام المقبل سيشهد الاحتفاء بالذكرى الـ70 لهذه العلاقات. وأضاف:

"العلاقات بين بلدينا مبنية على الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ونحن ملتزمون بتعزيز الشراكة خلال السنوات المقبلة."

 

كما استعرض السفير خطط التنمية الصينية والنجاحات التي حققتها البلاد، مؤكداً دعم الصين لتجربة مصر التنموية وبناء الجمهورية الجديدة، مع التركيز على مجالات التعاون في الطاقة المتجددة، الاقتصاد الرقمي، تحلية مياه البحر، والذكاء الاصطناعي.

 

نائب وزير الاتصالات.. شراكة تكنولوجية غير مسبوقة

 

أوضحت المهندسة غادة لبيب، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن المنتدى يمثل منصة لتبادل الخبرات واستكشاف آفاق جديدة للشراكة، مشيرة إلى أن التعاون بين مصر والصين في قطاع الاتصالات يشهد زخماً متواصلاً.

 

وأوضحت لبيب أن الشراكة تشمل، إنشاء مصانع للألياف الضوئية والهواتف المحمولة، إنشاء مراكز بيانات وإطلاق خدمات الحوسبة السحابية، تطوير منظومات ذكاء اصطناعي للتعرف على اللغات، تنفيذ برامج لبناء القدرات الرقمية في أنحاء مصر، إقامة معامل تقنية لتأهيل أجيال مصر الرقمية.

 

وأضافت أن زيارة الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات، لبكين خلال منتدى التعاون الصيني الإفريقي في سبتمبر 2024، شكلت مرحلة جديدة للتعاون، حيث تم توقيع خمس مذكرات تفاهم لإنشاء ثلاث مصانع لإنتاج 4 ملايين كيلومتر من كابلات الألياف الضوئية ومعدات الاتصال، بالإضافة إلى إنشاء صندوق استثماري تكنولوجي بقيمة 300 مليون دولار، وتوفير 800 فرصة عمل في مجالات متخصصة، وإنشاء أربعة مراكز ومعامل لتأهيل أكثر من 3 آلاف متخصص.

 

شينخوا.. تعزيز صوت الجنوب في الإعلام العالمي

 

في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أعرب السيد ماو لي، المدير الإقليمي لوكالة شينخوا في الشرق الأوسط، عن سعادته بالمشاركة في المنتدى لتبادل الرؤى حول مستقبل الصداقة الصينية– المصرية.

 

وأشار ماو لي إلى أن العالم يشهد تحولات إعلامية عميقة لم يشهدها منذ قرن، مؤكداً استعداد شينخوا للعمل مع المؤسسات الإعلامية المصرية لتعزيز صوت الجنوب العالمي، وتقديم رواية شاملة وموضوعية عن الصين ومصر، وتصويب الاختلالات في النظام الإعلامي العالمي، وبناء جسر للتفاهم والصداقة بين شعبي البلدين. وختم قائلاً: "لتبقى الصداقة الصينية– المصرية متدفقة كالنيل، شامخة كالأهرامات، ثابتة عبر الزمن."

 

أجندة المنتدى.. تعزيز التعاون في شتى المجالات

تركز أعمال المنتدى على مجموعة من الموضوعات الاستراتيجية لتعزيز التعاون بين مصر والصين، وتشمل: العلاقات الاقتصادية وتوسيع مجالات الاستثمار، العلوم والتكنولوجيا والابتكار، الطاقة الجديدة والمتجددة، التكامل مع مبادرة الحزام والطريق ورؤية مصر 2030، تبادل الرؤى حول القضايا الدولية والإقليمية.

 

وأكد المشاركون أن المنتدى يشكل منصة حيوية لتطوير الشراكة، وتعزيز النمو الاقتصادي والابتكار التكنولوجي، وفتح فرص لتحقيق تنمية مشتركة مستدامة للبلدين.

 

اختتم المنتدى بالتأكيد على أهمية استمرار الحوار والتعاون، ومتابعة تنفيذ التوصيات والمشروعات التي تم طرحها خلال الجلسات، مع التركيز على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وتعزيز الصداقة والشراكة التي امتدت لأكثر من سبعة عقود، لتظل مصر والصين نموذجًا عالميًا للشراكات الاستراتيجية الناجحة.

 

تم نسخ الرابط