ضعف الدولار وانخفاض عوائد السندات يعززان جاذبية الذهب

أسعار الذهب اليوم
أسعار الذهب اليوم

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً في الأسواق المصرية والعالمية خلال تعاملات اليوم الاثنين، مدفوعة بتراجع الدولار الأميركي وانخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية، في وقت يترقب فيه المستثمرون صدور بيانات الوظائف الأميركية الرئيسية للوقوف على توجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، ويعتبر الذهب أحد أهم الأصول الملاذة الآمنة، حيث يتجه المستثمرون إليه لحماية أموالهم من تقلبات الأسواق المالية وارتفاع التضخم.

الأسواق العالمية 

ولفت الخبراء إلى أن الأوضاع الاقتصادية العالمية، بما في ذلك حالة عدم اليقين بشأن السياسة النقدية الأميركية وتقلبات الأسواق المالية، تمثل عوامل رئيسية تؤثر في أسعار الذهب محلياً وعالمياً، حيث يستمر الذهب في جني المكاسب مع ضعف الدولار الأميركي وتراجع عوائد السندات، ما يجعل المعدن النفيس خياراً آمناً للمستثمرين الذين يسعون للحفاظ على القيمة الحقيقية لأموالهم، ويضيف ضعف الدولار عاملاً إضافياً يزيد من الطلب على الذهب من المستثمرين الدوليين، ما يدعم الأسعار على المستوى العالمي ويؤثر بشكل مباشر على السوق المصرية.

وعلى المستوى العالمي، ارتفعت الأونصة إلى 4340 دولاراً. وقد حقق الذهب مكاسب قوية خلال الأسبوع الماضي، حيث بدأ غرام الذهب عيار 21 التداول عند مستوى 5615 جنيهاً واختتم الأسبوع عند 5745 جنيهاً، بالتزامن مع ارتفاع الأونصة عالمياً بنحو 100 دولار.

ويرى خبراء الاقتصاد، أن ارتفاع الذهب الأخير جاء نتيجة ضعف الدولار الأميركي قرب أدنى مستوياته في شهرين، ما زاد من جاذبية المعدن النفيس للمستثمرين من حائزي العملات الأخرى، كما ساهم انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات في تعزيز الطلب على الذهب، إذ أن انخفاض العوائد يجعل الاحتفاظ بالذهب أكثر جاذبية مقارنة بالأصول المالية التقليدية. 

دور صناديق الاستثمار 

وفي مصر، يواصل الذهب جذب اهتمام المستثمرين الأفراد وصناديق الاستثمار، خاصة بعد إطلاق صناديق الاستثمار في الذهب عام 2023، والتي جذبت ما بين 4 و5 مليارات جنيه لنحو 250 ألف مستثمر، بعضهم بدأ بمبالغ صغيرة.

وارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 ليصل إلى نحو 5790 جنيهاً، فيما بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 6617 جنيهاً، وعيار 18 حوالي 4963 جنيهاً، ووصل سعر الجنيه الذهب إلى 46320 جنيهاً. 

 وأكد خبراء الاقتصاد أن الرقمنة وتسهيل الإجراءات أسهمت بشكل كبير في توسيع قاعدة المستثمرين، مع تمكين الشباب والنساء من المشاركة في سوق الذهب بسهولة ومرونة دون الحاجة لإجراءات تقليدية مطولة مثل زيارة شركات السمسرة لإبرام العقود، وتعتبر هذه الخطوة جزءاً من جهود تطوير الأسواق المالية غير المصرفية في مصر وتعزيز الثقافة الاستثمارية بين الأجيال الجديدة، وعلى رأسها جيل Z وألفا.

ويشير الخبراء إلى أن الطلب المحلي على الذهب يساهم في دعم الأسعار، خصوصاً مع ارتفاع المكاسب الأسبوعية التي شهدها جرام الذهب في مصر، حيث ارتفع نحو 130 جنيهاً خلال الأسبوع الماضي فقط، موضحين أن المستثمرين يميلون إلى الذهب كوسيلة للتحوط ضد التضخم وتقلبات العملة المحلية، ما يعزز من قوة السوق المحلية ويزيد من جاذبية الاستثمار في المعادن الثمينة.

من جهة أخرى، يرى المحللون أن الذهب سيظل أداة استثمارية استراتيجية لمواجهة الضغوط التضخمية وتقلبات الأسواق المالية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي. 

ومع استمرار العوامل الداعمة مثل ضعف الدولار، انخفاض عوائد السندات، وتزايد الطلب المحلي والعالمي، فمن المتوقع أن يحافظ الذهب على مستويات مرتفعة أو يستمر في الاتجاه الصاعد خلال الفترة المقبلة، ما يعزز دوره كملاذ آمن للمستثمرين ويزيد من الاهتمام بالاستثمار في المعادن النفيسة في مصر والعالم.

تم نسخ الرابط