رئيس البورصة: 145 ألف عملية يوميًا و47.9 مليار جنيه أعلى تداول في جلسة واحدة
أكد الدكتور إسلام عزام، رئيس البورصة المصرية، أن سوق رأس المال بات أحد المحركات الرئيسية لتحقيق مستهدفات السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية ورؤية مصر 2030، من خلال دوره الحيوي في تعبئة المدخرات وتوجيهها نحو الأنشطة الإنتاجية، ودعم توسعات الشركات، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في النمو الاقتصادي.
جاء ذلك خلال مشاركة رئيس البورصة المصرية في افتتاح فعاليات المؤتمر السنوي السابع لجريدة «حابي»، المنعقد تحت عنوان «تنافسية الاقتصاد المصري – العد التنازلي لأهداف 2030»، بحضور الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وأحمد كجوك وزير المالية، والمهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، والدكتور محمد فريد رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين وصناع القرار وممثلي مجتمع الأعمال.
سوق رأس المال.. قناة فعالة لتعبئة المدخرات
وأوضح عزام، خلال كلمته الافتتاحية، أن البورصة المصرية تمثل قناة تمويلية فعالة طويلة الأجل، تسهم في توجيه المدخرات المحلية والأجنبية إلى مختلف القطاعات الاقتصادية، بما يدعم خطط التوسع والإنتاج، ويعزز من تنافسية الاقتصاد المصري على المستويين الإقليمي والدولي.
وأشار إلى أن السوق شهد خلال السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا على المستويات التشريعية والتكنولوجية والمؤسسية، ما انعكس بشكل مباشر على كفاءة التداول وجاذبية السوق للاستثمار، لافتًا إلى أن هذه الإصلاحات أسهمت في تعزيز قدرة البورصة على القيام بدورها التنموي.
مؤشرات قياسية تعكس قوة الأداء
وكشف رئيس البورصة عن تحقيق مؤشرات السوق معدلات نمو قوية منذ بداية العام الجاري، حيث سجل مؤشر EGX70 متساوي الأوزان عائدًا بلغ نحو 60%، في حين تجاوز عائد المؤشر الرئيسي EGX30 نسبة 42%، وهو ما يعكس الأداء الإيجابي لشريحة واسعة من الشركات المقيدة، خاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وأضاف أن رأس المال السوقي للأسهم المقيدة اقترب من 3 تريليونات جنيه، محققًا نموًا تراكميًا بلغ 390% منذ يوليو 2022، في دلالة واضحة على اتساع قاعدة السوق وزيادة فرص النمو المستقبلية.
سيولة مرتفعة وتداولات قياسية
وأشار عزام إلى أن عام 2025 شهد نشاطًا ملحوظًا في معدلات السيولة، حيث بلغ متوسط قيم التداول اليومية للأسهم خلال آخر 22 جلسة نحو 7 مليارات جنيه، بينما سجلت السوق أعلى قيمة تداول يومية بلغت 47.9 مليار جنيه في جلسة 13 فبراير 2025.
وأوضح أن متوسط عدد العمليات المنفذة يوميًا وصل إلى نحو 145 ألف عملية، ما يعكس زيادة عمق السوق وتحسن مستويات المشاركة من مختلف فئات المستثمرين.
65 مليار جنيه زيادات رؤوس أموال خلال 2025
وأكد رئيس البورصة أن السوق لعبت دورًا محوريًا في تمويل توسعات الشركات، حيث بلغت زيادات رؤوس أموال الشركات المقيدة منذ بداية عام 2025 نحو 65 مليار جنيه، بنسبة نمو 153%، مشيرًا إلى أن هذه الزيادات تعكس قدرة سوق رأس المال على توفير التمويل طويل الأجل ودعم خطط النمو المستدام.
قاعدة مستثمرين شابة تقود المستقبل
وفيما يتعلق بقاعدة المستثمرين، أوضح عزام أن عدد المستثمرين الجدد بلغ نحو 276 ألف مستثمر حتى ديسمبر 2025، بمعدل نمو قدره 20%، لافتًا إلى أن الفئة العمرية من 18 إلى 45 عامًا تمثل 79.2% من المستثمرين الجدد، وهو ما يعكس تحول البورصة المصرية إلى سوق شابة ذات آفاق نمو واعدة.
أدوات جديدة لتعميق السوق
كما أعلن رئيس البورصة عن إطلاق سوق المشتقات المالية، وتفعيل دور صُنّاع السوق، وتطبيق آلية البيع على المكشوف (الشورت سيلينج) لأول مرة، معتبرًا أن هذه الخطوات تمثل نقلة نوعية لتعميق السوق وزيادة كفاءته، وتحسين أدوات إدارة المخاطر للمستثمرين.
شريك رئيسي في تنفيذ رؤية 2030
وفي ختام كلمته، شدد الدكتور إسلام عزام على التزام البورصة المصرية بدورها كشريك رئيسي في تنفيذ مستهدفات السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية ورؤية مصر 2030، من خلال تعميق السوق، وتوسيع قاعدة الشركات والمستثمرين، وتعزيز معايير الحوكمة والاستدامة، بما يدعم نمو الاقتصاد المصري ويزيد من تنافسيته.

