البورصة المصرية بين جني الأرباح والسيولة القادمة.. توقعات 2026
تواصل البورصة المصرية تسجيل أداء إيجابي رغم تقلبات السوق العالمية، مدعومة بعوامل اقتصادية قوية وصفقات استراتيجية تعزز استقرار بعض القطاعات الحيوية، ويأتي في صدارة هذه التحولات قطاع الأسمدة الذي يُتوقع أن يشهد طفرة كبيرة خاصة بعد تحسن المؤشرات الاقتصادية، وتراجع التضخم، واستمرار السياسة النقدية التيسيرية.
ويشير محللون إلى أن هذه العوامل مجتمعة ستدعم اتجاهات السيولة داخل السوق، وتخلق فرص نمو جديدة في القطاعات القيادية خلال العام المقبل، ما يعكس قدرة السوق على استيعاب الاستثمارات المحلية والأجنبية على حد سواء.
قطاعات جاذبة
قال مينا رفيق، خبير أسواق المال، إن بعض القطاعات لم تحقق ارتفاعات كبيرة خلال العام الحالي وما زالت تقييماتها جذابة، مشيرًا إلى أن قطاع الأسمدة لم يرتفع سوى بنسبة 22% منذ بداية العام، وهو أقل من متوسط السوق، لكنه يتوقع أن يشهد تحسنًا ملحوظًا في المرحلة المقبلة.
وأشار رفيق إلى أن الاتجاه العام للبورصة المصرية ما زال صاعدًا بدعم عدة عوامل اقتصادية إيجابية، منها تحسن مؤشر مديري المشتريات وعودته فوق المستوى المحايد، وتراجع معدلات التضخم، ما دفع البنك المركزي إلى تبني سياسة نقدية تيسيرية عبر خفض أسعار الفائدة، مع توقعات باستمرار هذا التوجه خلال عام 2026 وربما خفض أكبر للفائدة.
وأوضح أن عمليات جني الأرباح التي شهدها السوق مؤخرًا كانت طبيعية، خاصة بعد توزيع البنك التجاري الدولي للأسهم المجانية، والتي أدت إلى إعادة توزيع الأوزان داخل المحافظ الاستثمارية وزيادة الضغوط البيعية، إلى جانب تراجع الأسواق العالمية.
وأشار إلى أن مؤشر EGX30 حقق ارتفاعات بنحو 40% خلال العام الحالي، فيما سجل مؤشر EGX70 حوالي 60%، بينما سجلت بعض القطاعات مثل مواد البناء والخدمات التعليمية ارتفاعات قوية تجاوزت 200% و100% على التوالي، بقيت قطاعات مثل الموارد الأساسية والأسمدة دون الاستفادة الكاملة بعد.
استحقاقات شهادات البنوك
توقع رفيق أن تستقبل البورصة المصرية جزءًا من السيولة الناتجة عن استحقاقات شهادات الادخار بالبنوك التي تتجاوز 1.5 تريليون جنيه خلال يناير المقبل، في ظل السياسة التيسيرية للبنك المركزي، ما سيحفز إعادة توجيه المستثمرين جزءًا من أموالهم إلى سوق الأسهم، خاصة مع استمرار المؤشرات الاقتصادية الإيجابية وصعود السوق.
من جانبه، قال حسام عيد، خبير أسواق المال، إن مؤشر EGX30 حافظ على مستوى الدعم الرئيسي عند 41,500 نقطة، وقد يشهد ارتدادًا مدفوعًا بالأخبار الإيجابية على الشركات القيادية، مثل السويدي إليكتريك التي أعلنت عن خطة توسعية ستنعكس إيجابًا على قوائمها المالية وتعزز التدفقات النقدية.
الأداء المالي للأسهم
وأضاف أن الأداء المالي الجيد للأسهم وتجاهل الأخبار السلبية يعزز التفاؤل لدى المؤسسات المالية، خاصة العربية والأجنبية، لدعم القطاع العقاري وقطاعات استراتيجية أخرى تمثل نحو 23% من الناتج المحلي الإجمالي.
ويؤكد المحللون أن البورصة المصرية تتمتع بقاعدة دعم قوية وفرص نمو محتملة خلال العام المقبل، خاصة في قطاعات الأسمدة والعقارات ومواد البناء، مع استمرار تأثير صفقات الغاز والتوقعات الاقتصادية الإيجابية على اتجاهات السيولة والاستثمارات في السوق، ما يعكس قدرة السوق على استيعاب الاستثمارات المحلية والأجنبية وخلق فرص نمو جديدة في 2026.


