بريطانيا تواجه تحديات ضخمة في تطوير الذكاء الاصطناعي

 الذكاء الاصطناعي،
الذكاء الاصطناعي،

أعلنت المملكة المتحدة عن استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي، والتي أشاد بها رئيس الوزراء كير ستارمر سابقًا، واصفًا إياها بأنها خطة لجعل البلاد قوة عظمى في هذا المجال. حملت الاستراتيجية التزامات شركات التكنولوجيا الكبرى بالاستثمار في البنية التحتية لتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تشريعات حكومية داعمة لمراكز البيانات، ما أظهر مؤشرات إيجابية حسب المعنيين.


لكن منتقدين أشاروا إلى ارتفاع تكلفة الطاقة وتأخر الوصول إلى الشبكة الوطنية كعقبات رئيسية، فيما أكد بن بريتشارد، الرئيس التنفيذي لشركة AVK الموردة للطاقة لمراكز البيانات، أن "لم يتم التوافق بعد بين الطموح والتنفيذ"، موضحًا أن اختناقات الطاقة والشبكة أبطأت وتيرة نشر البنية التحتية بما يجعل المملكة المتحدة غير قادرة على مواكبة المنافسين العالميين، جاء ذلك وفقاً CNBC عربية.

تأخيرات البنية التحتية ومناطق النمو

لا يزال تطوير البنية التحتية في مراحله الأولى، حيث لم تبدأ أعمال البناء بعد في موقع أوكسفوردشير، الأول المعلن في فبراير، وما زال قيد دراسة عروض الشركاء. في المقابل، بدأت تجهيزات الأرض في موقع آخر بشمال شرق إنكلترا المعلن في سبتمبر، على أن يبدأ البناء الرسمي مطلع 2026.

وفي نوفمبر، كشف النقاب عن موقعين آخرين في شمال وجنوب ويلز، أحدهما يبحث عن شريك استثماري، بينما يتكون الآخر من مجموعة مواقع بعضها يعمل بالفعل وأعمال البناء جارية في مواقع أخرى. تستهدف الحكومة البريطانية تلبية 500 ميغاواط من الطلب بحلول عام 2030، مع توسيع منطقة واحدة على الأقل لتتجاوز غيغاواط واحد.

ومع ذلك، تشكل محدودية شبكة الكهرباء التحدي الأكبر، حيث يتوقع المطورون تأخيرات بين 8 و10 سنوات، خاصة حول لندن. ومع زيادة استخدام الشركات والمستهلكين لتقنيات الذكاء الاصطناعي، يزداد الضغط على نظام الطاقة، ما يبطئ التطورات في جميع أنحاء البلاد. 

كما أدى فتح باب التقديم لمبادرة مناطق النمو إلى تدفق هائل من طلبات التصنيف من ملاك الأراضي التي تمر بها أبراج وكابلات كهرباء، وهو ما يعقد الوضع أكثر، حسب سبنسر لامب من شركة Kao Data.

حلول مبتكرة لاستدامة الذكاء الاصطناعي

واتخذت هيئة تشغيل نظام الطاقة الوطني خطوات لمعالجة الوضع، بما في ذلك إعطاء الأولوية لمئات المشاريع لتسريع الوصول إلى الشبكة. كما شهدت هذه المشاريع التزامات مالية ضخمة من شركات مثل مايكروسوفت، إنفيديا، غوغل، OpenAI، Corewave، وغيرها، استثمارات بمليارات الدولارات شملت نشر أحدث الرقائق وافتتاح مراكز بيانات جديدة.

شركة Nscale الناشئة أعلنت نشر عشرات الآلاف من رقائق Nvidia في مصنع خارج لندن بحلول أوائل 2027، بينما أكد بونيت غوبتا من NetApp أن الاستثمارات الكبرى أرست أسسًا مهمة، لكن الاختبار الحقيقي هو مدى سرعة تحويلها لقدرة حاسوبية قابلة للاستخدام عمليًا.

وحذر خبراء مثل ستيوارت أبوت من VAST Data من الاندفاع السريع نحو تطوير البنية التحتية، مؤكدين أن النجاح طويل الأمد يتطلب الاستثمار في البنية الكاملة: خطوط نقل البيانات، التخزين، مصادر الطاقة، الأمن، والمواهب.

من الحلول المقترحة مواجهة قيود الطاقة: إنشاء شبكات مصغرة مكتفية ذاتيًا، أو وضع الحوسبة في مواقع جاهزة للطاقة بدل المواقع الجديدة بالكامل، لتسريع التشغيل.

أكد سبنسر لامب أن سرعة التنفيذ حاسمة، وأن عدم حل مشاكل الطاقة وتسعيرها، وحقوق الملكية الفكرية، وتمويل تطوير الذكاء الاصطناعي بسرعة، قد تجعل المملكة المتحدة تفوت فرصة اقتصادية كبيرة، وتصبح متخلفة دوليًا في هذا المجال.

تم نسخ الرابط