تغير المناخ يهدد البيئة البحرية النيوزيلندية
يقول العلماء إن تقريرًا جديدًا عن الأضرار التي لحقت بالبيئة البحرية لنيوزيلندا يجب أن يعامل على أنه دعوة للعمل.
ويوضح التقرير ، وهو مشروع مشترك بين وزارة البيئة
والإحصاءات النيوزيلندية ، كيف أن تغير المناخ والتلوث وصيد الأسماك تدمر النظم الإيكولوجية
البحرية ، وربما لا رجعة فيه.
ووفقا للتقرير ، فإن 80 في المائة من الطيور الساحلية
و 90 في المائة من الطيور البحرية و 22 في المائة من الثدييات البحرية في نيوزيلندا
مهددة أو معرضة لخطر الانقراض ، كما أن تلوث الرواسب وتحمض المحيطات يضران بالمحار.
من جهتها
، قالت مديرة تحدي البحار المستدامة ، ليندا فولكنر ، إن عواقب تغير المناخ وارتفاع
منسوب البحار وفقدان التنوع البيولوجي قد تكون كبيرة.
وكان أكثر ما أثار قلقها بشأن التقرير هو عدم اليقين
بشأن المستقبل والتأثير على البيئة، "هل سيحدث ذلك في حياتي ، أو في حياة أطفالي
، وما الذي يمكنني فعله لإعدادهم لذلك"؟
وأضافت فولكنر
إن أي شيء في التقرير لم يكن بمثابة مفاجأة خاصة ، وكان باحثو الماوري والمحيط الهادئ
يدركون جيدًا التحديات البيئية المقبلة.
وقال الدكتور
مات بينكرتون ، العالم الرئيسي في ولاية نيوا ، إن التقرير يجب أن يكون دعوة إلى السلاح
لحماية البيئة ، قبل أن يفوت الأوان.. "كيف دخلنا في هذه الجلبة"؟ مضيفا
أن الماضي كان مؤشرا لا يمكن الاعتماد عليه بشكل متزايد للمستقبل وإن نيوزيلندا بحاجة
إلى الالتزام بتحسين الفهم العلمي للتهديد التي تتعرض له البيئة أثر تلك التلوث.
وقالت وزيرة البيئة ، فيكي روبرتسون ، إن المحيطات
كانت بمثابة "إسفنجة عملاقة" ضد آثار تغير المناخ.. "من المحتمل أن
تستهلك بحارنا ثاني أكسيد الكربون أكثر من غاباتنا ، لكن هناك الكثير من المحيطات والحياة
فيها".. إن السواحل والمحيطات
أماكن للاسترخاء وجمع الطعام وكسب العيش.. "نحن نتاجر
على سمعة الشواطئ والمياه النظيفة ، والزوار من الدول الأخرى يقدسونها ، لكننا رأينا
في هذا التقرير أن هذا ليس هو الحال دائمًا".
وفي التقرير ، تمت متابعة حياة كوكو (بلح البحر الأخضر
الشفاف) لإظهار المخاطر التي يتعرض لها جنسها بسبب النشاط البشري.
وقال كونستانس نتسفورد ، رئيس قسم العلوم البحرية
بوزارة البيئة ، إن كوكو (بلح البحر الأخضر الشفاف) يُعتقد أنه موجود في كل مكان على
السواحل وهو جيد ، لكن هذا لم يكن صحيح.. فقد فقدوا من بعض المناطق بسبب الصيد وزيادة
في الرواسب في القرن الماضي.
وذكر التقرير أن الأنشطة على الأرض ، وخاصة الزراعة
والحراجة ، والمدن المتنامية ، تزيد من كمية الرواسب والمواد المغذية والمواد الكيميائية
والبلاستيكية في ساحل نيوزيلندا والمحيطات.
كما يمكن للرواسب التي تنتقل من المجاري المائية
إلى السواحل أن تخنق الحيوانات وتدمر الموائل.
وقال التقرير إنه بسبب تغير المناخ ، لم يعد بالإمكان
استخدام بعض المؤشرات التقليدية للماوري أو التوهو بالطريقة نفسها، موضحا أن معدل ارتفاع
مستوى سطح البحر في البلاد قد ارتفع مع متوسط معدل في السنوات ال 60 الماضية
(2.44 ملم في السنة) وهو أكثر من ضعف معدل ال 60 سنة السابقة (1.22 ملم في السنة).
وإذا ارتفع مستوى سطح البحر بمقدار 1.5 متر ، كما
هو متوقع بحلول عام 2100 ، فإن أكثر من 6000 كيلومتر من مياه الشرب ومياه الصرف وأنابيب
مياه الأمطار و 2000 كيلومتر من الطرق معرضة للخطر.
وموجات الحر البحرية هي فترات درجات حرارة سطح البحر
مرتفعة للغاية تستمر لأيام إلى أشهر وتحدث في مناطق تصل إلى آلاف الكيلومترات، كما
أن العثور على عدد من القمامة في 44 موقعًا ، بقيادة خطوط السواحل المستدامة ، على
أن 61 في المائة من نفايات الشواطئ في البلاد من البلاستيك.
وعندما أكلت الطيور من البلاستيك ، قللت من تناولها
للعناصر الغذائية ، وقللت من التكاثر ، وتسببت في التسمم والجروح الداخلية والخارجية
، وسدت مجاريها الهضمية، كما تم الإبلاغ عن
البلاستيك في الأسماك والمحار.
وفي عام 2017 ، تجاوز 17 حدثًا من أحداث الموجات
الشديدة عتبة 8 أمتار في المناطق الساحلية ، وكان 15 منها حول الجزيرة الجنوبية.
وقال التقرير
إن الزيادات في مستوى سطح البحر ستؤدي إلى حدوث فيضانات ساحلية أكثر تواترا وشدة بحلول
عام 2050 وتسبب في فقدان الموائل في المناطق الساحلية.
ومنذ عام 2009 ، ظل إجمالي الصيد التجاري في البلاد
مستقرًا بأقل من 450،000 طن سنويًا، في عام 2018 ، تم اعتبار أن 84 في المائة من الأسهم
التي يتم تقييمها بشكل روتيني يتم صيدها ضمن حدود آمنة ، وهو تحسن من 81 في المائة
في عام 2009. ومن بين 16 في المائة كانت تعتبر مفرطة الصيد ، انهارت تسعة أسهم.
وقال خبير في تغير المناخ إنه يتعين على حكومات العالم
أن تدرك أن مبادرات المناخ الأخضر هي في الواقع جيدة للاقتصاد.