"موني فاي" لـ نجيب ساويرس.. من انطلاقة طموحة لدعم الشباب إلى تسريح وخسائر بالملايين

منصة "موني فاي" (Moniify)، المشروع الإعلامي الطموح الذي أطلقه الملياردير نجيب ساويرس، تصدرت عناوين الأخبار مؤخرًا بعد تقارير عن تقليص عملياتها بشكل كبير بعد أشهر قليلة من انطلاقتها الباذخة في دبي.
وهذا المشروع الذي كان يفترض أن يكون تتويجًا لمسيرة ساويرس الاستثمارية الممتدة لعقود، واجه تحديات كبيرة أثارت تساؤلات حول استدامته ومستقبله.
وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض قصة تأسيس المنصة، أهدافها الطموحة، الأزمة الأخيرة، وتصريحات ساويرس حول هذا المشروع.
تأسيس منصة "موني فاي"
وأطلق نجيب ساويرس، الذي تقدر ثروته بحوالي 8.4 مليار دولار، منصة "موني فاي" في نوفمبر 2024 في دبي، عبر حفل ضخم أثار ضجة إعلامية.
ووصفت المنصة بأنها "سي إن بي سي لجيل تيك توك"، حيث استهدفت جيل الألفية وجيل زد من رواد الأعمال والمستثمرين الشباب في الأسواق الناشئة.
كما ركزت "موني فاي" على تقديم محتوى رقمي يعزز مفهوم الحرية المالية، ويغطي موضوعات مثل بناء الثروة، الاستثمار، وريادة الأعمال، بأسلوب عصري يناسب الجمهور الشاب.
واستقطبت المنصة قبل إطلاقها مواهب عالمية من نيويورك إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك تعيين مايكل بيترز، الرئيس التنفيذي السابق لشبكة يورونيوز، كرئيس تنفيذي لها.
ووفقًا لتقارير "بلومبرج"، استثمر ساويرس ملايين الدولارات في هذا المشروع، مع توظيف موظفين برواتب مجزية لضمان جودة المحتوى والإنتاج.
أهداف المنصة
وخلال حفل التدشين، أعلن ساويرس أن "موني فاي" تعد مشروعه الأخير، بهدف "رد الجميل للمجتمع" من خلال تمكين الشباب اقتصاديًا، حيث كانت الرؤية تتمحور حول إنشاء منصة إعلامية مبتكرة تجمع بين المصداقية والإبداع، وتقدم محتوى يلهم الجيل الجديد لتحقيق النجاح المالي في عالم متسارع التغيرات.
وركزت المنصة على تقديم نصائح عملية وتحليلات اقتصادية بأسلوب جذاب، مع الاستفادة من قوة المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى جمهور عالمي.
ومع ذلك، أشار خبراء مثل عمر الغازي، أستاذ الإعلام والاتصالات في كلية لندن للاقتصاد، إلى أن سوق الإعلام يفتقر إلى منصات شبابية تركز على المال وريادة الأعمال، لكنه استثمار محفوف بالمخاطر بسبب صعوبة تحقيق التوازن بين الابتكار والمصداقية دون الوقوع في فخ المحتوى السطحي.

الأزمة الأخيرة
وفي يناير 2025، بدأت "موني فاي" تواجه تحديات كبيرة، حيث أعلنت عن تسريح واسع النطاق لموظفيها ومغادرة الرئيس التنفيذي مايكل بيترز لمنصبه.
ووفقًا لمصادر مطلعة نقلت عنها "بلومبرج"، قلص ساويرس ميزانيات المنصة بشكل مفاجئ وبدون توضيحات واضحة للموظفين، بعد أن تكبدت الشركة خسائر بعشرات الملايين من الدولارات دون تحقيق عائدات واضحة.
وهذا التقليص جاء بعد انطلاقة قوية، مما أثار دهشة العاملين في المشروع والمتابعين على حد سواء.
وتولت لانا، ابنة نجيب ساويرس، قيادة المنصة بعد هذه التغييرات، لكن التقارير تشير إلى أن "موني فاي" لم تعد تعمل بنفس الكفاءة أو الطموح العالمي الذي رافق إطلاقها.
ويعزى هذا التحول إلى غياب نموذج ربحي واضح، مما جعل المنصة تواجه صعوبات في استدامة عملياتها.
الموقف الحالي؟
ولم يصدر عن نجيب ساويرس تصريحات مباشرة حول أزمة "موني فاي"، ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن قرار تقليص العمليات جاء بعد صدمة ساويرس من الخسائر المالية الكبيرة التي تكبدتها المنصة.
وهذا النهج يعكس، بحسب المصادر، تغييرًا في استراتيجيته بعد أن أدرك صعوبة تحقيق الربحية في هذا المجال التنافسي.
عولى منصة "إكس"، تداولت العديد من الحسابات أخبار تقليص "موني فاي"، مع تعليقات تشير إلى أن ساويرس قد يكون قد أعاد تقييم طموحاته بعد انطلاقة مكلفة لم تحقق النتائج المتوقعة.
مستقبل "موني فاي"
ورغم التحديات، لا تزال منصة "موني فاي" قائمة، لكنها تعمل بإمكانيات محدودة مقارنة برؤيتها الأصلية ولكنها مفككة.
ويبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن المنصة من التكيف وإيجاد نموذج ربحي مستدام؟ أم أنها ستصبح درسًا آخر في مسيرة ساويرس المليئة بالمشاريع الطموحة؟.
ومع استمرار الجدل حول هذا المشروع، يظل نجيب ساويرس شخصية مثيرة للاهتمام، تجمع بين الجرأة الاستثمارية والتحديات التي تواجهها مشاريعه الكبرى.