كيف تبدأ استثمارك في البورصة المصرية بميزانية صغيرة؟

تعد البورصة المصرية واحدة من أبرز الأسواق المالية في الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث تجمع بين بورصتي القاهرة والإسكندرية تحت إدارة موحدة، وتوفر فرصًا استثمارية متنوعة للأفراد والمؤسسات.
وفي ظل التطورات الاقتصادية التي تشهدها مصر عام 2025، أصبحت البورصة المصرية وجهة جذابة للمستثمرين الباحثين عن تنمية مدخراتهم بمخاطر محسوبة.
ويهدف هذا التقرير، من سمارت فاينانس، إلى توضيح خطوات الاستثمار في البورصة المصرية بطريقة مبسطة ودقيقة.
الخطوة الأولى: فهم أساسيات البورصة المصرية
البورصة المصرية هي السوق الرسمي لتداول الأوراق المالية في مصر، وتشمل الأسهم، السندات، صناديق الاستثمار المتداولة، وأذون الخزانة.
وتضم البورصة مؤشرات رئيسية مثل EGX30، الذي يرصد أداء أكبر 30 شركة مدرجة، وEGX70، وEGX100، مما يعكس تنوع القطاعات مثل البنوك، الاتصالات، العقارات، والصناعة.
وقبل البدء، يجب على المستثمر اكتساب معرفة أساسية بسوق الأوراق المالية من خلال دورات تدريبية تقدمها الهيئة العامة للرقابة المالية.
الخطوة الثانية: اختيار شركة الوساطة المالية
وللدخول إلى البورصة المصرية، يحتاج المستثمر إلى التعاقد مع شركة وساطة مالية مرخصة من الهيئة العامة للرقابة المالية.
وهذه الشركات تعمل كوسيط بين المستثمر والبورصة، وتوفر خدمات مثل تنفيذ أوامر البيع والشراء، وتقديم التحليلات المالية.
ومن الشركات الموثوقة في 2025: شركة هيرميس، والبنك التجاري الدولي، وثاندر (Thndr)، وهي منصة رقمية تتيح الاستثمار بسهولة وبدون حد أدنى للإيداع.
وينصح بمقارنة الشركات بناءً على الرسوم، جودة الخدمة، وسهولة التداول الإلكتروني.
الخطوة الثالثة: فتح حساب استثماري والتكويد
وبعد اختيار شركة الوساطة، يتعين على المستثمر فتح حساب استثماري، وهذه العملية تشبه فتح حساب بنكي، حيث يتم تقديم بطاقة الرقم القومي وملء استمارة الاشتراك.
وبعدها تصدر شركة الوساطة "كود تداول" خاص بالمستثمر، وهو رقم تعريفي يستخدم في جميع المعاملات داخل البورصة.
كما تستغرق هذه العملية بضعة أيام، ويمكن إتمامها إلكترونيًا عبر تطبيقات مثل ثاندر، التي تتيح فتح الحساب في نفس اليوم.

الخطوة الرابعة: إيداع الأموال واختيار الأصول
ولا يوجد حد أدنى للاستثمار في البورصة المصرية، مما يجعلها متاحة للجميع، ويمكن للمستثمرين البدء بمبالغ صغيرة مثل 1000 جنيه مصري أو أكثر حسب القدرة المالية.
كما يتم إيداع الأموال في حساب الوساطة عبر التحويل البنكي، إنستاباي، أو خدمات مثل فودافون كاش، وبعد تمويل الحساب، يمكن اختيار الأصول الاستثمارية، مثل:
- الأسهم الفردية: مثل أسهم البنك التجاري الدولي، السويدي إليكتريك، أو المصرية للاتصالات، التي تُعد من الأسهم القيادية ذات الأداء القوي.
- صناديق المؤشرات المتداولة: توفر تنويعًا وتقلل المخاطر، حيث تستثمر في سلة من الأسهم. يمكن البدء بمبالغ تبدأ من 50 جنيهًا.
- السندات وأذون الخزانة: خيارات آمنة نسبيًا للمستثمرين المحافظين.
الخطوة الخامسة: التخطيط وإدارة المخاطر
والاستثمار في البورصة ينطوي على مخاطر، لذا ينصح باتباع استراتيجية مدروسة، ويوصي الخبراء باستثمار الفوائض المالية فقط، ومتابعة الأخبار الاقتصادية يوميًا لفهم تحركات السوق.
كما يفضل تنويع الاستثمارات بين القطاعات المختلفة مثل البنوك، الاتصالات، والصناعة لتقليل المخاطر.
وللمبتدئين، يعتبر الاستثمار طويل الأجل (3 سنوات أو أكثر) في صناديق المؤشرات خيارًا آمنًا ومجزيًا.
نصائح للنجاح في الاستثمار
- التعلم المستمر: استفد من الموارد التعليمية مثل دورات البورصة المصرية عبر الإنترنت أو صفحاتها على فيسبوك.
- استشارة الخبراء: إذا كنت لا تملك الوقت أو الخبرة، استعن بمدير استثمار مرخص لإدارة محفظتك.
- متابعة المؤشرات: تابع مؤشرات EGX30 وEGX70 لفهم اتجاهات السوق.
- تجنب التوقعات السريعة: الاستثمار في البورصة يتطلب صبرًا، حيث الربح السريع قد يصاحبه مخاطر عالية.
وتشهد البورصة المصرية في 2025 أداءً إيجابيًا، مدعومًا باستقرار السياسات الاقتصادية وزيادة إقبال المستثمرين الأجانب، حيث وصلت مشترياتهم من أدوات الدين إلى 5 مليارات دولار في النصف الأول من العام.
ومع توفر منصات رقمية مثل ثاندر، أصبح الاستثمار أكثر سهولة وشمولية، وباتباع الخطوات المذكورة والالتزام بالنصائح، يمكن للمستثمرين المبتدئين والمحترفين تحقيق عوائد مجزية مع تقليل المخاطر.