بيلتون وما وراءها.. هل استغلت داليا خورشيد سلطتها لتعزيز إمبراطوريتها التجارية؟

في عالم المال والأعمال المصري، حيث تتشابك الطموحات مع النفوذ، برزت داليا خورشيد كشخصية مثيرة للجدل، وبصفتها الرئيسة التنفيذية لشركة بيلتون القابضة، قادت الشركة إلى تحقيق قفزة مالية غير مسبوقة، حيث سجلت إيرادات تشغيلية ارتفعت بنسبة 812% في الربع الأول من 2024، لتصل إلى 27.7 مليون دولار، مع نمو الأصول المدارة بنسبة 56% إلى 612.5 مليون دولار.
وهذه الأرقام المذهلة وضعت بيلتون في صدارة الأسواق، لكنها أثارت في الوقت ذاته تساؤلات حول الوسائل التي أوصلت خورشيد إلى هذا النجاح، هل هو نتاج استراتيجية عبقرية أم استغلال لعلاقاتها.
وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نغوص في قلب هذه الاتهامات، معتمدًا لكشف الحقيقة وراء صعود بيلتون.
مسيرة داليا خورشيد: قوة ونفوذ
وبدأت داليا خورشيد مسيرتها في القطاع المصرفي وانتقلت إلى سيتي بنك (1997-2005)، حيث أدارت صفقات استثمارية كبرى كمديرة تنفيذية للخدمات المصرفية الاستثمارية.
ولاحقًا تولت مناصب قيادية في أوراسكوم للإنشاء (2005-2016)، حيث ساهمت في تمويل مشاريع بمليارات الدولارات.
وفي 2016، عينت وزيرة الاستثمار في مصر، لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب، مما منحها نفوذًا سياسيًا وماليًا كبيرًا، وبعد تركها المنصب الحكومي، أسست شركتي مسار للاستشارات المالية وإيجل كابيتال، وفي أغسطس 2022، تولت قيادة بيلتون القابضة بعد استحواذ شيميرا للاستثمار الإماراتية على حصة 56% من الشركة.
وتحت قيادتها، شهدت بيلتون تحولًا جذريًا، حيث بلغت الإيرادات المجمعة في 2024 حوالي 7.2 مليار جنيه، بنمو يعادل أربعة أضعاف مقارنة بالعام السابق.
كما أطلقت مبادرات جديدة مثل منصة نبت للأعمال الزراعية وبلتون لرأس المال المخاطر، مع زيادة رأس المال بقيمة 10.5 مليار جنيه في أبريل 2025 ولكن هذا النجاح لم يخل من الشكوك.

الاتهامات: استغلال النفوذ؟
وتتركز الاتهامات الموجهة إلى خورشيد حول استغلال علاقتها بزوجها طارق عامر، الذي شغل منصب محافظ البنك المركزي المصري (2015-2022).
وخلال فترة توليه، اتهمت خورشيد باستخدام نفوذه لتسهيل صفقات استثمارية وتعزيز مصالحها التجارية، ووفقًا لتقارير من مبادرة الشفافية المصرية في 2023، أثيرت مخاوف بشأن تضارب المصالح، حيث تزامنت صفقات بيلتون الكبرى مع قرارات تنظيمية من البنك المركزي استفادت منها الشركة بشكل غير مباشر، مثل تسهيلات في التمويل وتخفيف القيود التنظيمية.
وعلى سبيل المثال، أشارت تقارير صحفية في 2024، إلى أن بيلتون حصلت على عقود استثمارية ضخمة مع مؤسسات حكومية دون مناقصات علنية، مما أثار شبهات حول استغلال علاقاتها.
ردود بيلتون وخورشيد
وفي المقابل، نفت بيلتون وخورشيد هذه الاتهامات، وفي بيان رسمي في يوليو 2024، أكدت بيلتون أن نجاحها يعتمد على استراتيجيات مبتكرة، مثل الاستفادة من علوم البيانات والتحول الرقمي، وليس على أي نفوذ سياسي.
كما أشارت خورشيد في مقابلة مع بلومبرج الشرق في 2024، إلى أن الاتهامات لا أساس لها، ونجاح بيلتون يعكس ثقة المستثمرين في رؤية الشركة الاستثمارية.
ومع ذلك، لم تقدم الشركة أدلة واضحة لدحض الشبهات المتعلقة بالعقود الحكومية.
نجاح مشوب بالشك
ورغم الإنجازات المالية الملحوظة، فإن الغموض المحيط بصفقات بيلتون وعلاقات خورشيد يلقي بظلال من الشك، في حين أن التقارير تشير إلى أن الشركة استفادت من بيئة تنظيمية مواتية بشكل غير عادي، وهو ما يعزز الاتهامات بتضارب المصالح.