خبير طاقة يحذر: حريق سنترال رمسيس تجدد بسبب "جمر خفي" وأعطال كامنة

خبير طاقة
خبير طاقة

أكد الدكتور المهندس إبراهيم محروس، عضو المجلس العربي للطاقة واستشاري الطاقة، أن عودة اشتعال النيران في سنترال رمسيس يوم الخميس بعد ساعات من السيطرة على الحريق الأول، يُعد حادثًا بالغ الخطورة يتطلب فتح تحقيق فني شامل حول أسباب التكرار، ومدى كفاءة إجراءات الإطفاء والسلامة داخل المنشأة.

وقال محروس في تصريحات خاصة إن تكرار اندلاع النيران لا يُعد أمرًا عرضيًا، بل له دلالات فنية وتحقيقية خطيرة، قد تشير إلى وجود بؤر اشتعال كامنة لم يتم التعامل معها بالشكل المطلوب، أو قصور في عمليات التأمين بعد الحريق الأول.

وفي الوقت نفسه، أشاد بأداء قوات الحماية المدنية، واصفًا تدخلهم السريع والمهني بأنه أنقذ الموقف ومنع الحريق من الامتداد لمناطق أوسع أو التسبب في خسائر كبيرة، مؤكدًا أنهم يستحقون كل التقدير.

أسباب تكرار الاشتعال


وأوضح محروس أن عودة النيران بعد الإخماد أمر وارد في علم الحرائق، وغالبًا ما يحدث نتيجة ما يُعرف بـ"الجمر الخفي" وهو احتراق بطيء لبقايا قابلة للاشتعال تبقى مشتعلة في أماكن يصعب الوصول إليها، مثل تحت الأنقاض، داخل الجدران، أو خلف الأسقف المعلقة، وعند توافر الأكسجين تعود للاشتعال مجددًا.

وأضاف أن بعض المواد مثل الورق، بقايا العزل، أو الأخشاب المتفحمة قد تُسهِم أيضًا في تجدد الحريق، إذا لم تُزال بالكامل من موقع الحادث، خصوصًا إذا ظلت قريبة من مصادر حرارة أو شرر سابق.

ولفت إلى أن انتقال الحرارة من أجزاء الحريق الأول، أو تطاير شرر إلى مناطق مجاورة لم تكن قد اشتعلت بعد، يمكن أن يؤدي إلى نشوب حريق ثانٍ، خاصة إذا كانت هناك عوازل غير فعالة أو دوائر كهربائية متضررة لم يتم فحصها جيدًا.

سنترال رمسيس
سنترال رمسيس

توصيات فنية صارمة


وشدد محروس على ضرورة الالتزام بإجراءات فنية دقيقة بعد السيطرة على أي حريق، وعلى رأسها استخدام الكاميرات الحرارية للكشف عن البؤر الساخنة غير المرئية، وفصل التيار الكهربائي بشكل كامل، وإزالة جميع المواد القابلة للاشتعال من الموقع.

كما دعا إلى تشكيل لجنة فنية مستقلة لفحص موقع سنترال رمسيس بالكامل، والتحقق من سلامة البنية التحتية، والأجهزة الكهربائية، ومدى التزام المنشأة بإجراءات الأمان المعتمدة.

واختتم تصريحاته بالقول: "لا يكفي إخماد الحريق ظاهريًا، فالنار قد تختبئ في الأعماق، وتعود مجددًا متى توفرت لها الظروف المناسبة، والتحقيق الفني الدقيق هو الضامن الوحيد لعدم تكرار الكارثة."

تم نسخ الرابط