استعراض على الأسفلت وإنجاز على الأرض.. رجال أعمال بلا أعمال وآخرون بلا ضوضاء

هشام طلعت مصطفى ومصطفى
هشام طلعت مصطفى ومصطفى فايد

في مشهد متناقض يعكس الفجوة المتسعة بين ثقافة الاستهلاك وثقافة البناء، يظهر جيل جديد من أصحاب المال الذين يتفاخرون بما يملكون أمام الكاميرات، بينما يواصل آخرون العمل في صمت، مساهمين بفعالية في دعم الاقتصاد وبناء مستقبل أفضل، وبينما يتباهى البعض بعقارات وسيارات باهظة الثمن على مواقع التواصل، يركز آخرون على التنمية، وخلق فرص العمل، وتقديم نموذج مختلف لرجل الأعمال الحقيقي.

تفتح هذه المفارقة النقاش حول دور رجال المال في المجتمع المصري، وتسلط الضوء على نماذج متناقضة، مثل مصطفى فايد الشهير بـ"القبطان"، الذي اشتهر باستعراض ممتلكاته، وهشام طلعت مصطفى، رجل الأعمال الذي يفضل أن يتحدث إنجازه بدلاً من صور رفاهيته.

الاستفزاز الطبقي 

خلال السنوات الأخيرة، تحول بعض رجال المال الشباب إلى نجوم على مواقع التواصل، بفضل أسلوب حياتهم الفاخر والمبالغ فيه، ومن بين هؤلاء يبرز اسم مصطفى فايد "القبطان"، الذي يظهر بشكل شبه يومي في مقاطع مصورة، يستعرض خلالها سيارات فارهة، وساعات نادرة، وأسلوب حياة يراه البعض مبهرًا ويراه آخرون مستفزًا.

يقدم القبطان نفسه كنموذج للشاب العصامي الذي "كوّن نفسه بنفسه"، لكنه في المقابل لا يقدم تفسيرًا حقيقيًا أو نموذجًا عمليًا لكيفية تحقيق هذا النجاح، مما يثير شكوكًا حول الرسالة التي يرسلها لجمهور كبير من الشباب الباحثين عن الأمل في ظل التحديات الاقتصادية.

يرى متخصصون في الإعلام والسلوك الاجتماعي أن هذا النوع من الظهور يعزز من الاستفزاز الطبقي، ويعمق الشعور بالفجوة بين الطبقات، خاصة حين يكون الاستعراض بلا قيمة مضافة حقيقية للاقتصاد أو المجتمع.

مصطفى فايد الشهير بـ
مصطفى فايد الشهير بـ"القبطان"

رجال أعمال يبنون في صمت

في الجهة الأخرى من المشهد، يظهر نموذج مختلف تمامًا يتمثل في هشام طلعت مصطفى، رجل الأعمال المعروف، الذي لطالما ارتبط اسمه بمشروعات عقارية عملاقة ومبادرات اجتماعية حقيقية، دون ضجيج أو استعراض.

من خلال مجموعة طلعت مصطفى، ساهم هشام في إنشاء مدن ومجتمعات سكنية متكاملة مثل "مدينتي" و"الرحاب" و"نور"، إلى جانب آلاف الوحدات التي تم تسليمها في مواعيدها، مع التزام واضح بالمعايير والجودة، ولم يكتفِ بذلك، بل دعم العديد من المبادرات الصحية والتعليمية، أبرزها التبرعات لصندوق "تحيا مصر" وتطوير مستشفيات عامة.

المفارقة هنا أن هشام طلعت يمتلك من الثروات ما قد يُبهر الجميع، لكنه يختار أن يبني لا أن يتفاخر، أن يصنع لا أن يصور، مما يجعله أقرب للنموذج الذي تحتاجه مصر الآن، رجل أعمال وطني يفهم دوره الاقتصادي والاجتماعي.

هشام طلعت مصطفى
هشام طلعت مصطفى

استعراض أم مسؤولية اجتماعية؟

السؤال الجوهري الذي يجب طرحه هو، ما الدور الحقيقي الذي يجب أن يلعبه من يملك المال؟ هل الغرض هو إثارة الإعجاب بالرفاهية، أم استخدام هذه الإمكانيات لخلق تأثير إيجابي مستدام في المجتمع؟، بينما يتباهى البعض بعقارات على البحر وسيارات نادرة، يظل التأثير الحقيقي في دعم المشاريع الوطنية، وتقديم فرص حقيقية للعمل، والمشاركة في تطوير التعليم والصحة والبنية التحتية، فالمجتمع لا يحتاج إلى من يصنع "ترندًا"، بل إلى من يصنع قيمة.

والمال لا يخلق الاحترام تلقائيًا، لكن طريقة توظيفه هي التي تصنع الفرق، ورجل المال الذي يكتفي باستعراض ما يملك يترك صورة فارغة، بينما من يضع ثروته في خدمة بلده ومجتمعه يُبنى له تاريخ يحترمه الجميع.

المقارنة بين "القبطان" وهشام طلعت مصطفى ليست مجرد مقارنة بين شخصين، بل بين اتجاهين في التفكير والسلوك؛ أحدهما يرى المال كوسيلة للبروز الفردي، والآخر يراه وسيلة لبناء مستقبل جماعي.

تم نسخ الرابط