من القاهرة إلى أفريقيا.. نظام PAPSS المصرفي يرسم خريطة جديدة للتجارة بالعملات المحلية

مصر تنضم إلى نظام
مصر تنضم إلى نظام PAPSS المصرفي

تبرز أفريقيا كقارة طموحة تسعى لتعزيز تجارتها البينية وتقليل الاعتماد على العملات الأجنبية، حيث يأتي نظام الدفع والتسوية الأفريقي (PAPSS) كحل مبتكر يعيد تشكيل معالم التجارة عبر الحدود، حيث انضمت مصر رسميًا إلى هذا النظام في نوفمبر 2024 لتعزيز دورها كمحور اقتصادي في القارة.

ويهدف هذا التقرير، من سمارت فاينانس، إلى استعراض تفاصيل نظام PAPSS، ودوره في تسهيل التجارة الأفريقية، وأهمية انضمام مصر لهذه المنصة الواعدة.

ما هو نظام PAPSS؟

ونظام الدفع والتسوية الأفريقي (PAPSS)، الذي أطلقه بنك التصدير والاستيراد الأفريقي (Afreximbank) بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي، يمثل بنية تحتية مالية متطورة تهدف إلى تسهيل المدفوعات عبر الحدود باستخدام العملات المحلية.

وبدأ النظام كمرحلة تجريبية في 2019 في المنطقة النقدية لغرب أفريقيا، وتم اعتماده رسميًا في 2022 كجزء من أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA).

ويهدف PAPSS إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي واليورو، مما يخفض تكاليف المعاملات ويسرع تنفيذها، حيث يتم تسوية المدفوعات خلال 24 ساعة بدلاً من أيام.

آلية عمل النظام

ويعتمد PAPSS على شبكة تقنية تربط البنوك المركزية والتجارية ومقدمي خدمات الدفع في أفريقيا، وعند إجراء معاملة، يتم تحويل المبلغ بالعملة المحلية للبلد المرسل إلى العملة المحلية للبلد المستقبل عبر النظام، مع ضمان تسوية فورية وآمنة.

ويستخدم النظام معيار المراسلة ISO 20022 لضمان التوافق والشفافية، وهذا النظام لا يقتصر على التجارة فحسب، بل يشمل أيضًا تحويل الأموال، ودفع الرواتب، والمعاملات عالية القيمة، مما يجعله أداة متعددة الاستخدامات.

انضمام مصر إلى PAPSS

وفي نوفمبر 2024، أعلن البنك المركزي المصري انضمامه إلى PAPSS، في خطوة استراتيجية تعكس التزام مصر بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الأفريقية.

وهذا الانضمام يتيح لمصر إجراء معاملات تجارية بالعملات المحلية، مما يقلل الضغط على احتياطيات العملات الأجنبية، خاصة الدولار.

وقد أبدت العديد من البنوك التجارية المصرية اهتمامها بالمشاركة، تحت إشراف البنك المركزي، مما يعزز من قدرة مصر على التوسع في السوق الأفريقية.

أثر PAPSS على التجارة الأفريقية

ويسهم PAPSS في تعزيز التجارة البينية الأفريقية، التي لا تمثل حاليًا سوى 15% من إجمالي التجارة في القارة، مقارنة بـ70% في الاتحاد الأوروبي.

ومن خلال خفض تكاليف المعاملات بنسبة تصل إلى 7% وتسريع المدفوعات، يدعم النظام الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال الشباب، مما يعزز القدرة التنافسية.

كما يستفيد النظام من تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوكشين لتحسين الكفاءة والمرونة، مع خطط لتوسيع النظام ليشمل 30 دولة و500 مليون حساب بنكي بحلول نهاية 2025.

نظام PAPSS
نظام PAPSS

دور مصر في تعزيز التكامل الاقتصادي

وانضمام مصر إلى PAPSS يعزز مكانتها كلاعب رئيسي في التجارة الأفريقية، وفي يوليو 2025، أطلقت مصر أول شحنة سلع غذائية إلى غانا باستخدام النظام، مما يمثل خطوة عملية نحو تقليل الهيمنة الدولارية وتعزيز التجارة بالعملات المحلية.

وهذه الخطوة تدعم استراتيجية مصر طويلة الأمد لتوطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية مع أفريقيا، وتؤكد دورها القيادي في القارة.

ورغم النجاحات، تواجه PAPSS تحديات مثل الحاجة إلى توسيع الشبكة لتشمل المزيد من الدول والبنوك، وضمان التوافق مع الأنظمة المحلية المتنوعة.

ومع ذلك، فإن دعم الاتحاد الأفريقي وAfreximbank يعزز من آفاق النظام، حيث يتوقع الخبراء أن يسهم PAPSS في خفض تكاليف التجارة بمقدار 5 مليارات دولار سنويًا، مما يجعله أداة حيوية لتحقيق رؤية "أفريقيا التي نريدها".

ويمثل نظام PAPSS خطوة ثورية نحو تكامل اقتصادي أفريقي مستدام، وانضمام مصر إليه يعكس رؤيتها الطموحة لقيادة هذا التحول.

ومن خلال تسهيل المدفوعات عبر الحدود وتقليل الاعتماد على العملات الأجنبية، يفتح النظام آفاقًا جديدة للتجارة والاستثمار.

ومع استمرار التوسع والابتكار، يبقى PAPSS ركيزة أساسية لبناء قارة مترابطة اقتصاديًا، ومصر في قلب هذا التغيير.

تم نسخ الرابط