مصر تجهز لزيادة قدرات الربط الكهربائي مع الأردن والعراق وسوريا ولبنان

الربط الكهربائى
الربط الكهربائى

تواصل مصر خطواتها لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة من خلال خطط طموحة لزيادة قدرات الربط  مع دول الجوار العربي، وفي مقدمتها الأردن والعراق وسوريا ولبنان، وتهدف هذه الخطط إلى تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في المنطقة، وتعزيز التعاون العربي في قطاع الطاقة بما يدعم استقرار الشبكات وتحقيق التكامل الاقتصادي.


قال الدكتور حافظ سلماوي، الرئيس الأسبق لمرفق تنظيم الكهرباء، إن خطة مصر لتصدير الكهرباء إلى دول الجوار العربي، ومنها الأردن والعراق وسوريا ولبنان، تمثل امتداداً لاتفاقات الربط الكهربائي القائمة منذ عقود، مع العمل حالياً على تطوير القدرات وزيادة أحمال الشبكات بما يتيح تلبية احتياجات هذه الدول.

تاريخ الربط المصري الأردني

أوضح سلماوي أن الربط الكهربائي بين مصر والأردن بدأ منذ عام 1998 بقدرة تصل إلى نحو 500 ميجاوات، واستمر حتى عام 2011. لكن مع الأحداث الإقليمية وتراجع الطلب، بجانب امتلاك الأردن فوائض إنتاجية، انخفضت معدلات التبادل الكهربائي على الخط في السنوات التالية.

توسع الربط عبر الأردن إلى العراق وسوريا ولبنان

وأشار سلماوي إلى أن ارتفاع الطلب في سوريا ولبنان والعراق دفع إلى اتفاق جديد بين الأردن والعراق لإنشاء خط ربط بقدرة 500 ميجاوات، وقد بدأ تشغيله بقدرة أولية تبلغ 150 ميجاوات عام 2023، مع استمرار العمل على رفع القدرة التشغيلية تدريجياً، أما سوريا، فتشهد طلباً متزايداً على الكهرباء بسبب الأزمات التي أثرت على بنيتها التحتية، فيما تعمل لبنان على تحديث منظومتها الكهربائية لزيادة الفاعلية والاستقرار.

خطة مصر لزيادة القدرات التصديرية

أكد سلماوي أن الربط بين مصر والأردن، الذي يمثل البوابة لتصدير الكهرباء إلى العراق وسوريا ولبنان، سيشهد توسعات كبيرة خلال المرحلة المقبلة، إذ تستهدف مصر زيادة القدرة الحالية البالغة 500 ميجاوات لتصل إلى 2000 ميجاوات، وهو ما تستطيع الشبكة القومية المصرية توفيره، بفضل قدراتها الإنتاجية والتطوير المستمر في البنية التحتية للطاقة.

تحديات الغاز الطبيعي وأهمية 2028

رغم الجاهزية الفنية للشبكة المصرية، أوضح سلماوي أن أحد التحديات الرئيسية يتمثل في توافر الغاز الطبيعي اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، مشيرًا إلى أن مصر ستستعيد جزءاً كبيراً من إنتاجها قبل عام 2028، بدعم من خطط زيادة الإنتاج المحلي، إلى جانب الغاز المستورد من قبرص بموجب الاتفاق الموقع مؤخراً.

وينص الاتفاق على استيراد 400 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز الطبيعي خلال المرحلة الأولى بحلول الربع الأول من 2028، على أن ترتفع الكميات إلى 800 مليون قدم مكعب يومياً بحلول عام 2031 عبر حقل أفروديت.

فرص مستقبلية للتصدير

اختتم سلماوي حديثه بالتأكيد على أن توفير الغاز بأسعار مناسبة بعد عام 2028، سيعزز فرص مصر في تقديم قدرات كهربائية إضافية لدول المنطقة، بما يسهم في دعم استقرار شبكاتها وتحقيق التكامل الطاقوي العربي، مع إمكانية أن تصبح مصر مركزاً إقليمياً لتصدير الطاقة الكهربائية.
يعود تاريخ الربط الكهربائي بين مصر والأردن إلى عام 1998 بقدرة بلغت 500 ميجاوات، شكلت بوابة للتبادل الطاقوي بين البلدين حتى عام 2011، قبل أن تتراجع معدلات التصدير مع الأحداث الإقليمية وفوائض الإنتاج الأردنية. 

ومع تزايد احتياجات دول مثل العراق وسوريا ولبنان خلال السنوات الأخيرة، أعيد إحياء الاتفاقات لتوسيع قدرات الربط عبر الأردن، بما يتيح لمصر دوراً أكبر في دعم منظومات الكهرباء الإقليمية، خاصة مع خطط تطوير الشبكة القومية وزيادة الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي.

تم نسخ الرابط