صفقات قمح فرنسي وأوكراني تعزز استقرار واردات مصر من الحبوب

القمح
القمح

تعد مصر واحدة من أكبر مستوردي القمح عالميًا، إذ تستورد ما يزيد على 10 ملايين طن سنويًا لتلبية احتياجاتها المحلية، ويعمل جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة على بناء شبكة علاقات مباشرة مع كبار الموردين الدوليين، بما يسمح بتبسيط إجراءات التوريد وتجنب الوسطاء، وهو ما يسهم في خفض التكلفة وضمان الاستقرار، ومنذ ديسمبر الماضي، تولى الجهاز مسؤولية الإشراف على استيراد السلع الاستراتيجية، بما في ذلك الحبوب، في إطار توجه حكومي لإعادة هيكلة عمليات الشراء والتوريد.


صفقة القمح الفرنسي لتعزيز المخزون


ووافق جهاز مستقبل مصر، المشتري الحكومي للحبوب، على شراء 200 ألف طن من القمح الفرنسي، إلى جانب شحنات من أوكرانيا ورومانيا، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي المصري في ظل تقلبات الأسواق العالمية.
أعلن جهاز مستقبل مصر أنه أبرم صفقات جديدة لاستيراد 200 ألف طن من القمح الفرنسي خلال الأسابيع الماضية، وتأتي هذه الخطوة ضمن سياسة الدولة لضمان تدفق مستقر للحبوب، في وقت يشهد فيه العالم تقلبات حادة في أسعار وأسواق الحبوب نتيجة التوترات الجيوسياسية.
ووفقًا لمصادر مطلعة قالت إن الجهاز قد يكون حجز ما يصل إلى سبع سفن كبيرة محملة بالقمح الفرنسي، بإجمالي يزيد عن 400 ألف طن، ومن بين هذه الشحنات سفينة تبلغ حمولتها 63 ألف طن، من المقرر أن تصل إلى الموانئ المصرية في الفترة من 10 إلى 20 سبتمبر المقبل، على أن يتم السداد عبر خطابات اعتماد مدتها 270 يومًا.


واردات من أوكرانيا ورومانيا


بجانب القمح الفرنسي، أكد الجهاز أنه أبرم عقودًا لشراء عدة شحنات من أوكرانيا ورومانيا بإجمالي 30 ألف طن، في إطار تنويع مصادر الاستيراد، وتأتي هذه الخطوة كجزء من خطة استراتيجية لتقليل الاعتماد على منطقة واحدة، خاصة في ظل عدم استقرار الإمدادات من منطقة البحر الأسود بسبب الصراع الروسي الأوكراني، بجانب رفض المزارعين الروس توريد القمح الأسعار الحالية، ما تسبب في نقص المعروض.


الاحتياطيات الاستراتيجية


أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في تصريحات سابقة أن الاحتياطيات الاستراتيجية من القمح تكفي لأكثر من ستة أشهر، ويأتي إعلان صفقات القمح الجديدة ليؤكد استمرار الدولة في تأمين احتياجاتها الغذائية، خصوصًا في ظل التحديات العالمية المتعلقة بتأمين الغذاء وارتفاع أسعار الشحن.


قراءة مستقبلية


يعكس توجه جهاز مستقبل مصر نحو القمح الفرنسي والأوروبي رغبة واضحة في تنويع سلة الواردات، وتحقيق توازن بين التكلفة والجودة، إضافة إلى ضمان وصول الشحنات في مواعيدها بعيدًا عن المخاطر الجيوسياسية، ومع استمرار الضغوط على أسواق الغذاء العالمية، من المتوقع أن تواصل مصر سياسة شراء مرنة تعتمد على تعدد الموردين وتوقيت الصفقات.

تم نسخ الرابط