وزير قطاع الأعمال: المتحف المصري الكبير ايقونة حضارية بين الماضي والمستقبل
في إطار الاستعدادات الجارية لافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أكبر مشروع ثقافي وحضاري في القرن الحادي والعشرين، كتب المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، مقالًا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، تناول فيه دلالات هذا الصرح العالمي وأبعاده الوطنية والاقتصادية والحضارية.
يُبرز المقال كيف أصبح المتحف المصري الكبير أيقونة تجمع بين مجد الماضي ووعود المستقبل، في ظل رؤية القيادة السياسية التي جعلت من الثقافة والتراث قوة دافعة للتنمية الشاملة، ومصدر إلهام للأجيال القادمة.
وفيما يلي نص المقال الكامل الذي يعكس رؤية الدولة نحو بناء نهضة متكاملة تُعانق فيها مصر تاريخها العريق لتصنع مستقبلها المشرق.
"في الأول من نوفمبر عام 2025، تشهد مصر حدثًا تاريخيًا مهيبًا يشد أنظار العالم، يتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أكبر متحف في العالم يعرض حضارة أمة واحدة هي مصر، بما تحمله من إرث حضاري وإنساني خالد يمتد عبر آلاف السنين.
وتمضي مصر بخطى ثابتة ومدروسة نحو نهضة جديدة، يجمع فيها المتحف بين أصالة التاريخ وعظمة التراث من جهة، وروح التقدم والتنمية المستدامة من جهة أخرى، وإن المتحف المصري الكبير لا يُعد مجرد مبنى أو صرح أثري جديد، بل هو معلم وطني ونهضة اقتصادية وثقافية جديدة، يجسد فكر القيادة السياسية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في تعزيز مكانة مصر العالمية كمنارة للثقافة والإبداع الإنساني.
وليس من المبالغة أن نقول إن المتحف المصري الكبير نقطة انطلاق فريدة من نوعها من الماضي المجيد لاستقبال المستقبل الواعد، فهو ليس فقط منبرًا لعرض فخر الحضارة، لكنه أيضًا مشروع تنموي متكامل، إذ يرتبط ارتباطًا وثيقًا بحركة التنمية والتطوير التي تشهدها مصر في مختلف المجالات، فهو نموذج حي لما يمكن أن يقدمه الاستثمار في الثقافة والسياحة من مردود اقتصادي وحضاري واجتماعي، إذ يتكامل المتحف مع المشروعات العملاقة في الطرق والمواصلات والمنشآت الفندقية والسياحية، والمناطق التجارية والخدمية، ومشروعات صغيرة ومتوسطة.
المتحف المصري الكبير يُرسّخ بقوة لمفهوم التكامل بين الهوية الوطنية والنهضة الاقتصادية والتنمية المستدامة، بما يعزز الوعي الجمعي لأبناء الوطن، ففخر المصريين بتاريخهم العظيم هو الركيزة التي تُبنى عليها الجمهورية الجديدة.
ومن المتوقع أن يُحدث افتتاح المتحف نقلة نوعية في حركة السياحة العالمية إلى مصر، ليصبح أحد أبرز المقاصد السياحية على مستوى العالم، إذ يضم المتحف أكثر من مئة ألف قطعة أثرية تعبر عن تاريخ مصر القديم والحديث، في عرض متحفي فريد يوظف أحدث التقنيات التكنولوجية وأساليب العرض التفاعلي، بما يتيح للزائر تجربة غنية وممتعة تدمج بين العلم والثقافة والفن.
إن المتحف المصري الكبير هو رسالة مصر إلى العالم أجمع، تؤكد بها أن الحضارة المصرية لا تزال تنبض بالحياة، وأن جذور التاريخ العريق قادرة على أن تمد الحاضر والمستقبل بالقوة والدعم والإلهام. فالمتحف يجمع بين الماضي العريق والحاضر الزاهر والمستقبل الواعد، ويُجسّد رؤية القيادة السياسية في تحويل التراث إلى قوة ناعمة تُسهم في التنمية والتقدم، ومن هنا، فإن افتتاح المتحف المصري الكبير هو انطلاقة أخرى لمصر بأفقٍ أرحب نحو الوطن الذي يتسلم راية المجد والعلم والتكامل، ويؤكد أن قطاع الأعمال العام يظل شريكًا رئيسيًا في بناء الاقتصاد الوطني ودعم مكانة مصر وحضارتها العريقة".
