توتر جديد في العلاقات الاقتصادية
«ترامب»: توقف المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة وكندا لهذا السبب
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة لن تستأنف المحادثات التجارية مع كندا في الوقت الراهن، بعد أكثر من أسبوع على إعلانه إنهاء المفاوضات بين الجانبين، على خلفية خلاف دبلوماسي وإعلاني أثار غضبه.
وقال ترامب في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أمريكية، الجمعة، إن كندا ارتكبت خطأً كبيرًا في طريقة تعاملها مع ملف الرسوم الجمركية، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني قدّم اعتذارًا له عن الحملة الإعلانية التي تسببت بالأزمة.
وأضاف الرئيس الأمريكي: "أنا أحبه كثيرًا، لكن ما فعلوه كان خطأ. لقد اعتذر عن الإعلان لأنه كان مضللًا"، في إشارة إلى إعلان كندي تضمن مقاطع أرشيفية للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان وهو يحذر من مخاطر فرض الرسوم الجمركية، وهو ما اعتبرته واشنطن إساءة متعمدة.
إلغاء المفاوضات نهائيًا
وكان ترامب قد أعلن في 24 أكتوبر الماضي عبر منصته على Truth Social إنهاء جميع المفاوضات التجارية مع كندا، متهمًا الحكومة الكندية بـ تحريف تصريحات للرئيس ريغان ضمن حملة موجهة ضد الرسوم الأمريكية المفروضة على الصادرات الكندية.
وكتب ترامب حينها: "تم إنهاء جميع المفاوضات التجارية مع كندا"، مؤكدًا أن واشنطن لن تقبل أي محاولات من أوتاوا للتأثير في الرأي العام الأمريكي عبر حملات دعائية أو إعلامية.
رد كندي على القرارات الأمريكية
من جانبه، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن بلاده لن تسمح للولايات المتحدة بالحصول على وصول غير عادل إلى الأسواق الكندية، مؤكداً أن حكومته متمسكة بموقفها الرافض لأي اتفاق تجاري لا يراعي مصالح كندا الاقتصادية.
وأضاف كارني أن كندا مستعدة لمواصلة الحوار في حال أبدت واشنطن استعدادًا لتوقيع اتفاق "متوازن ومنصف"، لكنه شدد على أن بلاده لن تخضع للضغوط الأمريكية في الملفات التجارية.
خلفية الأزمة: الرسوم الجمركية تشعل الخلاف
تعود الأزمة الحالية إلى فرض إدارة ترامب رسوماً جمركية مرتفعة على واردات الصلب والألومنيوم والسيارات الكندية في وقت سابق من العام الجاري، وهو القرار الذي دفع أوتاوا إلى الرد بإجراءات مماثلة طالت مجموعة من السلع الأمريكية.
ومنذ ذلك الحين، دخل الطرفان في مفاوضات متوترة استمرت لأسابيع دون تحقيق تقدم ملموس، وسط تباين واضح في الرؤى حول سبل إعادة التوازن التجاري بين البلدين الجارين.
تداعيات محتملة على اتفاقات التجارة الإقليمية
ويرى محللون اقتصاديون أن توقف المفاوضات قد ينعكس سلبًا على اتفاقيات التجارة الإقليمية بين أمريكا الشمالية، خاصة اتفاق USMCA الذي يربط الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، والذي يشهد بدوره خلافات حول تطبيق بعض بنوده.
وأشار خبراء إلى أن تصاعد الخلاف بين البلدين قد يؤدي إلى تراجع الاستثمارات المتبادلة وارتفاع تكاليف التبادل التجاري، خصوصًا في قطاعات الطاقة والسيارات والحديد.
بهذا القرار، تدخل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وكندا مرحلة جديدة من الجمود والتوتر، في وقت يسعى فيه الاقتصاد العالمي إلى تجاوز تداعيات التضخم وتباطؤ النمو، ويبدو أن الخلاف حول الرسوم والإعلانات الدعائية قد يتحول إلى أزمة سياسية واقتصادية أوسع، ما لم يبادر الطرفان إلى إعادة قنوات الحوار خلال الفترة المقبلة.

