7 مليارات دولار تفتح بوابة «علم الروم» نحو العالمية بشراكة مصرية قطرية كبرى

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين مصر وقطر، شهدت العاصمة القطرية الدوحة اجتماعًا بين الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر، وذلك على هامش القمة الأولى لقادة التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر.

حضر اللقاء الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والسفير وليد الفقي، سفير مصر لدى قطر، حيث جرى بحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، وتفعيل حزمة الاستثمارات القطرية في مصر التي كانت محل مباحثات سابقة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمير تميم بن حمد آل ثاني.

 

مشروع ضخم غرب رأس الحكمة

شهد اللقاء توافقًا على بدء تفعيل حزمة الاستثمارات القطرية خلال الأيام المقبلة، من خلال توقيع عقد شراكة استثمارية كبرى لتنمية مشروع بمدينة “علم الروم” بمحافظة مطروح، غرب منطقة رأس الحكمة على الساحل الشمالي. وتبلغ قيمة الاستثمارات المخطط ضخها نحو 7 مليارات دولار لتطوير مدينة ساحلية عالمية المستوى على مساحة تتجاوز 60 ألف فدان، تشمل فنادق فاخرة ومنتجعات، ومناطق سكنية وتجارية ومرافئ لليخوت ومرافق ترفيهية وتعليمية وصحية، بما يحول المنطقة إلى وجهة سياحية واستثمارية متكاملة على غرار مشروع رأس الحكمة.

 

ويأتي المشروع ضمن رؤية الحكومة المصرية لتحويل الساحل الشمالي إلى مركز اقتصادي وسياحي عالمي، وتعزيز التنمية الإقليمية خارج المراكز السكانية التقليدية، مع التزام الدولة بتوفير البنية التحتية اللازمة من طرق ومرافق عامة، فيما يتولى المستثمرون القطريون مهام التمويل والإنشاء والتسويق الدولي.

 

رسائل سياسية واقتصادية متبادلة

 

خلال اللقاء، رحب الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني برئيس الوزراء المصري والوفد المرافق، مشيدًا بمشاركة مصر في القمة نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وموجهًا التهنئة للشعب المصري بمناسبة الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، الذي وصفه بأنه “حدث استثنائي يجسد عظمة الحضارة المصرية وقدرتها على الإبهار”.

 

وأكد رئيس الوزراء القطري حرص بلاده على توطيد العلاقات مع القاهرة في مختلف المجالات، ودعم وتفعيل الاستثمارات المشتركة، مثمنًا التنسيق المستمر بين البلدين في الملف الفلسطيني وجهود السلام الإقليمي، ومشيرًا إلى أهمية مواصلة التعاون لما فيه خير واستقرار المنطقة.

 

من جانبه، نقل الدكتور مصطفى مدبولي تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، معربًا عن تقدير مصر لدور قطر الإقليمي والدولي في دعم التنمية، ومؤكدًا رغبة القاهرة في توسيع أطر التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري بما يعزز مصالح البلدين.

 

التنسيق المؤسسي وتفعيل الاتفاقات

 

وأوضح المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، أن اللقاء تناول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مستجدات الأوضاع في قطاع غزة وجهود تنفيذ اتفاق شرم الشيخ للسلام. كما تم التأكيد على أهمية تنفيذ توصيات الدورة السادسة للجنة العليا المصرية القطرية المشتركة التي عُقدت في مدينة العلمين الجديدة في أغسطس الماضي، بما يضمن تحقيق التكامل الاقتصادي وتعزيز التعاون الاستثماري بين الجانبين.

 

ريفييرا البحر المتوسط الجديدة

 

تُعد منطقة علم الروم من أكثر المناطق الواعدة على الساحل الشمالي، وتتميز بطبيعتها الفريدة وشواطئها الفيروزية وموقعها القريب من مرسى مطروح ورأس الحكمة. ويُتوقع أن يحول المشروع المنطقة إلى “ريفييرا البحر الأبيض المتوسط” الجديدة، مع جذب المستثمرين العالميين والعلامات الفندقية الكبرى، إلى جانب خلق آلاف فرص العمل في قطاعات الإنشاء والسياحة والخدمات.

 

ووفقًا لمصادر حكومية، من المقرر تخصيص الأرض لجهاز قطر للاستثمار بنظام حق الانتفاع، على أن تحصل الحكومة المصرية على حصة تتراوح بين 15 و20% من إيرادات المشروع مقابل توفير البنية التحتية. كما سيتم تنفيذ المشروع على مراحل تمتد لعشر سنوات، ليُصبح من أكبر المشروعات السياحية والعقارية متعددة الاستخدامات في منطقة البحر المتوسط.

 

انعكاسات اقتصادية واستراتيجية

 

يمثل مشروع “علم الروم” امتدادًا طبيعيًا للنجاحات الاستثمارية التي حققتها مصر في رأس الحكمة، ويؤكد الثقة الإقليمية في الاستقرار الاقتصادي المصري وقدرته على جذب الاستثمارات الضخمة. كما يعزز المشروع تدفقات رأس المال الخليجي إلى مصر، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاستثماري المستدام، ويُعيد رسم ملامح الساحل الشمالي كأحد أبرز المقاصد السياحية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

تم نسخ الرابط