غرفة التطوير العقاري: الكود الأخضر المصري بوابة التحول العمراني المستدام

محمد راشد
محمد راشد

أكد الدكتور محمد راشد، عضو غرفة الاستثمار والتطوير العقاري للاتحاد العام للمستثمرين الآفرو-آسيوية وعضو المجلس التنفيذي المصري للبناء الأخضر والمدن المستدامة، أن إعادة تشكيل مجموعة العمل التنفيذية بالمجلس تمثل نقطة تحول مهمة في تطبيق الاستراتيجية الوطنية للبناء والعمران الأخضر وربطها بأهداف رؤية مصر 2030 والاستراتيجية الوطنية للمناخ 2050.

وأوضح راشد في تصريحات خاصة لـ"سمارت فاينانس"، أن الكود الأخضر المصري أصبح المرجعية الرسمية لضبط معايير كفاءة الطاقة والمياه والمواد والبيئة الداخلية في المباني، مشيراً إلى أن مصر تمتلك الآن الإطار التشريعي والمؤسسي اللازم للانتقال من المبادرات إلى الالتزام والتطبيق.

وأضاف أن الكود يغطي سبعة محاور رئيسية: كفاءة الطاقة، ترشيد المياه، إدارة المخلفات وإعادة التدوير، جودة البيئة الداخلية، استخدام المواد الصديقة للبيئة، دمج الطاقة المتجددة، وإدارة الموقع والعوامل المناخية، مشيراً إلى أن تطبيقه يمنح المطورين تصنيفًا بيئيًا معتمدًا يزيد من القيمة الاستثمارية للمشروعات بنسبة 10 إلى 15% مقارنة بالمشروعات التقليدية.

وأشار راشد إلى أن قطاع البناء مسؤول عن نحو 40% من استهلاك الطاقة و25% من انبعاثات الكربون، وأن تطبيق الكود الأخضر يقلل استهلاك الطاقة بنسبة 20–30% والمياه بنسبة تصل إلى 40%، ويخفض المخلفات ويحسن جودة الهواء الداخلي.

وكشف راشد أن الاستراتيجية الوطنية للبناء الأخضر ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية: الإطار التشريعي والتنظيمي، الحوافز الاقتصادية والمالية، والتحول المعرفي والتقني، مؤكداً أن الخطة التنفيذية تشمل إطلاق خمسة مشروعات نموذجية خلال عامين لتطبيق الكود وقياس المردود الاقتصادي والبيئي قبل تعميمه على باقي المدن بحلول 2027.

وأشار إلى أن تبني معايير البناء الأخضر يحقق عوائد اقتصادية مباشرة وغير مباشرة تتجاوز 10 مليارات جنيه سنوياً، وأن نسبة المشروعات الخضراء في الخطة الاستثمارية ارتفعت إلى 50% في 2024/2025 بعد أن كانت 14% في 2020، ما يعكس التزام الدولة بالتحول نحو العمران المستدام.

واختتم راشد تصريحه قائلاً: “الكود الأخضر المصري ليس مجرد وثيقة فنية، بل إطار وطني متكامل لإعادة تعريف التنمية العمرانية في مصر، يربط بين جودة الحياة والعدالة البيئية وكفاءة الاقتصاد، ويضمن التوازن بين النمو والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.”

تم نسخ الرابط