بفضل المتحف المصري الكبير.. مصر تقترب من تحقيق رقم تاريخي في هذا المجال!

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

في خطوة تاريخية تعزز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية، يعد افتتاح المتحف المصري الكبير في الجيزة، الذي تم الإعلان عنه رسميًا في 1 نوفمبر 2025، دافعًا قويًا نحو تحقيق رقم قياسي في أعداد السياح.

.وفقًا لتصريحات الوزيرة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط، فإن المتحف يمثل "مشروعًا تنمويًا متكاملاً للسياحة والثقافة والترفيه"، وسيساهم في جذب 30 مليون سائح بحلول عام 2030.

وهذا الإنجاز يأتي في وقت يشهد فيه القطاع السياحي نموًا غير مسبوق، مدفوعًا ببنية تحتية متطورة ومبادرات حكومية طموحة، حيث بلغ عدد الزوار 15 مليونًا في الأشهر التسعة الأولى من 2025، بزيادة 21% عن العام السابق، وتوقعات بوصول الإجمالي إلى 18 مليونًا بنهاية العام.

وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض كيف ساهم افتتاح المتحف المصري الكبير في زيادة أعداد السياح لمستوى غير مسبوق في 2025.

لحظة تاريخية تعيد اكتشاف الحضارة الفرعونية

وشهد يوم 1 نوفمبر 2025 افتتاحًا رسميًا للمتحف المصري الكبير، الذي يعد أكبر متحف في العالم مخصصًا لحضارة واحدة، بمساحة 490 ألف متر مربع ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل 7 آلاف عام من التاريخ المصري.

ويقع المتحف على بعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة، مما يربط بينه وبين التراث الأثري مباشرة، ويضم قاعات عرض رئيسية تشمل المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك توت عنخ آمون (أكثر من 5 آلاف قطعة، بما في ذلك القناع الذهبي الشهير)، بالإضافة إلى تمثال رمسيس الثاني الضخم (83 طنًا) ومركب الملك خوفو.

وتم تصميم المتحف من قبل الشركة الأيرلندية Heneghan Peng Architects، مع التركيز على الاستدامة البيئية، حيث حصل على شهادة EDGE Advanced للمباني الخضراء، مما يجعله أول متحف أخضر في الشرق الأوسط وإفريقيا.

وأشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمتحف كـ"شهادة حية على عبقرية الإنسان المصري"، خلال حفل الافتتاح الذي تابعته مئات الملايين عالميًا عبر البث المباشر، ونقلته آلاف القنوات الإعلامية.

ومن المتوقع أن يستوعب المتحف 5 ملايين زائر سنويًا، مع ساعات عمل ممتدة حتى الساعة 10 مساءً يومي السبت والأربعاء، وإمكانية شراء التذاكر عبر الإنترنت.

أرقام قياسية وإيرادات متصاعدة

ودخلت السياحة المصرية عام 2025 بقوة، حيث سجلت 3.9 ملايين سائح في الربع الأول بزيادة 25% عن العام السابق، و8.7 ملايين في النصف الأول بارتفاع 24%، متجاوزة مستويات ما قبل الجائحة بنسبة 21%.

ووفقًا لوزير السياحة والآثار شريف فتحي، فإن هذا النمو يعكس "ثقة متزايدة في المقصد المصري" رغم التحديات الجيوسياسية، مع توقعات بوصول 18 مليون سائح بنهاية العام، مما يحطم الرقم القياسي السابق لعام 2024 الذي بلغ 15.7 مليونًا.

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

أما الإيرادات، فقد وصلت إلى 12.5 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى، بزيادة 21%، مع توقعات بـ18 مليار دولار إجماليًا، مدعومة بإشغال فندقي يصل إلى 80-100% في المنتجعات الرئيسية مثل الغردقة وشرم الشيخ والساحل الشمالي.

وساهمت السياحة الأوروبية (ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، فرنسا) بنسبة كبيرة، إلى جانب الزيادة من الخليج والآسيوية، مع إضافة 30-40 ألف غرفة فندقية جديدة في 2025.

ويدعم القطاع الاقتصادي بنسبة 8.5% من الناتج المحلي الإجمالي ويوفر 2.7 مليون وظيفة، مع مضاعف توظيف يصل إلى 2-3 وظائف غير مباشرة لكل وظيفة مباشرة.

دور المتحف المصري الكبير في دفع السياحة الثقافية

ويُتوقع أن يجذب المتحف 7 ملايين زائر إضافي سنويًا، مما يعزز السياحة الثقافية ويضاعف الأعداد الإجمالية، خاصة مع موقعه الاستراتيجي قرب مطار سفنكس الدولي ومحاور النقل الرئيسية.

وأكد خبراء مثل أحمد الطيبي، وكيل لجنة السياحة بمجلس النواب، أن المتحف "سيحقق طفرة" بفضل تنويع المنتج السياحي، الذي يشمل الشواطئ، النيل، والآثار، مع زيادة الإنفاق السياحي بنسبة 13%.

وبالفعل، أدى الإعلان عن الافتتاح إلى زيادة الطلب بنسبة 14.5%، مع برامج سياحية جديدة تربط المتحف بالأقصر والإسكندرية.

كما يدعم المتحف الاستدامة من خلال حدائق نيلية ومركز ترميم، مما يجذب السياح البيئيين، ويعد جزءًا من استراتيجية حكومية تشمل تطوير هضبة الجيزة وإعادة تشغيل الفنادق العائمة.

نحو 30 مليون سائح بحلول 2030

تؤكد الوزيرة المشاط أن "البنية التحتية المتقدمة" ستدعم الهدف الطموح لـ30 مليون سائح بحلول 2030، مع التركيز على السياحة الثقافية والشاطئية.

ويمثل المتحف المصري الكبير بوابة نحو عصر ذهبي للسياحة المصرية، حيث يجمع بين الماضي العريق والمستقبل الواعد.

ومع اقتراب نهاية 2025، تبدو مصر على أعتاب تحقيق حلم الـ18 مليون سائح، مدعومًا بقطاع يساهم في التنمية المستدامة والاقتصادية. 

تم نسخ الرابط