بشرة خير.. إقبال جنوني سيجعل إيرادات المتحف المصري الكبير تفوق التوقعات!
بعد أيام قليلة من افتتاح المتحف المصري الكبير أبوابه للجمهور في 4 نوفمبر، يبرز الإقبال الهائل كعامل حاسم في تعزيز التوقعات الإيرادية طويلة الأمد.
والمتحف، الذي يعد أكبر متحف في العالم مخصصًا لحضارة واحدة، لم يقتصر نجاحه على اللحظة الأولى، بل يشير إلى تحول استراتيجي في قطاع السياحة المصرية، فهل تفوقت إيراداته التوقعات على المدى الطويل؟
وبناءً على التقديرات الرسمية والتحليلات الاقتصادية الحديثة، يبدو أن الإجابة نعم، حيث يتوقع أن يجذب الإقبال غير المسبوق 5-7 ملايين زائر سنويًا، مما يرفع الإيرادات إلى مستويات تفوق التنبؤات الأولية بنسبة 20-30%، مدعومًا بانتعاش السياحة الثقافية وتوسع الاقتصاد المرتبط.
وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض كيف سيحول المتحف المصري الكبير إيرادات السياحة في مصر.
بداية لعصر جديد في السياحة الثقافية
ةافتتح المتحف رسميًا في 1 نوفمبر 2025 بحفل دولي حضره قادة من 79 دولة، بما في ذلك رؤساء وملوك، تحت شعار "هدية مصر للعالم"، حيث يمتد على 480 ألف متر مربع قرب أهرامات الجيزة، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، أبرزها مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة.
والتكلفة الإجمالية بلغت 1.2 مليار دولار، ممولة جزئيًا بقروض يابانية ميسرة، لكن الإيرادات ستكون مصرية بالكامل.
وفي الأيام الأولى، سجل المتحف المصري الكبير 15-20 ألف زائر يوميًا، متجاوزًا الحد الأقصى المخطط، مما أدى إلى إغلاق مؤقت للحجوزات، وهذا الإقبال، الذي وصفه خالد عبد النور، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، بـ"غير المسبوق"، يعزز الثقة في الآفاق طويلة الأمد، حيث يتوقع أن يستمر هذا الزخم ليصل إلى 18 مليون سائح إجمالي في مصر بنهاية 2025، مقارنة بـ15.7 مليون في 2024.
إيرادات متوقعة من 600 مليون إلى مليار دولار سنويًا
والتوقعات الأولية قبل الافتتاح كانت متواضعة نسبيًا، وهي 5 ملايين زائر سنويًا بإيرادات مباشرة تصل إلى 600 مليون دولار، معتمدة على أسعار التذاكر (600 جنيه للمصريين، 35 دولارًا للأجانب).
ولكن الإقبال الأولي دفع الخبراء إلى تعديل هذه الأرقام صعودًا، فوفقًا لوزير السياحة شريف فتحي، سيصل عدد الزوار إلى 5-7 ملايين سنويًا، مما يرفع الإيرادات المباشرة إلى 800 مليون - مليار دولار، بالإضافة إلى 2-3 مليارات دولار غير مباشرة من الفنادق والنقل.

عالم الآثار زاهي حواس أكد في تصريحات تلفزيونية أن "الإيرادات ستغطي التكلفة خلال عامين فقط"، مشيرًا إلى أن العائد لا يقتصر على التذاكر، بل يمتد إلى الفعاليات والرعايات.
وتقارير من "Travel and Tour World" تتوقع نموًا بنسبة 30-40% في السياحة بنهاية 2025، مدعومًا بالمتحف الذي يضيف 7 ملايين سائح إضافي سنويًا.
وهذا التفوق يأتي مدعومًا بارتفاع إيرادات السياحة بنسبة 22% في النصف الأول من 2025 إلى 8 مليارات دولار، مع هدف 17.6 مليار دولار للعام كاملاً.
محرك رئيسي للإيرادات المستقبلية الأكبر
والإقبال في الأيام الأولى على المتحف المصري الكبير، الذي بلغ 20 ألف زائر يوميًا، لم يكن مصادفة، بل نتيجة حملات ترويجية عالمية وحجوزات إلكترونية تجاوزت 800 ألف في الأسابيع الأولى.
وهذا الزخم يعزز التوقعات طويلة الأمد، حيث يتوقع أن يطيل المتحف مدة إقامة السائح من 3 إلى 7 أيام في القاهرة، مما يزيد الإنفاق بنسبة 50% لكل زائر.
ومحللون في إندبندنت يرون أن الإيراد السنوي الأول قد يصل إلى 2.5 مليار دولار، متفوقًا على التوقعات الأولية بنسبة 25%.
وهذا الإقبال يحول المتحف من مشروع ثقافي إلى "صاروخ اقتصادي"، كما وصفه خبراء في حيث يجذب السائح "مرتفع الإنفاق" الذي ينفق ضعف السائح الشاطئي.
وظائف واستثمارات ونمو مستدام
ولا تقتصر الفوائد على الإيرادات المباشرة، فالمتحف يعزز الاقتصاد بنسبة 8.6% من الناتج المحلي بحسب WTTC، ويخلق 1.6 مليون وظيفة جديدة.
ومشاريع مرتبطة مثل الفندق الـ5 نجوم خلف المتحف بـ788 مليون دولار ستضيف 82 مليون دولار سنويًا.
وإجمالي السياحة يتوقع أن يصل إلى 30 مليار دولار بحلول 2030، مدعومًا بالمتحف الذي يضاعف الإشغال الفندقي في الجيزة إلى 90%.
والإقبال الأولي يشير إلى نمو مستدام، مع زيادة الرحلات الدولية بنسبة 21% في 2025، وهذا يجعل المتحف استثمارًا يعود بعشرة أضعاف.