خطة مصرية لتعزيز إنتاج النفط.. وطفرة ضخمة بالقطاع في 2026

في خطوة استراتيجية تهدف إلى عكس التراجع في إنتاج النفط وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، تملك وزارة البترول والثروة المعدنية عن خطة طموحة لزيادة الإنتاج النفطي بنسبة تصل إلى 11.5% بحلول العام المالي 2026-2027.

وتأتي هذا الخطة في وقت يشهد فيه السوق العالمي تقلبات في أسعار الطاقة، وسط جهود القاهرة لتقليل الاعتماد على الواردات ودعم الاقتصاد الوطني.  

وستستهدف الخطة رفع الإنتاج اليومي إلى 580 ألف برميل، مقارنة بـ520 ألف برميل حاليًا، مع التركيز على تطوير الحقول القائمة وتسريع عمليات الاستكشاف.

وهذه الخطة ليست مجرد استجابة للتحديات الداخلية، بل جزء من رؤية أوسع لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة بحلول 2030، وسط ارتفاع الطلب المحلي الذي يصل إلى نحو 800 ألف برميل يوميًا.

وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض التفاصيل الكاملة لخطة الحكومة المصرية لرفع إنتاج النفط في مصر خلال عام 2026.

أهداف الخطة المصرية لزيادة إنتاج النفط في 2026

وتسعى الخطة إلى تحقيق نمو مستدام في الإنتاج، مع التركيز على تقليل الفاتورة الاستيرادية التي بلغت 20 مليار دولار في 2025، وفقًا لبيانات بلومبرج.

وفي العام المالي الحالي 2025-2026، تهدف مصر إلى الوصول إلى 550 ألف برميل يوميًا، كخطوة انتقالية نحو الهدف الأكبر في 2026-2027.

ويأتي ذلك بعد تراجع الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ 47 عامًا في يونيو 2025، بلغ 507 آلاف برميل، نتيجة تحديات مالية أدت إلى تأجيل عمليات الحفر.

ومن الأهداف الرئيسية: تعزيز أمن الطاقة من خلال تقليل الاعتماد على الخارج بنسبة 15%، ودعم الصادرات البترولية لرفع إيراداتها إلى 4.2 مليار دولار بحلول 2030، مقارنة بـ2.4 مليار في 2025.

كما تشمل الخطة تطوير البتروكيماويات لاستخلاص قيمة مضافة أعلى، مما يعزز الاقتصاد غير النفطي.

وفي سياق أوسع، ترتبط هذه الأهداف بخريطة طريق وطنية تمتد إلى 2030، تشمل استثمارات تصل إلى 17 مليار دولار في التنقيب والإنتاج، لتحقيق نمو اقتصادي يصل إلى 5.1% في 2026-2027، مدعومًا بالاكتشافات الجديدة في قطاع الهيدروكربونات.

تفاصيل برنامج الحفر والاستكشاف في خطة زيادة إنتاج النفط المصرية 2026

وتشكل عمليات الحفر العمود الفقري للخطة، حيث أعلن المهندس كريم بدوي، وزير البترول، عن حملة طموحة تشمل حفر 480 بئرًا استكشافيًا على مدار خمس سنوات باستثمارات 5.7 مليار دولار، في أكبر برنامج استكشافي في تاريخ مصر الحديث.

ويبدأ التنفيذ الفعلي في 2026 بحفر 101 بئر جديدة، موزعة كالتالي: 67 بئرًا في الصحراء الغربية، 9 آبار في خليج السويس، 14 بئرًا في البحر المتوسط، و6 آبار في دلتا النيل.

وهذه العمليات ستعتمد على تقنيات حديثة مثل المسوحات السيزمية ثلاثية الأبعاد، وستشمل تطوير الحقول القائمة في جنوب الوادي، حيث أكد الوزير أهمية إعداد خطة طموحة للمسح السيزمي في المنطقة الواعدة.

كما ستوفر الخطة فرصًا لإضافة 300 مليون برميل نفط مكافئ إلى الاحتياطيات، من خلال حفر 34 بئرًا جديدة باستخدام 4 حفارات، باستثمارات 350 مليون دولار من شركة بدرالدين للبترول.

وفي البحر الأحمر، أطلقت مصر مزايدة دولية لأربع مناطق استكشافية جديدة، مع مهلة لتقديم العروض حتى 3 مايو 2026، لاستغلال الإمكانيات الهائلة في المنطقة.

الاستثمارات الأجنبية في خطة مصر لزيادة إنتاج النفط 2026

وتعتمد نجاح الخطة على شراكات دولية قوية، حيث وقعت مصر 21 اتفاقية جديدة بقيمة 1.1 مليار دولار، أدت إلى حفر 300 بئر ووقف تراجع إنتاج الغاز منذ أغسطس 2025.

ومن أبرز الشركاء: إيني الإيطالية بـ8 مليارات دولار، وبي بي البريطانية بـ5 مليارات دولار، بالإضافة إلى اتفاقيات مع شل وآركيوس إنرجي بـ340 مليون دولار.

كما خصصت شركة كايرون بتروليم 300 مليون دولار للحفر، مستهدفة زيادة إنتاجها إلى 160 ألف برميل يوميًا في 2025، مع ذروة في 2026.

وفي سبتمبر 2025، وقعت الهيئة المصرية العامة للبترول ثلاث اتفاقيات بـ121 مليون دولار مع بيرينكو ودراغون الإماراتية وأباتشي الأمريكية، للاستكشاف في الصحراء الغربية وخليج السويس وسيناء الشمالية.

وهذه الاستثمارات ستدعم حفر 36 بئرًا استكشافية بتكلفة 130 مليون دولار من شركة خالدة للبترول، التي حققت 10 اكتشافات في ستة أشهر.

التأثير الاقتصادي لخطة مصر الطموحة لإنتاج النفط في 2026

وستسهم الخطة في دفع النمو الاقتصادي بنسبة 4.8% في 2025-2026، و5.1% في 2026-2027، من خلال زيادة الإيرادات وخلق آلاف الوظائف في القطاعات الاستكشافية والتكريرية.

كما ستقلل العجز التجاري بنسبة ملحوظة، وتعزز موقع مصر كمركز للغاز في شرق المتوسط، مع خطط لتصدير 40% أكثر من الغاز الطبيعي المسال بحلول 2025.

وبالإضافة إلى ذلك، ستدعم الخطة مشاريع مثل مجمع البتروكيماويات في العلمين الجديدة بـ7 مليارات دولار، الذي سينتج 3.1 مليون طن سنويًا من المنتجات البتروكيماوية.

ومع ارتفاع أسعار النفط العالمية، يتوقع أن يصل الإنتاج إلى 559 ألف برميل يوميًا في 2026، مما يعزز الاحتياطيات إلى 3 مليارات برميل إضافية.

وتمثل خطة زيادة إنتاج النفط في 2026 نقلة نوعية لمصر، تجمع بين الطموح الاستكشافي والشراكات الدولية لتحقيق التوازن بين الاحتياجات الداخلية والتزامات بيئية، ومع استمرار التنفيذ، ستعيد مصر رسم خريطة طاقتها، محولة التحديات إلى فرص لنمو مستدام.