تراجع كبير في احتمالات وصول الفضة إلى 100 دولار للأونصة عام 2026
شهدت أسعار الفضة انخفاضًا ملحوظًا خلال الساعات الأخيرة، مع تراجع فرص وصول المعدن النفيس إلى 100 دولار للأونصة في يناير، وفقًا لبيانات منصة Polymarket. وأظهرت البيانات انخفاض هذه الاحتمالات من 51% إلى 16%، في تحول مفاجئ لتوقعات المستثمرين بعد موجة صعود قوية شهدتها الأسواق مؤخرًا.
وتراجعت أسعار المعادن النفيسة خلال تعاملات اليوم الاثنين، مع هبوط الفضة بعد أن تجاوزت 80 دولارًا للأونصة في وقت سابق من الجلسة، وانخفض الذهب عن مستويات قرب الارتفاع القياسي الذي سجله مؤخرًا، في ظل عمليات جني أرباح وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة نتيجة التخفيف النسبي للتوترات الجيوسياسية.
وسجل الذهب في المعاملات الفورية انخفاضًا بنسبة 1.7%، بينما تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم فبراير/شباط بنسبة 1.2%، وفقًا لبيانات "رويترز". من جهتها، هبطت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 4.6% إلى 75.47 دولارًا للأونصة، بعد أن سجلت أعلى مستوى على الإطلاق عند 83.62 دولارًا في وقت سابق.
وأرجع تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة "كيه. سي. إم تريد"، هذا التراجع إلى مزيج من عمليات جني الأرباح وتطورات التوترات الجيوسياسية، مشيرًا إلى أن المحادثات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن اتفاق محتمل ساهمت في تراجع أسعار الذهب والفضة.
وقال نور الدين محمد، رئيس شركة تارجت للاستثمار، إن الهبوط الحالي في أسعار الفضة، الذي تراوحت نسبته بين 4% و5% وقد يمتد إلى 6% أو 7%، يُعد تصحيحًا طبيعيًا بعد موجة الصعود الأخيرة، ويشكل فرصة مناسبة للشراء.
وأوضح أن الفضة سجلت ارتفاعًا حادًا بنحو 10% في جلسة واحدة يوم الجمعة الماضي، مدفوعة بإعلان الصين عزمها فرض قيود على صادرات الفضة اعتبارًا من يناير 2026، مما دفع الأسعار إلى مستويات قياسية.
وأكد محمد أن الفضة لا تزال مرشحة لتكون "الحصان الأسود" للأسواق خلال 2026، مع استمرار نقص المخزونات العالمية للسنة الخامسة على التوالي، ما يوفر فرصة لصعود إضافي للأسعار، مشيرًا إلى أن النسبة المثالية بين الذهب والفضة تتراوح بين 60 و65 أونصة فضة مقابل أونصة ذهب واحدة.
وسجلت الفضة مكاسب بلغت 181% منذ بداية العام، متفوقة على الذهب الذي ارتفع 72%، مدفوعًا بارتفاع الطلب الصناعي والاستثماري والتوترات الجيوسياسية، إضافة إلى توقعات البنوك المركزية حول أسعار الفائدة.
كما شهدت المعادن الأخرى تراجعًا حادًا، حيث هبط البلاتين بنسبة 6.2% إلى 2306.3 دولار، والبلاديوم بنسبة 12.9% إلى 1688.7 دولار للأونصة، بعد أن سجلا مستويات قياسية في وقت سابق من الجلسة.
وتظل الأسواق في حالة متابعة دقيقة، وسط توقعات باستمرار التقلبات، فيما يراقب المستثمرون تأثير التطورات الجيوسياسية والقرارات الاقتصادية على تحركات المعادن النفيسة خلال الأشهر المقبلة.
