إنشاء أول مدرسة تركز على المناخ والاستدامة.. اعرف التفاصيل

جامعة ستانفورد
جامعة ستانفورد

بعدما أثبتت جميع النظم العالمية فشلها في إدارة موارد الأرض أصبح هناك اتجاه عالمي جمعي بضرورة خلق نظام يحافظ على الموارد الطبيعية من الإهدار ومعالجة النفايات ومواجهة التحديات التي تواجه كوكب الأرض وعلى رأسها تحديات المناخ وتقليص فرص الأجيال القادمة في مستقبل مزدهر.

ولعل الاستدامة هي السبيل الذي نصح به الخبراء لاعتماده في إدارة موارد الأرض للحفاظ على ما تبقى منها ولضمان مستقبل الأجيال المقبلة فضلا عن خلق طرق جديدة لمواجهى التحديات التي تواجه الكرة الأرضية وإعادة التدوير.

وفي خطوة تكاد تكون الأولى في العالم أعلنت جامعة ستانفورد الأمريكية عن إنشاء مدرسة تركز على المناخ والاستدامة والتي تساعد على معالجة التحديات الملحة التي تواجه الكوكب.

وأعلن رئيس جامعة ستانفورد مارك تيسيير لافين أن جامعة ستانفورد تقوم بتصميم مدرسة تركز على المناخ والاستدامة التي ستعتمد على الخبرة الكبيرة الموجودة عبر الوحدات الأكاديمية وتنسق هذه الجهود حول البحث والتعليم والتأثير.

وجدير بالذكر أنه من بين أكثر القضايا إلحاحًا في عصرنا تغير المناخ وتحدي خلق مستقبل مستدام للناس وكوكبنا وهناك في جامعة ستانفورد على سبيل المثال نقاط قوة هائلة في دراسات المناخ والاستدامة التي تعمل عبر المدارس والمعاهد كما أن هناك فرصة لزيادة المساهمات في التعليم والبحث والتأثير بشكل أكبر من خلال مواءمة الأشخاص والموارد بشكل أكثر فعالية.

ونشأت فكرة المدرسة أولًا كجزء من فريق تصميم الرؤية بعيدة المدى الذي يركز على المناخ والاستدامة من خلال لجنة مكلفة باقتراح الهياكل التنظيمية لدعم الرؤية الشاملة لفريق التصميم.

وتعد المدرسة فرصة مثيرة لإشراك الجميع في معالجة المناخ والاستدامة في مجتمع موسع ومتكامل يركز على التأثير وخلق فرص جديدة لتعزيز تأثير العمل على الاستدامة وصياغة رؤية طموحة.

وتستفيد المدرسة من أبحاث جامعة ستانفورد في مجالات أبحاث المناخ والاستدامة بما في ذلك العلوم التأسيسية والطاقة المستدامة منخفضة الكربون والسلوك البشري والاقتصاد والأمن الغذائي والقانون والسياسة البيئية والصحة العالمية.

ويقترح أيضًا أن تضم المدرسة حيًا للاستدامة يوفر التعليم القائم على المكان ويعزز الاستدامة في تعليم جميع الطلاب في جميع أنحاء الحرم الجامعي ومسرعًا من شأنه أن يدفع حلول الاستدامة الجديدة من خلال الشراكات الخارجية مع الحكومة والصناعة والمنظمات غير الحكومية و المشاركة في تطوير حلول قابلة للتطوير للعالم.

كما تضم المدرسة عناصر أخرى يمكن أن تلعب دورًا تشمل البرامج التي دفعت ستانفورد كمختبر حي لحلول مثل تقليل استخدام الطاقة وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري والنفايات.

ومن خلال اتخاذ هذه الخطوة التنظيمية الجريئة ستقوم المدرسة بمتابعة التطور المستمر في فهم الأرض وتطبيق هذه التفاهمات من خلال البحث والتعليم نحو احتياجات المجتمع.

وأكد خبراء أننا نعيش في عصر تغير بيئي ومجتمعي سريع والتحديات التي نواجهها هذا القرن هائلة ويجب أن تلعب المؤسسات المختلفة دورا ذي بصيرة في فهم التغيير البيئي وبالتعاون مع شركاء متنوعين وترجمة تلك المعرفة إلى عمل نحو الهدف المتمثل في كوكب مستدام وصحي وأناس أصحاء.

كما تركز جامعة ستانفورد معالجة التحديات قصيرة المدى التي يفرضها فيروس كورونا COVID-19.

وعلى مدى عقود ماضية خطت بعض المؤسسات خطوات كبيرة في معالجة قضايا الاستدامة والمناخ واستقصاء التحديات الأساسية التي تواجه كوكبنا وتطوير تقنيات مستدامة منخفضة الكربون والعمل مع صناع السياسات والمنظمات غير الحكومية والشركاء الآخرين من أجل تنفيذ الحلول.

ولكن حجم وتعقيد وإلحاحية التحديات المستقبلية تتطلب أن تكون المؤسسات متوائمة استراتيجيًا للسماح بمختلف التخصصات لتحقيق أقصى إمكاناتهم الجماعية.

وأوضح الخبراء أن العيش المستدام على كوكبنا يتطلب أكثر من مجرد الدعوة فنحن بحاجة إلى منحة عميقة والنموذج الذي قادنا إلى العالم الذي نعيشه اليوم يعتمد على نمو غير مستدام وفي جميع المجالات نحتاج إلى إعادة التفكير في طريقة استخدامنا لمواردنا الكوكبية الثمينة والحفاظ عليها ونحتاج إلى الانتقال إلى اقتصاد يتم فيه إنشاء قيمة أكبر من خلال استعادة موارد الأرض والحفاظ عليها أكثر من الأنشطة التي تؤدي إلى تدهورها واستنفادها وستوفر المدرسة منزلًا لدعم المنح الدراسية اللازمة لتحقيق هذه الرؤية.

وهناك سلسة من المبادرات المهمة لزيادة تضخيم تأثير المؤسسات في الاستدامة بما في ذلك برامج وأنظمة الطاقة الخالية من الانبعاثات والقدرة على التكيف والمرونة مع تغير المناخ وصنع القرار البيئي المستنير وصحة المحيطات.

وأكد الخبراء أن الاستدامة يجب أن تكون أولوية قصوى في البحث والتعليم والتأثير كما أننا بحاجة إلى برنامج تعليمي متماسك والقدرة على توظيف أفضل للباحثين لهم بالنجاح في أبحاثهم بغض النظر عما إذا كانت أساسية أو تطبيقية.
تم نسخ الرابط