استشاري دولي: مركز البيانات الحكومي نقلة نحو التحول الرقمي الآمن والمتكامل

أكدت الدكتورة منى طمان، المحاضر والاستشاري الدولي في تكنولوجيا المعلومات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، أن مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية بالعاصمة الإدارية الجديدة يمثل نقلة استراتيجية كبرى في مسار التحول الرقمي في مصر، بما يقدمه من بنية تحتية رقمية متطورة تواكب التحديات المتزايدة في مجال أمن المعلومات وحوكمة البيانات.
وقالت طمان في تصريحات خاصة، إن المركز الجديد لا يقتصر دوره على استضافة البيانات، بل يُعد منظومة متكاملة تهدف إلى تأمين المعلومات الحكومية، وتوفير خدمات رقمية آمنة وموثوقة، إلى جانب دوره المحوري في تجميع وربط قواعد البيانات القومية، ما يسهم بشكل مباشر في تحسين جودة وكفاءة اتخاذ القرار الحكومي.
وأشارت إلى أن "المركز يعزز من مكانة مصر الإقليمية كمركز لخدمات البيانات في الشرق الأوسط وأفريقيا، وهو ما يمهّد الطريق أمام استقطاب استثمارات ضخمة في قطاع تكنولوجيا المعلومات، إلى جانب خلق فرص عمل متخصصة في المجالات الرقمية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني".
تكامل لا بديل: العلاقة بين مركز البيانات وسنترال رمسيس
وفي سياق متصل، أوضحت طمان أن العلاقة بين مركز البيانات بالعاصمة الإدارية وسنترال رمسيس هي علاقة تكاملية وليست تنافسية أو بديلة، مشيرة إلى أن المركز الجديد يعتمد على أحدث تقنيات البنية التحتية والذكاء الاصطناعي، في حين يعاني سنترال رمسيس من بنية تقليدية قديمة لم تعد قادرة على مواكبة متطلبات العصر.

وأضافت: "أتمنى أن يتم نقل خدمات سنترال رمسيس تدريجيًا إلى مركز البيانات والحوسبة بالعاصمة، بحيث تتم إدارتها بشكل أكثر كفاءة وبتأمين عالي المستوى، تحت إشراف مراكز الأمن السيبراني المتقدمة الموجودة ضمن هيكل المركز الجديد".
خطوة نحو المستقبل الرقمي
واختتمت طمان تصريحاتها بالتأكيد على أن المشروع يمثل حجر أساس لتحول حقيقي في طريقة تعامل الدولة مع البيانات والخدمات، لافتة إلى أن الاستثمار في مثل هذه المراكز هو استثمار في أمن الدولة الرقمي، ورافعة أساسية لتطوير الاقتصاد الرقمي.
واندلع حريق هائل يوم الإثنين 7 يوليو 2025 بمبنى “سنترال رمسيس”، مركز الاتصالات الحيوي في القاهرة، وتحديدًا في الطابق السابع، مما أدى إلى مقتل أربعة موظفين وإصابة نحو 22–27 آخرين بينهم عناصر دفاع مدني، كما أن الحريق تسبب في انقطاع خدمات الإنترنت والمكالمات، وتراجع الاتصال إلى نحو 62% من مستواه الطبيعي.