من شوارع شيكاغو لعرش الثروة.. رحلة لاري إليسون إلى قمة أغنياء العالم بثروة 258 مليار دولار

لاري إليسون
لاري إليسون

في أزقة شيكاغو الصعبة، حيث كان العنف والتحديات اليومية جزءًا من حياة الطفل لاري إليسون، حيث بدأت قصة رجل لم يكن يحلم بالثروة بقدر ما كان يسعى لاكتشاف ذاته، والملياردير العصامي الذي ولد في ظروف متواضعة وواجه تحديات الحياة مبكرًا، تحول من شاب يبحث عن مكانه في العالم إلى ثاني أغنى رجل على وجه الأرض بثروة تقدر بـ258 مليار دولار في يوليو 2025.

ولكن كيف استطاع هذا الرجل، الذي ترك الجامعة مرتين دون شهادة، أن يؤسس إمبراطورية أوراكل ويصبح رمزًا للطموح والإصرار؟.

وهذا التقرير، من سمارت فاينانس، يأخذك في رحلة ملهمة عبر حياة إليسون، من بداياته المتواضعة إلى صعوده المذهل إلى قمة الثروة.

طفولة صعبة وتحديات مبكرة

وولد لورنس جوزيف إليسون في 17 أغسطس 1944 في حي برونكس بنيويورك لأم يهودية غير متزوجة، وفي سن التاسعة أشهر، أصيب بالتهاب رئوي، مما دفع والدته لإرساله إلى خالته ليليان وزوجها لويس في شيكاغو لتبنيه.

ولم ير لاري إليسون والدته البيولوجية إلا بعد بلوغه 48 عامًا، ولم يعثر على والده أبدًا، ونشأ في شيكاغو، حيث كانت الجريمة والعنف جزءًا من المشهد اليومي.

وكان عليه أن يتعلم فن البقاء، حيث شكلت المعارك في الأزقة شخصيته التنافسية، وهذه الروح القتالية أصبحت لاحقًا الدافع وراء نجاحه في عالم الأعمال.

رحلة البحث عن الذات

وعلى الرغم من الدعم الأسري، لم يكن إليسون مهتمًا بتحقيق توقعات عائلته بأن يصبح طبيبًا، حيث التحق بجامعة إلينوي لدراسة الفيزياء، لكنه تركها بعد وفاة خالته ليليان، التي كان قريبًا منها جدًا، ثم حاول استكمال دراسته في جامعة شيكاغو لكنه تركها بعد فصل واحد.

وفي أوائل السبعينيات، انتقل إلى كاليفورنيا بحثًا عن هويته، حيث عمل كمرشد نهري ومدرب تسلق جبال، وهناك أدرك أن حلمه لم يكن الطب، بل شيء أكبر.

وبدأ العمل في مجال البرمجة، وفي عام 1973 انضم إلى شركة إمبكس، حيث اكتسب خبرة ألهمته لاحقًا لتأسيس أوراكل.

المليادرير لاري إليسون
المليادرير لاري إليسون

تأسيس أوراكل الخطوة التي غيرت كل شيء

وفي عام 1977، أسس لاري إليسون مع زملائه مختبرات تطوير البرمجيات، وحصلوا على عقد لتصميم نظام إدارة قواعد بيانات للمخابرات الأمريكية، أطلقوا عليه اسم "أوراكل".

وهذا النظام وضع الأساس لشركة أوراكل، التي أصبحت لاحقًا عملاقة البرمجيات، وبحلول عام 1992، أصبحت أوراكل رائدة في إدارة قواعد البيانات، ونمت بسرعة بفضل استراتيجيات إليسون الجريئة.

ولم يكن نجاح أوراكل مجرد حظ، بل كان نتيجة رؤية إليسون لتطوير برمجيات تلبي احتياجات السوق المتزايدة، مدعومة بأسلوبه التنافسي الذي لا يقبل الهزيمة.

من المليارات إلى القمة

وارتفعت ثروة إليسون بشكل صاروخي مع نجاح أوراكل، خصوصًا بعد دخول الشركة إلى مجال الحوسبة السحابية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وأصبح إليسون ثاني أغنى رجل في العالم بثروة بلغت 206 مليارات دولار، متجاوزًا جيف بيزوس، وفقًا لـ"فوربس".

وبحلول يونيو 2025، قفزت ثروته مرة أخرى إلى 258 مليار دولار بفضل ارتفاع أسهم أوراكل بنسبة 14.7% إلى مستوى قياسي عند 160.5 دولارًا للسهم.

وهذا الارتفاع جاء بعد إعلان الشركة عن أرباح فاقت التوقعات وشراكة مع أمازون ويب سيرفيسز (AWS) لدمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وإليسون الذي يمتلك حوالي 40% من أوراكل، استفاد بشكل مباشر من هذا النجاح.

أسلوب حياة مثير للجدل

وإليسون ليس مجرد رجل أعمال، هو شخصية مثيرة للانقسام، حيث يعرف بحبه للرفاهية، حيث اشترى 98% من جزيرة لاناي في هاواي عام 2012، ويمتلك فريقًا لسباقات اليخوت فاز بكأس أمريكا عام 2010.

ولكنه أيضًا مثير للجدل بسبب أسلوبه التجاري القاسي، الذي وصفه البعض بالعدواني، وهذا الأسلوب، المتأصل في طفولته القاسية، جعله يواجه المنافسين بلا هوادة، مما ساهم في بناء إمبراطوريته.

ورحلة لاري إليسون من شوارع شيكاغو إلى عرش الثروة هي قصة إلهام عن الإصرار والرؤية، ولم يكن طريقه مفروشًا بالورود، بل مليئًا بالتحديات التي شكلت شخصيته ودفعته لتحقيق ما لم يحلم به في طفولته. 

تم نسخ الرابط