الملياردير جينسن هوانغ.. من مهاجر معدوم إلى قائد شركة قيمتها 3 تريليون دولار

الملياردير جينسن
الملياردير جينسن هوانغ

يعد جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة إنفيديا (Nvidia)، واحدًا من أبرز الشخصيات التكنولوجية في العالم، حيث قاد شركته إلى قمة الابتكار بقيمة سوقية تتجاوز 3 تريليون دولار، لتصبح ثاني أكبر شركة في العالم بعد مايكروسوفت.

وقصة هوانغ ليست مجرد نجاح تجاري، بل ملحمة إنسانية بدأت من بدايات متواضعة كمهاجر فقير من تايوان إلى صعود مذهل في عالم التكنولوجيا.

وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض قصة نجاح الملياردير العصامي جينسن هوانغ، من بداياته البسيطة وحتى الثراء.

البدايات المتواضعة: من تايوان إلى أمريكا

وولد جينسون هوانغ عام 1963 في مدينة تاينان بتايوان، وفي سن مبكرة، هاجر مع عائلته إلى الولايات المتحدة هربًا من الظروف الصعبة.

واستقرت العائلة في كنتاكي، ثم في أوريغون، حيث واجه هوانغ تحديات الاندماج كمهاجر لا يتقن الإنجليزية. 
وفي سن الخامسة عشرة، عمل نادلًا وغاسل صحون في مطعم "دينيس"، وهي تجربة علمته قيمة العمل الجاد.

والتحق هوانغ بجامعة ولاية أوريغون في سن السادسة عشرة لدراسة الهندسة الكهربائية، ولاحقًا حصل على درجة الماجستير من جامعة ستانفورد.

وخلال دراسته، تخلص من انطوائيته واكتسب شغفًا بالتكنولوجيا، مما مهّد الطريق لمسيرته المهنية، وبعد تخرجه، عمل في شركتي AMD وLSI Logic، حيث اكتسب خبرة قيمة في صناعة الرقائق الإلكترونية.

تأسيس إنفيديا ورؤية طموحة

وفي عام 1993، أسس هوانغ شركة إنفيديا مع كورتيس بريم وكريس مالاخوفسكي في مطعم "دينيس" نفسه الذي عمل فيه سابقًا.

واستهدف الثلاثي سوق الرسومات ثلاثية الأبعاد، وهو مجال كان في بداياته آنذاك، وفي عام 1999، أطلقت إنفيديا وحدة معالجة الرسوميات (GPU) "GeForce 256"، التي أطلق عليها لقب "أول معالج رسومي في العالم"، مما عزز مكانة الشركة في صناعة الألعاب والحواسيب.

جينسن هوانغ الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة إنفيديا
جينسن هوانغ الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة إنفيديا

وواجهت إنفيديا تحديات كبيرة في التسعينيات، بما في ذلك شبه إفلاس، لكن هوانغ أظهر صمودًا وقيادة استثنائية.

وبحلول عام 2007، أطلقت الشركة منصة CUDA البرمجية، التي أتاحت استخدام وحدات معالجة الرسوميات في الحوسبة العامة، مما مهد الطريق لدور إنفيديا المحوري في الذكاء الاصطناعي.

طفرة الذكاء الاصطناعي وصعود إنفيديا الصاروخي

ومع إطلاق "ChatGPT" من شركة OpenAI في نوفمبر 2022، شهدت إنفيديا طفرة غير مسبوقة.

وأصبحت وحدات معالجة الرسوميات الخاصة بها العمود الفقري لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى ارتفاع قيمتها السوقية من 420 مليار دولار إلى أكثر من 3 تريليون دولار بحلول يونيو 2025.

ويمتلك هوانغ حصة 3.79% في إنفيديا، مما جعله واحدًا من أغنى الأشخاص في العالم بثروة تقدر بـ117.5 مليار دولار في مايو 2025، ليحتل المرتبة 11 عالميًا وفقًا لفوربس.

وعلى الرغم من تراجع طفيف في أسهم الشركة بسبب المنافسة وتحديات مثل اتهامات الاحتكار، تظل إنفيديا رائدة في صناعة الرقائق.

الأثر والإرث

ويعرف هوانغ بشخصيته الكاريزمية وأسلوبه القيادي المبتكر، وخلال جائحة كورونا، قدم عرضًا ترويجيًا مميزًا من مطبخه، حيث أخرج شريحة جديدة من فرن المنزل، مما عكس بساطته وإبداعه.

كما يشتهر أيضًا بمعطفه الجلدي الأيقوني، الذي أصبح علامة تجارية شخصية.

وعلى الرغم من ثروته الهائلة، يظل هوانغ مدفوعًا بالابتكار وليس المال، حيث يركز على تطوير رقائق ذكاء اصطناعي جديدة سنويًا للحفاظ على ريادة إنفيديا، ويستثمر في مشاريع مثل السيارات ذاتية القيادة والروبوتات.

وقصة جينسن هوانغ هي شهادة على قوة العزيمة والرؤية، حيث وصل من مهاجر فقير يعمل في مطعم إلى قائد شركة تكنولوجيا عالمية، يلهم هوانغ الملايين بتجربته.

ومع استمرار إنفيديا في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي، يبقى هوانغ رمزًا للنجاح العصامي في عالم التكنولوجيا.

تم نسخ الرابط