النفط يسجل مكاسب جديدة مع تحسن مؤشرات التجارة وتراجع المخزون الأمريكي
شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الخميس، مدفوعة بموجة من التفاؤل تسود الأسواق العالمية بشأن احتمالات التوصل إلى اتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في وقت أظهرت فيه بيانات رسمية تراجعًا كبيرًا في مخزونات الخام الأمريكية، بما يفوق توقعات المحللين.
وارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم سبتمبر بنسبة 0.35%، أو ما يعادل 25 سنتًا، لتسجل 68.76 دولارًا للبرميل في التعاملات المبكرة، كما صعدت العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأمريكي – تسليم سبتمبر – بنسبة 0.5%، أو ما يعادل 31 سنتًا، لتصل إلى 65.56 دولارًا للبرميل، وسط دعم من بيانات اقتصادية وتجارية إيجابية.
اتفاق تجاري محتمل
التفاؤل جاء بعد تصريحات لدبلوماسيين أوروبيين أكدوا فيها أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يقتربان من توقيع اتفاق تجاري مبدئي، يتضمن إعفاءات جمركية وتخفيض رسوم أمريكية تصل إلى 15% على بعض السلع الأوروبية، وإذا تحقق هذا الاتفاق، فسيكون ثاني إنجاز تجاري كبير للولايات المتحدة بعد توقيعها اتفاقًا شاملًا مع اليابان.
وتعزز هذه الخطوة من آمال المستثمرين في تحسن العلاقات التجارية العالمية، وتخفيف التوترات التي أثقلت كاهل النمو الاقتصادي العالمي في السنوات الأخيرة، وهو ما قد ينعكس إيجابًا على الطلب العالمي على النفط والسلع الأساسية.
تراجع المخزونات الأمريكية
بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الصادرة مساء أمس أظهرت انخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بنحو 3.2 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 18 يوليو، لتصل إلى 419 مليون برميل، وهذا التراجع تجاوز بكثير توقعات الأسواق التي رجحت هبوطًا بحدود 1.6 مليون برميل فقط.
ويُعد هذا الانخفاض علامة على تحسن الطلب المحلي في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، لا سيما مع ارتفاع معدلات السفر والتنقل خلال فصل الصيف، وزيادة الطلب من قطاع الصناعات التحويلية.
العوامل الجيوسياسية
ترافق ذلك مع استمرار التوترات في بعض مناطق الإنتاج الرئيسية، بما في ذلك تراجع الإمدادات الروسية نتيجة العقوبات الغربية، بالإضافة إلى استمرار التزام تحالف "أوبك+" بسياسة خفض الإنتاج، وهو ما ساهم في إبقاء السوق متوازنة رغم التقلبات.
وتشير التقديرات إلى أن متوسط إنتاج "أوبك+" لا يزال دون مستويات ما قبل الجائحة، وسط مساعٍ للحفاظ على استقرار السوق، وتعويض فائض المخزونات العالمية.
توقعات التحسن
ويرى محللون أن أسعار النفط مرشحة للاستمرار في الصعود المعتدل خلال النصف الثاني من العام، في ظل مؤشرات على تباطؤ التضخم العالمي، وتوقعات بعدم تشديد السياسة النقدية بنفس الحدة السابقة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي، ما يدعم الأسواق المالية والسلعية على حد سواء.
ويُتوقع أن يتراوح سعر خام برنت بين 68 و72 دولارًا للبرميل خلال الأسابيع المقبلة، ما لم تطرأ مستجدات جيوسياسية مفاجئة أو اضطرابات كبرى في المعروض العالمي.
