وادي يم.. الشرارة الأولى لمشروع رأس الحكمة في الساحل الشمالي

في قلب الساحل الشمالي الغربي لمصر، حيث تلتقي مياه البحر المتوسط الزرقاء بالرمال البيضاء النقية، يبرز مشروع "رأس الحكمة" كأيقونة طموحة للتنمية العمرانية الحديثة، ومن بين أحياء هذا المشروع الضخم، يتألق حي "وادي يم" كأولى المناطق التي ستشهد التنفيذ، ليصبح رمزًا للابتكار والاستدامة.
ويعد هذا الحي، الذي أعلنت عنه شركة "مدن القابضة" الإماراتية، خطوة جريئة نحو تحقيق رؤية مصر 2052 للتنمية العمرانية، حيث يجمع بين الفخامة والتكنولوجيا المتطورة في إطار بيئي مستدام.
وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نغوص في تفاصيل حي "وادي يم"، لنكشف عن ملامح هذا المشروع الواعد الذي يعيد صياغة مفهوم المدن الذكية على الساحل المصري.
رأس الحكمة رؤية طموحة للتنمية
ويمتد مشروع رأس الحكمة على مساحة شاسعة تبلغ 170.8 كيلومتر مربع، ويعد واحدًا من أكبر المشروعات العمرانية في المنطقة، بشراكة إستراتيجية بين الحكومة المصرية وشركة "مدن" الإماراتية.
ويهدف المشروع إلى استيعاب أكثر من مليوني نسمة من خلال إقامة 310 آلاف وحدة سكنية، إلى جانب 50 فندقًا فاخرًا ومرافق متنوعة تشمل مراسي بحرية، وملاعب رياضية، ومناطق تجارية وحرة.
ويبرز حي "وادي يم" كأولى مراحل هذا المشروع العملاق، حيث يجسد رؤية متكاملة للجمع بين الرفاهية والاستدامة.
"وادي يم" تصميم يعانق الفخامة والطبيعة
ويتميز حي "وادي يم" بتصميمه الفريد الذي يمزج بين الطابع البدوي التقليدي والحداثة العمرانية، ليخلق تجربة سكنية وسياحية استثنائية، حيث يضم الحي شاليهات وفيلات فاخرة تطل على ملعب غولف عالمي وشواطئ البحر المتوسط، مما يجعله وجهة مثالية لعشاق الرفاهية والهدوء.
وتبدأ أسعار الوحدات السكنية من 15.9 مليون جنيه مصري للشاليهات ذات غرفة نوم واحدة، وتصل إلى 324 مليون جنيه للفيلات الفاخرة التي تحتوي على أربع غرف نوم، مما يعكس تنوع الخيارات المتاحة لتلبية مختلف الاحتياجات والميزانيات.
كما يمتد الحي على مساحة 50 مليون متر مربع في المرحلة الأولى، مع التركيز على تطوير بنية تحتية سياحية متكاملة.
وتشمل المرافق مرسى دوليًا، وثلاثة مراسٍ داخلية، ومحطة للرحلات البحرية، إلى جانب مركز للفروسية وثلاثة ملاعب غولف، كما يتضمن الحي منطقة أعمال مركزية ومنطقة حرة تقدم حوافز استثمارية في قطاعات التكنولوجيا، والخدمات المالية، والطاقة المتجددة، مما يجعله مركزًا اقتصاديًا نابضًا بالحياة.

ركائز وادي يم
ويستند حي "وادي يم" إلى مفهوم المدن الذكية المستدامة، حيث يتم الاعتماد على تقنيات حديثة لضمان كفاءة استخدام الموارد، حيث يتضمن المشروع خططًا لتحلية مياه البحر واستغلال المياه الجوفية ومياه الأمطار لتلبية احتياجات السكان والمرافق.
كما يركز المشروع على إقامة تجمعات زراعية وصناعية متكاملة، بما في ذلك زراعة نباتات الوقود الحيوي، لتعزيز الاستدامة البيئية والاقتصادية.
شراكات عالمية لضمان النجاح
وتتعاون شركة "مدن القابضة" مع نخبة من الشركات العالمية لضمان تنفيذ المشروع بأعلى المعايير، فقد أبرمت اتفاقيات مع "مونتاج إنترناشيونال" و"أكور - ينيسمور" لتطوير وتشغيل الفنادق والمنتجعات، ومع "فالديرما" لإنشاء ملاعب غولف عالمية المستوى.
كما وقعت "مدن" مذكرة تفاهم مع "برجيل القابضة" لتطوير مرافق رعاية صحية متعددة التخصصات، مما يعزز من جاذبية الحي كوجهة متكاملة للعيش والسياحة.
تأثير اقتصادي واعد
ويعد حي "وادي يم" جزءًا من صفقة استثمارية ضخمة بقيمة 35 مليار دولار، ومن المتوقع أن تجذب استثمارات إجمالية تتجاوز 150 مليار دولار على مدى السنوات القادمة.
وقد أشار رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أن المشروع يمثل شراكة وليس بيع أصول، حيث ستحصل مصر على 35% من أرباح المشروع، مما يعزز الاستقرار النقدي ويحد من التضخم.
كما يوفر المشروع فرص عمل لآلاف المصريين، خاصة من خلال مشاركة شركات المقاولات والتطوير العقاري المحلية.
لماذا وادي يم؟
ويتميز حي "وادي يم" بموقعه الإستراتيجي على الساحل الشمالي، حيث يبعد 85 كيلومترًا عن مدينة مرسى مطروح، ويمتد من الكيلو 170 إلى الكيلو 220 على طريق الساحل الشمالي الغربي، وهذا الموقع، إلى جانب البنية التحتية المتطورة مثل طريق فوكة الجديد، يجعل الوصول إلى الحي سهلاً من القاهرة والمدن المجاورة.
كما يعزز المشروع من جاذبية مصر كوجهة سياحية عالمية، حيث يستهدف استقطاب 8 ملايين سائح سنويًا بحلول عام 2045.
وحي "وادي يم" ليس مجرد مشروع عقاري، بل هو رؤية طموحة لمستقبل مصر العمراني والاقتصادي، وبفضل تصميمه المبتكر، بنيته التحتية الذكية، وشراكاته العالمية، يعد هذا الحي بوابة لتحقيق طموحات مصر في بناء مدن مستدامة تنافس مثيلاتها عالميًا.
ومع استمرار العمل في المراحل الأولى، يترقب المصريون والمستثمرون على حد سواء انطلاقة هذا المشروع الذي يعد بإعادة تشكيل الساحل الشمالي إلى وجهة عالمية تجمع بين الفخامة، والاستدامة، والابتكار.