مصر على أعتاب ثورة طاقة.. حقل ظهر يتأهب لإنتاج 1.5 مليار قدم مكعبة يوميًا

حقل ظهر
حقل ظهر

حقل ظهر للغاز الطبيعي يبرز كرمز للإنجاز الوطني، ومنذ اكتشافه عام 2015 على يد شركة "إيني" الإيطالية، تحول هذا الحقل العملاق إلى حجر زاوية في استراتيجية مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة.

ومع إعلانات إيجابية جديدة تؤكد رفع تقديرات إنتاج بئر "ظهر 13" إلى 80 مليون قدم مكعبة يوميًا وتوقعات بارتفاع إنتاج الحقل الإجمالي إلى 1.5 مليار قدم مكعبة يوميًا بحلول نهاية 2025، يبدو أن حقل ظهر على أعتاب مرحلة جديدة من النمو.

وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض التطورات الأخيرة وتأثيرها العميق على الاقتصاد وأمن الطاقة في مصر.

رفع تقديرات بئر ظهر 13

وأعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية عن رفع تقديرات إنتاج الغاز الطبيعي من بئر "ظهر 13" إلى 80 مليون قدم مكعبة يوميًا، مقارنة بالتقديرات السابقة التي كانت 55 مليون قدم مكعبة يوميًا، بزيادة قدرها 25 مليون قدم مكعبة.

وهذا الإنجاز تحقق بفضل دراسات تقنية متطورة أجرتها الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" بالتعاون مع شركة "إيني"، واستخدمت تقنيات حفر متقدمة، مثل الحفر المائل، التي أثبتت كفاءتها في بئر "ظهر 6" سابقًا.

ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج من بئر "ظهر 13" في نوفمبر أو ديسمبر 2025، مما سيسهم في تعزيز الإنتاجية الإجمالية للحقل.

وتأتي هذه الخطوة بعد محاولات سابقة لم تحقق النتائج المرجوة في البئر ذاتها، حيث أُنفقت 76 مليون دولار دون الوصول إلى الطبقات المنتجة، لكن التقنيات الحديثة قلبَت المعادلة.

تطوير حقل ظهر

ويشهد حقل ظهر زخمًا كبيرًا في أعمال التطوير، مدعومًا باستثمارات ضخمة وتكنولوجيا متطورة، وسفينة الحفر "سايبم 10000"، التي وصلت إلى المياه المصرية في يناير 2025، تؤدي دورًا حاسمًا في تنفيذ عمليات الحفر باستخدام تقنيات متطورة.

حقل ظهر
حقل ظهر

وهذه التقنيات تشمل حقن مواد كيميائية متخصصة لمنع تسرب المياه إلى الآبار، مما يضمن استدامة الإنتاج، وقد أثبتت هذه التقنيات نجاحها في بئر "ظهر 6"، التي أضافت 60 مليون قدم مكعبة يوميًا إلى إنتاج الحقل.

وفي مارس 2025، وقعت الشركة الوطنية المتحدة للخدمات البترولية "NESR" عقدًا بقيمة 120 مليون دولار لتوفير مواد كيميائية تدعم عمليات الحقن في الآبار، وهو ما يعكس التزام مصر بتعزيز كفاءة الحقل.

1.5 مليار قدم مكعبة يوميًا بنهاية 2025

ويتراوح الإنتاج الحالي لحقل ظهر بين 1.3 و1.4 مليار قدم مكعبة يوميًا، مع توقعات قوية بتجاوز 1.5 مليار قدم مكعبة بحلول نهاية العام، وهذه الزيادة جزء من خطة استراتيجية تهدف إلى تلبية الطلب المحلي المتزايد على الغاز الطبيعي. 

وتظهر التقارير أن التقدم في أعمال الحفر، خاصة بعد إعادة تهيئة مسار بئر "ظهر 6" بنجاح، ساهم في تحقيق هذه التوقعات.

وتعمل شركة "إيني" على تسريع وتيرة العمل لضمان تحقيق الأهداف المحددة، بدعم من استثمارات تجاوزت مليار دولار منذ بدء المشروع.

الأثر الاقتصادي والبيئي

ويعد تطوير حقل ظهر خطوة حاسمة في تقليل الاعتماد على استيراد الغاز الطبيعي، مما يوفر مليارات الدولارات سنويًا.

ووفقًا لتصريحات المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، فإن زيادة الإنتاج المحلي ستمكن مصر من توفير حوالي 1.5 مليار دولار كان سيتم إنفاقها على استيراد الوقود، وهذا التوفير يخفف الضغط على احتياطيات النقد الأجنبي ويدعم استقرار الاقتصاد الوطني.

ومن الناحية البيئية، تساهم التقنيات المستخدمة في حقل ظهر في تقليل الانبعاثات مقارنة باستيراد الغاز المسال، حيث تركز العمليات على تقليل التسرب المائي وحماية البيئة البحرية.

كما تعمل الحكومة المصرية بالتعاون مع "إيني" على تعزيز الاستدامة، مع خطط لتطوير المرحلة الثالثة من الحقل التي ستضيف تريليون قدم مكعبة إلى الاحتياطيات بحلول 2028.

وتخطط مصر لتوقيع 15 اتفاقية تنقيب جديدة خلال 2025، باستثمارات لا تقل عن 748.5 مليون دولار، لحفر 46 بئرًا على الأقل، مما يعزز آفاق الإنتاج المستقبلي.

ومع هذه التطورات الإيجابية، تتجه مصر بخطى واثقة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، مما يعزز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة، ومع توقعات بوصول إنتاج حقل ظهر إلى 2.3 مليار قدم مكعبة يوميًا بحلول منتصف 2025، يبقى هذا الحقل رمزًا للطموح المصري والشراكة الناجحة مع القطاع الخاص العالمي.

تم نسخ الرابط