التطبيقات الإلكترونية تعيد رسم خريطة تجارة الأدوية في مصر

صناعة الأدوية
صناعة الأدوية

أكد الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولًا نوعيًا في سوق الدواء المصرية، مع توجه متزايد نحو إطلاق تطبيقات إلكترونية مرخصة لتداول الأدوية، مشيرًا إلى أن هذا التحول الرقمي سيغير خريطة القطاع بشكل جذري.

وقال عوف في تصريحات خاصة إن دخول هذه التطبيقات سيسمح بتحقيق طفرة في الخدمات المقدمة للمواطنين، حيث يتوقع أن تستحوذ المنصات الإلكترونية خلال سنوات قليلة على ما يقارب 5% من إجمالي المبيعات السنوية للأدوية، وهو ما يعكس شهيّة السوق المصري للتحول الرقمي وثقة المواطنين المتنامية في التعامل عبر الإنترنت.

تنظيم جديد للسوق

وأوضح عوف أن السوق المصرية تضم بالفعل عددًا من التطبيقات مثل دواء، والدواء الذكي، وشفاء، وعين الدواء، وميدياتلي، لكنها لا تعمل بتراخيص رسمية من هيئة الدواء المصرية، وهو ما حدّ من انتشارها بشكل واسع. وأضاف أن إقرار التراخيص الرسمية سيغير قواعد اللعبة، لأنه يمنح الشركات والصيدليات إطارًا قانونيًا يحمي المستهلك ويضمن جودة الدواء ويمنع التلاعب.

وأشار إلى أن التجربة المرتقبة ستضع مصر في مصاف الدول التي سبقت في تنظيم تجارة الدواء إلكترونيًا، موضحًا أن المظلة القانونية الجديدة ستفتح الباب أمام استثمارات ضخمة في التكنولوجيا الصحية والتجارة الرقمية.

فرص استثمارية واعدة

قال عوف إن الشركات التي ستبادر بطرح تطبيقات مرخصة ستكسب ميزة تنافسية واضحة، خاصة في ظل إقبال المستهلك المصري على التسوق عبر الإنترنت، لافتًا: "التطبيقات الإلكترونية المرخصة ستوفر الثقة والشفافية، ما يشجع دخول استثمارات جديدة ويخلق بيئة أكثر تنافسية بين سلاسل الصيدليات وشركات الدواء."

ولفت إلى أن هذه التنافسية قد تنعكس إيجابًا على الأسعار، إذ أن زيادة قنوات التوزيع وارتفاع مستويات الشفافية سيسهمان في ضبط السوق ومنع الممارسات الاحتكارية.

تحديات لا يمكن تجاهلها

ورغم تفاؤله الكبير، أشار عوف إلى أن هناك تحديات حقيقية تواجه التجربة، أبرزها ضرورة توافر بنية تحتية تقنية متطورة، وأنظمة دفع إلكتروني آمنة، وحملات توعية جماهيرية لتعريف المواطنين بالخدمات وتشجيعهم على استخدامها بثقة، مؤكدًا أن الرقابة الصارمة من جانب هيئة الدواء ستبقى الضمان الأساسي لنجاح التجربة، قائلًا: "أي تطبيق لن يحصل على الثقة إذا لم يكن هناك إشراف مباشر يضمن سلامة المنتج وصحة المستهلك."

تشهد سوق الدواء المصرية، التي تقدر بمليارات الجنيهات سنويًا، محاولات جادة لمواكبة التحول الرقمي الذي يشهده قطاع الرعاية الصحية عالميًا، ففي حين قطعت بعض الدول خطوات متقدمة نحو تنظيم بيع الأدوية إلكترونيًا، ظلت السوق المحلية تعمل بشكل تقليدي يعتمد على الصيدليات المباشرة، ومع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا بعد جائحة كورونا، أصبح التحول الرقمي ضرورة وليس رفاهية.

مستقبل التحول الرقمي

وختم عوف تصريحاته بالتأكيد على أن إطلاق تطبيقات إلكترونية مرخصة ليس مجرد تحديث تقني، بل خطوة إصلاحية كبرى تعيد هيكلة قطاع الدواء وتمنحه أدوات حديثة تواكب احتياجات السوق، مضيفًا: "إذا أحسنّا استغلال هذه الفرصة، فإن مصر لن تكون فقط سوقًا استهلاكية ضخمة، بل نموذجًا إقليميًا في رقمنة تجارة الدواء."

تم نسخ الرابط