الصحراء تنبت ذهبًا.. طفرة غير مسبوقة بالرقعة الزراعية في مصر باستثمارات تقارب 145 مليار جنيه

استصلاح الأراضي في
استصلاح الأراضي في مصر

تكثف الحكومة جهودها لتوسيع الرقعة الزراعية ضمن رؤية مصر 2030، بهدف تعزيز الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات، ووفقًا لتقرير وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الصادر في أغسطس 2025، يستهدف الخطة استثمارات إجمالية تصل إلى 144.8 مليار جنيه مصري في قطاعي الزراعة والري، مع التركيز على استصلاح الأراضي الصحراوية وتحسين كفاءة الموارد.

ويهدف البرنامج إلى زيادة المساحة المزروعة إلى أكثر من 21 مليون فدان بحلول نهاية 2025/2026، مما يمثل زيادة بنسبة 10% عن العام السابق، ويتوقع أن يرفع الإنتاج الزراعي النقي إلى 2.6 تريليون جنيه، مع نمو إجمالي الإنتاج إلى 3.7 تريليون جنيه.

وهذه الخطة تأتي في ظل التحديات العالمية مثل تغير المناخ وارتفاع أسعار الغذاء، حيث ساهمت المشروعات السابقة في إضافة 3.5 مليون فدان خلال السنوات الثلاث الماضية، مع التركيز على الزراعة المستدامة لضمان الأمن الغذائي لأكثر من 110 ملايين نسمة، وهو ما نستعرض تفاصيله في هذا التقرير، من سمارت فاينانس.

أهداف خطة رفع المساحة الزراعية في مصر 2025/2026

وتندرج الخطة ضمن برنامج عمل الحكومة (2024/2025 – 2026/2027)، وتركز على تحقيق التنمية المستدامة والأمن الغذائي، والهدف الرئيسي هو توسيع الرقعة المزروعة من 10 ملايين فدان حاليًا إلى 11 مليون فدان بنهاية 2026/2027، مع الوصول إلى 12.3 مليون فدان في الخطة المتوسطة المدى.

وفي العام المالي 2025/2026، يستهدف استصلاح 1.6 مليون فدان إضافية، خاصة في الدلتا الجديدة، توشكى، وسيناء، لتحقيق اكتفاء ذاتي بنسبة 65% من القمح، 55% من الذرة، و39% من الفول.

كما تسعى الخطة إلى زيادة الصادرات الزراعية بنسبة 20% لتصل إلى 12 مليار دولار، مدعومة بتوسيع المساحة بنحو 2.2 مليون فدان في الدلتا الجديدة وحدها، كما أعلن وزير الزراعة علاء فاروق في يناير 2025.

ويعد مشروع "مستقبل مصر للإنتاج الزراعي" الركيزة الأساسية، الذي يهدف إلى استصلاح 4.5 ملايين فدان بحلول 2027، مع التركيز على الزراعة المستدامة باستخدام تقنيات الري الحديثة.

استصلاح الأراضي في مصر
استصلاح الأراضي في مصر

وفي فبراير 2025، أعلن جهاز "مستقبل مصر" عن تنفيذ 7 مشاريع استصلاحية تغطي الدلتا الجديدة إلى أسوان، مما يوفر منتجات زراعية عالية الجودة بأسعار مناسبة ويقلل البطالة عبر خلق مجتمعات زراعية متكاملة. 
وفي مايو 2025، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي موسم حصاد القمح، مشيدًا بإنتاجية الفدان الواحد التي تفوق المتوسط العالمي، مع هدف إضافة 800 ألف فدان بحلول سبتمبر 2025.

المشاريع الرئيسية في خطة الدولة لتوسيع الرقعة الزراعية 2025

وتشمل الخطة مشاريع قومية كبرى، أبرزها مشروع "مستقبل مصر" الذي يغطي 1.05 مليون فدان في الدلتا الجديدة، وبحلول سبتمبر 2025، يتوقع إضافة 800 ألف فدان جديدة، مع التركيز على محاصيل استراتيجية مثل القمح، الذرة، وبنجر السكر.

ومشروع الدلتا الجديدة يمتد على 2.2 مليون فدان، بما في ذلك 100 صومعة تخزين بسعة 500 ألف طن، ومجمعات صناعية للتصنيع الغذائي، أما مشروع توشكى، فيستهدف مليون فدان جنوب أسوان، بما في ذلك أكبر مزرعة نخيل على 38 ألف فدان.

وفي سيناء، يشمل البرنامج إنشاء 18 مجمعًا زراعيًا في الشمال والوسط، مع استغلال مياه الأمطار في مطروح لاستصلاح أراضٍ نائية.

وكذلك يدعم الخطة مشروع "الداخلة - العوينات" باستصلاح 650 ألف فدان، حيث تم استصلاح 200 ألف فدان بالفعل في مارس 2025، كما أعلن وزير الزراعة خلال زيارته المشروع.

وهذه المشاريع مدعومة ببنية تحتية حديثة، بما في ذلك 24 صومعة إضافية بسعة 100 ألف طن، ومحطات رفع مياه معالجة بتكلفة 300 مليار جنيه، لزيادة سعة التخزين إلى 5.5 مليون طن.

وتثبت خطة رفع المساحة الزراعية التزام مصر بالتنمية الشاملة، ورغم التحديات، يعد البرنامج نموذجًا للزراعة المستدامة، حيث يجمع بين الابتكار التكنولوجي والشراكات الدولية. 

تم نسخ الرابط