انفجار السياحة يشعل شهية الطيران المصري.. الشركات تزيد أحجام أساطيلها لاستقبال ملايين السياح

في ظل الانتعاش الاستثنائي الذي يشهده قطاع السياحة في مصر، أعلنت شركات الطيران المحلية عن خطط طموحة لتوسيع أساطيلها، مستغلة الفرصة لتعزيز القدرة على نقل الملايين من السياح الوافدين.
ووفقاً لتقارير حديثة من منظمة السياحة العالمية ومجلس السفر والسياحة العالمي (WTTC)، سجل مصر ارتفاعاً بنسبة 16.4% في عدد السياح خلال 2024، ليصل إلى أكثر من 15.7 مليون زائر، مع توقعات بتجاوز 18 مليون في 2025.
وهذا الانتعاش، الذي يساهم بنسبة 8.5% في الناتج المحلي الإجمالي، دفع الحكومة والشركات الجوية إلى استثمارات هائلة في البنية التحتية الجوية، مما يعكس تحولاً استراتيجياً نحو تعزيز الاتصال العالمي ودعم الاقتصاد الوطني.
وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض خطط شركات الطيران المحلية عن خطط طموحة لتوسيع أساطيلها.
الطفرة السياحية في مصر 2025
ويعد قطاع السياحة في مصر أحد أسرع القطاعات نمواً، حيث ساهم بـ 1.4 تريليون جنيه مصري في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2024، وفقاً لتقرير WTTC الصادر في يونيو 2025.
ومن المتوقع أن يرتفع هذا المساهم إلى 8.6% في 2025، مدعوماً بإنفاق الزوار الدوليين الذي بلغ 726.9 مليار جنيه في 2024، مع توقعات بـ 768.2 مليار جنيه هذا العام.
كما أن الإيرادات السياحية بلغت 4.8 مليار دولار في الربع الأول من العام المالي 2024/2025، بارتفاع 8.2% عن العام السابق، وفقاً لبنك مصر المركزي.
وهذا النمو مدفوع بتحسينات في الوجهات السياحية، مثل افتتاح المتحف المصري الكبير في نوفمبر 2025، الذي يتوقع أن يجذب ملايين الزوار إلى القاهرة والجيزة.
كما شهدت المناطق الساحلية مثل الغردقة وشرم الشيخ ارتفاعاً في الإشغال الفندقي إلى 80%، مع تركيز على السياحة البيئية والثقافية.
وفي مارس 2025، سجلت المطارات المصرية زيادة بنسبة 52% في حركة الركاب، لتصل إلى 500 ألف مسافر، مع 67% زيادة في عدد الرحلات، بقيادة شركات مثل مصر للطيران وإمارات ولوفتهانزا.
وهذه الأرقام تؤكد أن السياحة ليست مجرد قطاع، بل محرك رئيسي للنمو الاقتصادي، يدعم 2.7 مليون وظيفة في 2024، مع توقعات بـ 2.9 مليون في 2025.
خطط توسيع أسطول مصر للطيران
وتتصدر مصر للطيران، الشركة الوطنية، خطط التوسع، حيث حصلت في ديسمبر 2024 على تمويل بقيمة 20 مليار جنيه من وزارة المالية لتطوير الأسطول.
وفقاً للخطة الخمسية للفترة 2025-2029، تهدف الشركة إلى مضاعفة أسطولها من 65 طائرة إلى 125 بحلول 2030، مع التركيز على الطائرات الحديثة لدعم الرحلات الطويلة.
وفي يونيو 2025، أعلنت عن طلب إضافي لـ 6 طائرات إيرباص A350-900، ليصل الإجمالي إلى 16 طائرة من هذا النوع، بالإضافة إلى 18 طائرة بوينغ 737-8 ماكس تبدأ تسليمها في خريف 2025.

وهذا التوسع يأتي لتلبية الطلب المتزايد على الرحلات إلى الولايات المتحدة وأوروبا، حيث أعلنت مصر للطيران في أكتوبر 2025 عن إطلاق رحلات مباشرة إلى لوس أنجلوس وشيكاغو في 2026، باستخدام A350-900، مما يعزز السياحة الداخلية إلى أكثر من 15 مليون زائر متوقع في 2026.
كما يدعم هذا الخطة الشراكات مع شركات مثل AerCap لتحديث الأسطول، مع التركيز على الكفاءة الوقودية لتقليل الانبعاثات.
ومع شبكة تضم 100 وجهة بحلول 2030، ستعزز مصر للطيران دورها في تعزيز السياحة الثقافية والتجارية.
توسع شركات الطيران الخاصة
ولا تقتصر الشهية للتوسع على الشركة الوطنية؛ فشركات الطيران الخاصة تشارك بنشاط، حيث أعلنت إير كايرو، التابعة جزئياً لمصر للطيران، عن توسع في الرحلات الأوروبية في 2026، بما في ذلك برلين وباريس، لتلبية الطلب السياحي من أوروبا.
وسجلت الشركة زيادة بنسبة 25% في عدد الركاب في 2024، مدعومة بتوسع الأسطول لدعم الرحلات إلى الغردقة وشرم الشيخ، حيث يصل الإشغال إلى 90% خلال المواسم العالية.
أما نايل إير، أكبر شركة طيران خاصة في مصر، فقد بدأت خطة توسع دولية في 2025، بإطلاق رحلات إلى ميلانو وستوكهولم، مع خطط لزيادة الأسطول ليشمل طائرات إيرباص A320 إضافية لدعم الشبكة في أوروبا وآسيا وأفريقيا.
وفي أغسطس 2025، أطلقت رحلات إلى أرار في السعودية، مما يعزز الاتصال الإقليمي ويجذب السياحة الدينية والتجارية.
وهذه الخطوات تتناسب مع استراتيجية الحكومة لجذب 30 مليون سائح بحلول 2028، مع التركيز على الشراكات الدولية.
التأثير الاقتصادي لتوسع الأساطيل على السياحة والاقتصاد المصري
ويتوقع أن يساهم توسع الأساطيل بنسبة 30% في القدرة الجوية الوطنية، كما أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في سبتمبر 2025، لتلبية الطلب السياحي المتزايد.
ووفقاً لـ IATA، يدعم الطيران 1.4 مليون وظيفة في مصر، بما في ذلك 32,800 مباشرة في الشركات الجوية، ويساهم بـ 5.3% في الناتج المحلي.
وهذا التوسع سيحسن الاتصالية، مما يزيد من الإيرادات السياحية إلى 30 مليار دولار بحلول 2025، مع تطوير المطارات مثل مطار الجيزة الدولي لاستيعاب 58 مليون مسافر سنوياً.
ومع ذلك، يواجه القطاع تحديات مثل تقلبات أسعار الوقود والتوترات الإقليمية، لكن الاستثمارات في الوقود الجوي المستدام وتحسين الخدمات الأرضية ستعزز الاستدامة.
وهذه الطفرة السياحية ليست مؤقتة؛ إنها بوابة لعصر ذهبي في الطيران المصري، يعزز الاقتصاد ويفتح آفاقاً جديدة لملايين السياح.