ملياردير مصري يهز سوق الذهب العالمي.. وثروته تقترب من 10 مليارات دولار

في عالم الاستثمارات المتقلب، يبرز رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس كرمز للرؤية الاستراتيجية والمكاسب الاستثنائية، ووفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات، ارتفعت ثروة ساويرس بنسبة 44% منذ مطلع عام 2025، لتصل إلى حوالي 9.93 مليار دولار أمريكي.
وهذه القفزة الدراماتيكية، التي تجاوزت فيها ثروته العتبة النفسية البالغة 10 مليارات دولار مؤقتاً قبل أن تعود إلى 9.93، تعكس ليس فقط حنكة المستثمر، بل أيضاً تأثير الاتجاهات العالمية في أسواق السلع.
وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض تفاصيل هذا الارتفاع، أسبابه، وتأثيره على المشهد الاقتصادي المصري والعالمي.
نجيب ساويرس من إمبراطورية أوراسكوم إلى ملياردير عالمي
ونجيب ساويرس، البالغ من العمر 70 عاماً، هو الابن الأكبر للراحل أنسي ساويرس، مؤسس مجموعة أوراسكوم، إحدى أكبر الإمبراطوريات الاقتصادية في مصر.
وبدأ مسيرته المهنية في عام 1979 بانضمامه إلى العائلة، حيث ساهم في تنويع أنشطة الشركة لتشمل الاتصالات، الإنشاءات، والتكنولوجيا، وفي عام 2011، حقق صفقة تاريخية ببيع أوراسكوم تيليكوم للشركة الروسية فيمبلكوم (التي أصبحت الآن فيون) مقابل مليارات الدولارات، مما أسس لثروته الحالية.
واليوم يرأس ساويرس مجلس إدارة أوراسكوم تي إم تي إنفستمنتس، التي تستثمر في قطاعات متنوعة مثل إدارة الأصول في مصر وشركة الإنترنت الإيطالية إيطاليا أونلاين.
كما يمتلك حصصاً في مشاريع عقارية عالمية عبر أورا ديفيلوبيرز، بما في ذلك مشروع سيلفر ساندز في غرينادا ومارينا أيا نابا في قبرص.
ومع ذلك، أصبح الذهب محور استراتيجيته الاستثمارية منذ عام 2012، عندما استحوذ على حصة في شركة لامانشا ريسورس كابيتال، التي تمتلك استثمارات في مناجم عالمية مثل إيندفور ماينينج وإيفولوشن ماينينج.
وفي تصريحات سابقة لـ"بلومبرج" عام 2018، وصف ساويرس نفسه بأنه "أكبر مستثمر فردي في الذهب عالمياً"، وهو ما أثبت صحته في 2025.
رهان الذهب يؤتي ثماره في سوق متقلب
والعامل الرئيسي وراء قفزة ثروة ساويرس هو صعود أسعار الذهب بنسبة 48% منذ بداية 2025، حيث اخترق المعدن الأصفر حاجز 4000 دولار للأوقية في 8 أكتوبر، مسجلاً أعلى مستوى في تاريخه.
وهذا الصعود مدفوع بتوترات جيوسياسية عالمية، تضخم اقتصادي، وطلب متزايد من الصين وروسيا، مما جعل الذهب ملاذاً آمناً للمستثمرين.
ومنذ يناير 2025، أضاف ساويرس 3.22 مليار دولار إلى ثروته، معظمها من استثماراته في قطاع التعدين. حصته في إيندفور ماينينج، على سبيل المثال، تضاعفت قيمتها إلى 1.32 مليار دولار، بينما ارتفعت حصص أوراسكوم كونستركشن من 34.4 مليون دولار إلى 60.3 مليون دولار.

كما ساهمت استثماراته في الطاقة الخضراء، مثل مشروع التنقل الكهربائي في المغرب، ومشاريع عقارية عملاقة في العراق والإمارات (مدينة ذكية بـ120 ألف وحدة سكنية)، في تعزيز هذه المكاسب.
وفي أغسطس 2025، استعاد ساويرس لقب أغنى مصري بتجاوزه شقيقه ناصف (ثروته 9.1 مليار دولار)، بعد عقد من التنافس العائلي.
و وفي أكتوبر، تقدم 30 مركزاً في قائمة بلومبرج ليحتل المرتبة 354 عالمياً.
التأثير على الاقتصاد المصري
ويعد ارتفاع ثروة ساويرس إنجازاً مصرياً يعكس إمكانات الاقتصاد الوطني، وفي اجتماع مع وزير البترول كريم بدوي منذ أيام، ناقش ساويرس تعزيز التعاون في التنقيب عن الذهب عبر إن توميتالز، مما يعزز الثقة في مناخ الاستثمار المصري.
ومصر تمتلك ثروات معدنية واعدة، واستثمارات ساويرس تساهم في تطوير القطاع، خاصة مع خططه لبناء فنادق فاخرة قرب مطار الهرم، لدعم السياحة.
وعلى المستوى العالمي، يضع ساويرس مصر في دائرة الضوء كمركز للمليارديرات العرب، حيث يحتل العائلة المرتبة الأولى بثروة إجمالية 11.6 مليار دولار في قائمة فوربس 2025.
ومع ذلك، يحذر ساويرس من المخاطر، مشدداً في مقابلة تلفزيونية حديثة على أهمية تنويع الاستثمارات: "وزع محفظتك بين 3 أو 4 فئات لتقليل المخاطر".
توقعات ساويرس للذهب والاستثمارات
ولا يزال ساويرس ملتزماً بالذهب، متوقعاً وصول سعره إلى 5000 دولار للأوقية قريباً، مدعوماً بانخفاض المعروض العالمي وزيادة الطلب.
وفي الوقت نفسه، يوسع استثماراته في الطاقة المتجددة والعقارات، مع خطط لاستثمار في مشروع ريكو ديق النحاسي-الذهبي في باكستان بقيمة 7 مليارات دولار.