ثورة سياحية قادمة.. عشرات الملايين لبناء إمبراطورية فنادق فاخرة على شواطئ البحر الأحمر
في خطوة استراتيجية تعزز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية رائدة، أعلنت مجموعة صن رايز للسياحة، الشركة البارزة في مجال الفنادق والمنتجعات، عن زيادة استثماراتها بنسبة 17% لتصل إلى 7 مليارات جنيه مصري (ما يعادل نحو 148 مليون دولار أمريكي) في عام 2026.
وهذه الاستثمارات الهائلة ستخصص بشكل أساسي لبناء وتوسيع فنادق في البحر الأحمر وسيناء، مما يعكس التزام الشركة بدعم الاقتصاد السياحي المصري وتحقيق أهداف الحكومة في جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية.
ووفقاً لتصريحات حسام الشاعر، رئيس مجلس إدارة الشركة، ستضيف هذه المبادرة 1,100 غرفة فندقية جديدة في مناطق مرسى علم والمقي والغردقة وشرم الشيخ، مما يرفع إجمالي سعة الغرف إلى أكثر من 14,000 غرفة من الحالية 13,000 غرفة.
وتأتي هذه الإعلانات في وقت يشهد فيه قطاع السياحة المصري نمواً استثنائياً، حيث بلغت إيراداته 16.7 مليار دولار في العام المالي الماضي، بزيادة 16.3%، مدعومة بـ179.3 مليون ليلة سياحية في 2024-2025.
ومع توقعات بوصول الإيرادات إلى 17.5 مليار دولار بنهاية العام الحالي، يعد هذا الاستثمار خطوة حاسمة نحو تعزيز القدرة التنافسية لمصر في سوق السياحة العالمي.
وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض تفاصيل الاستثمارات الكبيرة لشركة صن رايز في الفنادق في البحر الأحمر.
من المنتجعات إلى الإمبراطورية السياحية
وتعد شركة صن رايز للسياحة واحدة من أبرز اللاعبين في قطاع الضيافة المصري، حيث تمتلكها عائلة الشاعر وتعمل من خلال عدة كيانات متخصصة، وتشمل هذه الكيانات "بلو سكاي" المتخصصة في السياحة العامة، و"سكاي ماكس" التي تركز على السياحة الوافدة، بالإضافة إلى الشركة الأم "صن رايز" التي تدير حالياً 20 منتجعاً فندقياً في مرسى علم والغردقة وشرم الشيخ.
كما تمتلك الشركة أسطولاً من سبعة عقبات نيلية في الأقصر وأسوان، مما يوفر تجارب سياحية متنوعة تجمع بين الشواطئ الاستوائية والتراث التاريخي.
وبدأت صن رايز رحلتها كشركة محلية صغيرة في التسعينيات، لكنها سرعان ما تحولت إلى إمبراطورية سياحية بفضل استراتيجيتها الجريئة في التوسع.
واليوم، تسيطر الشركة على حصة كبيرة من سوق الفنادق في المناطق الساحلية، مع التركيز على تقديم خدمات عالية الجودة تجذب السياح الأوروبيين والروس والعرب.
وفي إطار خططها طويلة الأمد، أعلنت الشركة عن استثمار إجمالي يصل إلى 700 مليون دولار على مدى الأربع سنوات القادمة، لإضافة 7,000 غرفة فندقية جديدة عبر محافظ مصر المختلفة.
وهذا الالتزام يعزز من دور صن رايز كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي، خاصة في ظل التحديات العالمية مثل جائحة كورونا التي أثرت على القطاع في السنوات السابقة.
تفاصيل الاستثمار في فنادق البحر الأحمر
ويركز الاستثمار الجديد لعام 2026 بشكل خاص على مناطق البحر الأحمر وسيناء، حيث ستبنى الفنادق الجديدة في مرسى علم والمقي وشرم الشيخ.
وهذه المناطق، المعروفة بشواطئها الرملية البيضاء ومياهها الصافية، تجذب ملايين السياح سنوياً، وستساهم الإضافات الجديدة في رفع القدرة الاستيعابية للشركة إلى مستويات قياسية.
ووفقاً لحسام الشاعر، "ستضيف الاستثمارات في 2026 أكثر من 1,100 غرفة في مرسى علم والمقي وشرم الشيخ"، مما يعني توسعاً فورياً في الخدمات السياحية.

وبالإضافة إلى ذلك، ستخلق هذه المشاريع آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، بما في ذلك وظائف في مجالات الضيافة والبناء والتسويق.
وفي سياق أوسع، يهدف هذا التوسع إلى دعم هدف الحكومة المصرية في جذب 35.4 مليار دولار استثمارات بحلول عام 2031، لإضافة 340,000 غرفة فندقية جديدة، مما يرفع إجمالي القدرة الاستيعابية إلى 568,000 غرفة من 228,000 غرفة في نهاية 2024.
وهذا الاستثمار ليس مجرد بناء فنادق، بل هو استثمار في التنمية المستدامة، حيث تركز صن رايز على استخدام تقنيات صديقة للبيئة للحفاظ على جمال الشواطئ الطبيعية.
دور الدولة المصرية ونمو قطاع السياحة
وتلعب الحكومة المصرية دوراً محورياً في دعم مثل هذه المبادرات، حيث أكد الدكتور شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، في تصريح سابق هذا الشهر، أن "إيرادات القطاع بلغت 13.6 مليار دولار في التسعة أشهر الأولى من العام الحالي".
ومع توقعات بوصول عدد السياح إلى أكثر من 18 مليون زائر بنهاية 2025، يعد القطاع مصدراً رئيسياً للعملة الأجنبية، حيث سجل العام الماضي رقم قياسياً بـ16 مليون سائح وإيرادات 15.3 مليار دولار.
من جانبه، توقع أحمد يوسف، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية السياحة المصرية، نمواً بنسبة 20% في عدد السياح في 2026، مدعوماً بالاستقرار الإقليمي وزيادة الفعاليات الرياضية والترفيهية.
وقال يوسف: "نتوقع نمواً بنسبة 20% في وصول السياح في 2026، مدفوعاً بالاستقرار الإقليمي وزيادة الفعاليات الرياضية والترفيهية".
وهذه التوقعات تأتي في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تحولات إيجابية، مما يجعل مصر وجهة مفضلة للسياحة الشاطئية والثقافية.
دخول الساحل الشمالي
ولا تقتصر خطط صن رايز على البحر الأحمر، إذ أعلنت الشركة عن مشاريع جديدة عبر ذراعها العقارية "مدار"، التي تستعد لفتح أول فندق لها في مشروع الساحل الشمالي بنهاية صيف 2026.
ويبلغ عدد غرف هذا الفندق 150 غرفة، باستثمارات تقارب 150 مليون دولار، مما يمثل دخولاً جريئاً للشركة إلى هذه المنطقة الواعدة.
وهذا التوسع يعكس رؤية الشركة في تنويع محفظتها الاستثمارية، مع الحفاظ على التركيز على الاستدامة والجودة.
ويعد إعلان صن رايز عن استثماراتها الجديدة في فنادق البحر الأحمر خطوة تحولية تعزز من مكانة مصر كمركز سياحي عالمي، ومع الدعم الحكومي والنمو المتسارع للقطاع، من المتوقع أن تساهم هذه المبادرات في خلق فرص اقتصادية هائلة وتعزيز التبادل الثقافي.