الصين تسجّل فائضًا بـ17.7 مليار دولار في تسويات النقد الأجنبي

البنك المركزي الصيني
البنك المركزي الصيني - أرشيفية

سجّلت الصين فائضًا ملحوظًا في تسويات النقد الأجنبي خلال شهر أكتوبر 2025، بلغ 17.7 مليار دولار أمريكي، وفق البيانات الرسمية الصادرة عن الهيئة الوطنية للنقد الأجنبي، في مؤشر يعكس استمرار استقرار سوق الصرف الصيني رغم الضغوط الدولية وتصاعد التقلبات في الأسواق المالية العالمية.

وكشفت البيانات أن البنوك الصينية اشترت نحو 214.2 مليار دولار من النقد الأجنبي خلال الشهر الماضي، في حين بلغت مبيعاتها نحو 196.5 مليار دولار، وهو ما أسهم في تحقيق هذا الفائض الواضح في ميزان التسويات. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه الأسواق المالية العالمية اضطرابات متزايدة منذ أكتوبر، خاصة مع تحركات أسعار الفائدة العالمية وتنامي التوترات الجيوسياسية، وعلى رأسها تداعيات الحرب في أوكرانيا.

 

وقال نائب رئيس الهيئة الوطنية للنقد الأجنبي، لي بين، إن سوق النقد الأجنبي في الصين حافظ على “أداء ثابت وسليم”، مؤكدًا أن السوق شهد توازنًا واضحًا بين العرض والطلب، إلى جانب استقرار تدفقات رؤوس الأموال عبر الحدود. وأشار إلى أن قدرة السوق على الحفاظ على هذا التوازن تعكس قوة الأسس الاقتصادية للصين وفاعلية السياسات المالية والنقدية التي تتبناها بكين لاحتواء تقلبات السوق.

 

وأظهرت البيانات التراكمية للفترة من يناير حتى أكتوبر 2025 أن إجمالي مشتريات البنوك من النقد الأجنبي بلغ نحو 2.07 تريليون دولار، مقابل مبيعات بلغت حوالي 1.99 تريليون دولار. ويشير هذا الفارق إلى استمرار الصين في تعزيز احتياطاتها وتضييق فجوة العجز التقليدية، خصوصًا في ظل تعافي بعض القطاعات الحيوية وفي مقدمتها الصادرات.

 

ورغم التحديات المرتبطة بأسواق المال العالمية، تؤكد السلطات النقدية الصينية أن استقرار سوق الصرف يظل أولوية قصوى، وأن الإجراءات التنظيمية والرقابية الأخيرة أسهمت في تأمين تدفقات نقدية مستقرة وتحجيم المضاربات غير المشروعة.

 

وتشير التوقعات الأولية لدوائر التحليل الاقتصادي إلى إمكانية حفاظ الصين على وتيرة مماثلة من التوازن في الشهور المقبلة، مع استمرار البنك المركزي الصيني في تطبيق سياسات مرنة لضبط السوق ومواجهة أي صدمات خارجية محتملة.

تم نسخ الرابط