كيف يجذب قطاع الاتصالات كبرى الشركات العالمية؟
يشهد قطاع الاتصالات طفرة متسارعة في المنطقة، مدفوعًا بتبني الحكومات خطط التحول الرقمي وتطوير البنية التحتية الذكية، الأمر الذي جعل هذا القطاع واحدًا من أكثر القطاعات جاذبية لكبرى الشركات العالمية التي تبحث عن أسواق واعدة وبيئة تشغيل مستقرة.
قطاع الاتصالات
ونجح القطاع في استقطاب شركات عالمية يعود إلى مجموعة من المزايا التنافسية التي عززت ثقة المستثمرين، وفي مقدمتها التوسع الكبير في شبكات الإنترنت عالية السرعة.
وضخت الحكومات استثمارات ضخمة لتطوير شبكات الألياف الضوئية (FTTH)، إلى جانب التوسع في خدمات الجيل الرابع والخامس، مما وفر بيئة مثالية للشركات التي تعتمد على حلول الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، بحسب بيانات سابقة صادرة عن وزارة الاتصالات.
البنية التحتية الرقمية المتطورة تُعد هي الأخرى عامل جذب رئيسي، إذ توفر الدول مراكز بيانات حديثة وخدمات سحابية متقدمة تتيح للشركات إدارة عملياتها بكفاءة وأمان.
كما ساهمت القوانين المنظمة لحماية البيانات وتعزيز الأمن السيبراني في زيادة ثقة الشركات العالمية الراغبة في الاستثمار بأسواق مستقرة وآمنة.
وتشير التقارير إلى أن قطاع الاتصالات يقدم أيضًا حوافز استثمارية وضريبية تشمل تخفيضات على رسوم التراخيص، وتسهيلات في إجراءات التشغيل، إلى جانب منح أولوية للشركات التي تقدم حلولًا مبتكرة تدعم خطط التحول الرقمي في المؤسسات الحكومية والخاصة.
وتبرز الكوادر البشرية المتخصصة كأحد أهم عناصر الجذب، حيث نجحت العديد من الدول في تأهيل جيل جديد من المهندسين والمبرمجين من خلال برامج تدريبية وشراكات دولية، مما مكّن شركات التكنولوجيا العالمية من إيجاد مواهب محلية تدعم عملياتها دون الحاجة للاعتماد الكامل على الخبرات الأجنبية.
كما ساهمت الشراكات الاستراتيجية بين الحكومات وشركات الاتصالات الكبرى في فتح المجال أمام دخول شركات عالمية جديدة، خاصة في مجالات الأمن السيبراني، والخدمات المالية الرقمية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وهذه الشراكات خلقت بيئة مبتكرة تشجع المنافسة وتضمن تقديم خدمات ذات جودة عالية.
ويرى محللون أن استمرار القطاع في تقديم هذه المزايا سيعزز دوره كمحرك رئيسي للاقتصاد الرقمي، خاصة مع التوسع في مشروعات المدن الذكية، وتطبيقات الميتافيرس، والخدمات اللوجستية الرقمية، التي تتطلب بنية اتصالات قوية وتحالفات عالمية واسعة.
