فولكس فاجن على خطى التوسع.. لماذا أصبحت مصر وجهة جاذبة لمصنعي السيارات عالميًا؟

تتجه أنظار قطاع صناعة السيارات في مصر نحو مرحلة جديدة من التطور، مع إعلان مجموعة فولكس فاجن الألمانية عن خطة توسعية تهدف إلى تعزيز حضورها الصناعي داخل السوق المصرية، وتأتي هذه الخطوة في إطار توجه عالمي من المجموعة لإقامة قواعد إنتاج إقليمية أكثر فاعلية وتنافسية.

وتعتمد الخطة على مسار صناعي تدريجي يبدأ بتفعيل نظام التصنيع لدى الغير داخل مصنع الشركة المصرية الألمانية للسيارات «إجا»، الذي يعد أحد أهم الكيانات الصناعية العاملة في قطاع تجميع السيارات محليًا، ويمثل هذا النموذج مرحلة انتقالية لتهيئة البيئة الإنتاجية قبل الانتقال إلى مستويات تصنيع أعلى.

فولكس فاجن تدشن مصنع سيارات متكامل داخل المنطقة الصناعية بشرق بورسعيد

وتتطلع فولكس فاجن إلى إنشاء مصنع سيارات متكامل داخل المنطقة الصناعية بشرق بورسعيد، وهي منطقة تتمتع بالبنية التحتية اللازمة لدعم الصناعات الثقيلة، إلى جانب موقعها الاستراتيجي على خطوط التجارة العالمية. ويمثل هذا المشروع خطوة محورية نحو بناء منصة صناعية متقدمة داخل مصر.

كما تتضمن رؤية المجموعة برنامجًا متكاملًا لتوطين المكوّنات وبناء قدرات الموردين المحليين، مع التركيز على إنشاء مراكز للبحث والتطوير ونقل التكنولوجيا، إضافة إلى مركز تدريب فني متخصص لتأهيل كوادر للعمل في صيانة وإصلاح السيارات الكهربائية، بما يعزز جاهزية السوق لمستقبل التنقل الكهربائي.

وتأتي هذه الخطط بدعم مباشر من الحكومة المصرية التي تؤكد التزامها بتوفير بيئة استثمارية مستقرة ومحفزة، مع إتاحة الفرص أمام الشركات العالمية للاستفادة من موقع مصر كبوابة للصناعات الموجهة إلى إفريقيا، في ظل برامج حكومية تستهدف تنمية صناعة السيارات وزيادة مكونها المحلي.

فولكس فاجن

وفي هذا السياق، قال أكد اللواء وفي هذا السياق، أكد اللواء رأفت مسروجة، الرئيس الأسبق لمجلس معلومات سوق السيارات المصري (الأميك) وخبير صناعة السيارات، أن توجه فولكس فاجن ينسجم مع الاتجاه العالمي المتزايد نحو اختيار مصر كقاعدة صناعية إقليمية، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية قدمت خلال الفترة الأخيرة حوافز قوية ومناخًا استثماريًا داعمًا يشجع الشركات العالمية على ضخ استثمارات جديدة في قطاع التصنيع المحلي.

صناعة السيارات 

وأوضح مسروجة في تصريحات خاصة لـ سمارت فاينانس، أن القدرة الشرائية للمصريين ما تزال مرتفعة نسبيًا، وهو ما مكن السوق من تسجيل مبيعات سنوية اقتربت من 260 ألف مركبة خلال الأعوام الماضية.

 ويرى أن هذه المؤشرات تمثل عامل جذب رئيسيًا للشركات الكبرى التي تطمح للوصول بمبيعاتها داخل السوق المصرية إلى 400 ألف سيارة سنويًا فور تفعيل خطط التوطين، مع إمكانية تصدير الفائض إلى أسواق إفريقيا والشرق الأوسط.

توطين صناعة السيارات 

وأشار إلى أن مصر تمتلك اليوم مقومات لوجستية وصناعية متقدمة، فضلًا عن موقع استراتيجي يجعلها مركزًا تنافسيًا لمنشآت الإنتاج، وهو ما يعزز قدرة الشركات العالميةومنها فولكس فاجن، على دمج السوق المصرية في شبكات سلاسل الإمداد العالمية للصناعة.

ويؤكد مسروجة أن الشراكات طويلة المدى، كالتي تستهدف فولكس فاجن إقامتها، من شأنها أن تدعم توطين التكنولوجيا، وتطوير الصناعة، وزيادة الصادرات، وأن تجعل مصر إحدى أهم القواعد الإنتاجية في المنطقة خلال السنوات المقبلة.