بشرة خير.. معدل انفاق السياح في مصر يرتفع إلى هذا الحد

في تطور إيجابي يعكس قوة القطاع السياحي المصري، أعلن وزير السياحة والآثار شريف فتحي عن ارتفاع معدل الإنفاق اليومي للسياح في مصر بنسبة 30% ليصل إلى نحو 112 دولاراً أمريكياً لليلة الواحدة. 

وهذا الارتفاع، الذي يأتي بعد تحديث الاستمارات الرسمية لأول مرة منذ ثلاث سنوات، يعد بشرى خير للاقتصاد المصري الذي يعتمد على السياحة كأحد أبرز مصادر النقد الأجنبي.

ووفقاً لتصريحات الوزير على هامش مؤتمر مجلس الأعمال المصري-الكندي في القاهرة، يعكس هذا الرقم الديناميكية الإيجابية في حركة السياحة، مدعوماً بمشاريع عملاقة مثل افتتاح المتحف المصري الكبير مؤخراً.

يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه القطاع السياحي أداءً استثنائياً، حيث سجلت مصر استقبال 15 مليون سائح خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، بزيادة 21% مقارنة بالعام السابق.

ومع اقتراب نهاية العام، تتجه التوقعات نحو تجاوز 18 مليون سائح، مع إمكانية الوصول إلى 19 مليون إذا استمرت الاتجاهات الحالية، وهذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل مؤشرات على تعافٍ سريع للسياحة المصرية بعد جائحة كورونا، مدعوماً بجهود حكومية مكثفة لتحسين البنية التحتية والتسويق الدولي.

وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض كيف نجح قطاع السياحة في تخطي الأزمات الكبيرة خلال الفترة الماضية، مسجلاً تحسنًا كبيرًا.

ارتفاع معدل الإنفاق اليومي للسياح في مصر بنسبة 30%

وكان معدل الإنفاق اليومي للسياح في مصر يقدر سابقاً بنحو 100 دولار أمريكي، لكن هذا الرقم لم يحدث منذ ثلاث سنوات، كما أشار الوزير فتحي في تصريحات إعلامية الشهر الماضي.

واليوم، وبعد إجراء التحديثات اللازمة على الاستمارات الرسمية، ارتفع المعدل إلى 112 دولاراً، مما يعني زيادة إجمالية تصل إلى 30%.

وفي بعض المقاصد الرئيسية مثل القاهرة، يصل الإنفاق إلى 140 دولاراً يومياً، بينما يتراوح بين 100 و120 دولاراً في المناطق الشاطئية مثل شرم الشيخ والغردقة.

وهذا الارتفاع ليس مصادفة، بل نتيجة لتحسينات في الخدمات السياحية، بما في ذلك زيادة البرامج الترفيهية والثقافية، بالإضافة إلى استقرار سعر الصرف الذي شجع على زيادة الإنفاق.

ووفقاً لتقارير حديثة، سجل القطاع إيرادات بلغت 8.05 مليار دولار حتى يونيو 2025، بارتفاع 22% عن الفترة المماثلة العام السابق، مما يجعل مصر الأعلى إيرادات سياحية في شمال أفريقيا.

ومع ذلك، يتوقع أن يصل الإجمالي السنوي إلى 17.5 مليار دولار، مع توقعات أكثر تفاؤلاً تصل إلى 18.3 مليار دولار بنمو 9.5%.

أداء القطاع السياحي المصري في 2025

وعام 2025 يعد عاماً استثنائياً للسياحة المصرية، حيث سجلت البلاد استقبال 15.78 مليون سائح العام الماضي، وهو رقم قياسي، وتتوقع تجاوز 17.76 مليون بنهاية 2025 وفقاً لتقرير فيتش.

وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام المالي 2024/2025، بلغت الإيرادات 12.5 مليار دولار، بزيادة 14.7% سنوياً، مع توقع الوصول إلى 15 مليار دولار بنهاية العام.

وهذا النمو مدفوع بزيادة السياح الأوروبيين والآسيويين، خاصة بعد حملات تسويقية ناجحة ركزت على التراث الفرعوني والشواطئ الاستوائية.

كما ساهم الاستقرار السياسي والاقتصادي في تعزيز الثقة لدى السياح، حيث أشارت تقارير إلى أن مصر تفوقت على منافسيها في المنطقة، محققة أعلى إيرادات سياحية في شمال أفريقيا بفارق كبير.

ومع ذلك، يواجه القطاع تحديات مثل التضخم العالمي والتوترات الإقليمية، لكن الجهود الحكومية لتنويع المصادر السياحية – من الثقافية إلى الطبية والمغامرات – ساعدت في التخفيف منها.

افتتاح المتحف المصري الكبير

وأحد أبرز العوامل وراء هذا النمو هو افتتاح المتحف المصري الكبير (GEM) مطلع نوفمبر 2025، بتكلفة 1.2 مليار دولار.

ويعد المتحف، الذي يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية بما في ذلك كنوز توت عنخ آمون، أكبر متحف أثري في العالم، ومن المتوقع أن يجذب ملايين الزوار سنوياً.

والوزير فتحي أكد أن السياحة الثقافية ستشكل 25% من إجمالي الوافدين إلى مصر، مما يعزز من معدل الإنفاق في القاهرة والمناطق المجاورة.

وهذا الافتتاح لم يأت وحده، فقد شهد العام مشاريع أخرى مثل تطوير منطقة الساحل الشمالي وإضافة رحلات جوية مباشرة من آسيا وأمريكا، مما ساهم في زيادة الإنفاق اليومي بنسبة ملحوظة.

خطط توسعية للغرف الفندقية في مصر

ولدعم هذا النمو، أعلنت الحكومة المصرية خططاً طموحة لإضافة 25 ألف غرفة فندقية جديدة في 2026، بنمو 10% عن العام الحالي، ليصل الإجمالي إلى 285 ألف غرفة.

وفي المدى الطويل، تستهدف جذب استثمارات بقيمة 35.4 مليار دولار لإضافة 340 ألف غرفة بحلول 2031، مما يرفع الطاقة الاستيعابية إلى 568 ألف غرفة.

وهذه الخطط تشمل شراكات دولية، خاصة مع كندا والإمارات، لضمان جودة الخدمات وتنويع المنتجات السياحية.

19 مليون سائح وإيرادات تتجاوز 18 مليار دولار

وبناءً على الاتجاهات الحالية، يتوقع الوزير فتحي تحقيق 19 مليون سائح بنهاية 2025، مع إيرادات تصل إلى 17.1 مليار دولار، وارتفاع إلى 19 مليار بحلول 2029.

كما أن مصر قد تحقق هدف 30 مليون سائح قبل 2030 إذا استمر النمو بنسبة 5.8% سنوياً.

وهذه التوقعات مدعومة بتقارير دولية تشير إلى أن الإنفاق الدولي في مصر سيصل إلى 768.2 مليار جنيه مصري في 2025.

السياحة الثقافية في مصر 2025

ومع التركيز المتزايد على السياحة الثقافية، من المتوقع أن تشكل 25% من إجمالي السياح، خاصة بعد افتتاح المتحف الكبير.

وهذا التحول يفتح أبواباً لاستثمارات في الفنادق الثقافية والجولات التاريخية، مما يعزز من الإنفاق اليومي ويخلق آلاف الوظائف.

ويعد ارتفاع معدل الإنفاق السياحي إلى 112 دولاراً في 2025 دليلاً على نجاح الاستراتيجية الوطنية للسياحة، التي تركز على التنويع والاستدامة، ومع استمرار الجهود، ستظل مصر وجهة مفضلة عالمياً، مساهمة في تعزيز الاقتصاد وتعزيز الصورة السياحية للبلاد.