إلى أين ستصل أسعار الذهب في 2026؟.. ملياردير مصري شهير يفجر مفاجأة
في عالم يسوده عدم اليقين الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة، يعود الذهب مرة أخرى ليتربع على عرش الملاذات الآمنة، مسجلاً مستويات تاريخية غير مسبوقة خلال عام 2025.
وتجاوز سعر الأونصة حاجز الـ4300 دولار، مدفوعاً بمشتريات هائلة من البنوك المركزية، وتراجع الثقة في العملات الورقية، وتوقعات خفض أسعار الفائدة عالمياً، وهذا الصعود المتواصل ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل يعكس تحولاً جذرياً في تفضيلات المستثمرين نحو المعدن الأصفر الذي أثبت على مر العصور قدرته على الحفاظ على القيمة في أوقات الأزمات.
ووسط هذا الزخم الذهبي، أطلق الملياردير المصري الشهير نجيب ساويرس قنبلة مدوية في الأسواق العالمية، متوقعاً أن تستمر رحلة الصعود لتصل أسعار الذهب إلى مستويات خيالية.
وتصريحات ساويرس، التي أدلى بها، ليست مجرد تخمين، بل تعتمد على رؤية عميقة من أحد أكبر المستثمرين في قطاع التعدين العالمي، الذي راهن على الذهب منذ أكثر من عقد وحقق منه أرباحاً فلكية، فما هي تفاصيل هذه المفاجأة؟ وهل ستتحقق فعلاً؟، هذا ما سنستعرضه في هذا التقرير، من سمارت فاينانس.
الذهب إلى 6000 دولار في 2026
وأعلن الملياردير المصري نجيب ساويرس، في تصريحات حديثة، أن أسعار الذهب العالمية ستستمر في الارتفاع لتصل إلى نطاق يتراوح بين 5000 و6000 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2026.
وأرجع ساويرس هذا التوقع الجريء إلى عدة عوامل رئيسية، منها نقص المعروض مقارنة بالطلب العالمي المرتفع، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية المستمرة وتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الكبرى.
ويعد ساويرس، الذي يوصف بأنه أحد أكبر المستثمرين العالميين في قطاع الذهب، صوتاً مؤثراً في الأسواق، وقد أكد في تصريحاته أن إيرادات مصر من الذهب يمكن أن تتجاوز عائدات البترول إذا تم حل التحديات التي تواجه قطاع التعدين في البلاد.
وهذه التصريحات ليست الأولى من نوعها، إذ سبق لساويرس أن توقع في وقت سابق من عام 2025 ارتفاع الذهب إلى 5000 دولار، وهو ما يعكس ثقته الشديدة في المعدن الأصفر كملاذ آمن.
مستويات قياسية مستمرة
وسجل سعر الذهب العالمي في تداولات اليوم الأربعاء 17 ديسمبر 2025 ارتفاعاً طفيفاً، ليصل إلى حوالي 4317 دولاراً للأونصة، مع مكاسب شهرية تصل إلى 6.16% وسنوية تفوق 66%.
وتتراوح الأسعار في الأسواق الفورية بين 4310 و4330 دولاراً، مما يعكس استمرار الزخم الصعودي الذي شهده العام الحالي.
وقد بلغ الذهب مستويات قياسية متكررة خلال 2025، مدفوعاً بمشتريات قياسية من البنوك المركزية وتدفقات الاستثمار في الصناديق المتداولة.
وهذا الصعود يأتي بعد عام شهد اختراق الذهب لحاجز 4000 دولار لأول مرة، مما عزز ثقة المستثمرين في استمرار الاتجاه الصعودي نحو 2026.

العوامل الداعمة لارتفاع أسعار الذهب في 2026
ويرى خبراء الأسواق أن عدة عوامل ستدفع أسعار الذهب إلى مستويات أعلى في 2026، وتتوافق مع تحليل ساويرس، ومن أبرزها:
مشتريات البنوك المركزية: استمرت البنوك المركزية، خاصة في الأسواق الناشئة مثل الصين والهند، في زيادة احتياطياتها من الذهب كبديل عن الدولار.
خفض أسعار الفائدة: مع توقعات استمرار سياسات التيسير النقدي من الاحتياطي الفيدرالي، يصبح الذهب أكثر جاذبية مقارنة بالأصول ذات العائد المنخفض.
التوترات الجيوسياسية: النزاعات المستمرة في مناطق متعددة تزيد من الطلب على الملاذات الآمنة.
نقص المعروض: تباطؤ إنتاج المناجم العالمية مقابل طلب استهلاكي واستثماري مرتفع.
وهذه العوامل مجتمعة تجعل توقعات الارتفاع واقعية، خاصة مع استمرار عدم اليقين الاقتصادي العالمي.
توقعات المؤسسات المالية العالمية لأسعار الذهب 2026
ولا تقتصر التوقعات الصعودية على ساويرس فقط، بل تتفق معها العديد من المؤسسات الكبرى، حيث توقع مجلس الذهب العالمي ارتفاعاً بنسبة 5-15% من المستويات الحالية، مما قد يدفع السعر إلى 4500-5000 دولار.
ورفع غولدمان ساكس توقعاته إلى 4900 دولار، مع إمكانية تجاوز هذا الرقم، في حين توقع مورغان ستانلي 4500 دولار بحلول منتصف 2026، بينما يرى جي بي مورغان متوسطاً يتجاوز 4600 دولار في الربع الثاني وقد يصل إلى أكثر من 5000 دولار.
وهذه التوقعات تؤكد أن سيناريو ساويرس (5000-6000 دولار) ليس بعيداً عن الإجماع، خاصة في حال تفاقم الضغوط الاقتصادية.
رحلة نجيب ساويرس مع الذهب
وبدأت علاقة نجيب ساويرس بالذهب في عام 2012، عندما استحوذ على حصة في شركة "لومانشا" التي تمتلك استثمارات في شركات تعدين عالمية كبرى مثل "إيندفور" و"إيفلوشن ماينينغ".
وفي مقابلة مع بلومبرج عام 2018، وصف نفسه بأنه أكبر مستثمر فردي في قطاع الذهب عالمياً.
وشهدت ثروة ساويرس قفزة هائلة في 2025، حيث ارتفعت إلى 10 مليارات دولار في أكتوبر الماضي مع اختراق الذهب لحاجز 4000 دولار، مسجلة زيادة قدرها 3.22 مليار دولار منذ بداية العام.
وهذا النجاح يعكس رؤيته الطويلة الأمد في المعدن الأصفر، الذي يراه ملاذاً آمناً في أوقات الأزمات.
تأثير ارتفاع أسعار الذهب على الاقتصاد المصري
وأشار ساويرس إلى أن مصر تمتلك إمكانات هائلة في قطاع التعدين، خاصة مع مناجم مثل السكري، وأن حل المشكلات الإدارية والقانونية قد يجعل إيرادات الذهب تتفوق على عائدات البترول.
ومع ارتفاع الأسعار العالمية، يمكن أن يساهم ذلك في تعزيز الاحتياطي النقدي المصري ودعم الجنيه، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الحالية.
ومع تصريحات نجيب ساويرس الأخيرة وتأييد المؤسسات العالمية، يبدو عام 2026 عاماً واعداً للذهب، ومع ذلك، يظل السوق عرضة لمخاطر مثل تباطؤ الاقتصاد العالمي أو تغيرات مفاجئة في السياسات النقدية.