بعد قرار رئيس الجمهورية.. مين اللي هيستثمر في رأس شقير؟
عارف النكتة البايخة اللي بتقول أن صاحب السوبر ماركت بيقول معندهوش جبنة .. بس هو عنده جوه .. طيب ايه علاقة النقطة دي برأس شقير والكلام عن بيعها للخلايجة؟ .. .. هقول بس قبل نشوف ايه أهم زيارات الرئيس السيسي الخارجية الأخيرة؟ .. قطر، الكويت، الإمارات .. طب ايه علاقة دا برأس شقير برضو؟ ومين اللي هيستثمر فيها؟ وإيه دور الصندوق السيادي المصري؟ ويعني إيه ضمانة الأرض لإصدار صكوك سيادية؟ لإنقاذ الموازنة العامة
كل الأسئلة دي هنجاوبك عليها في الفيديو دا باختصار وسهولة وبساطة ..
بص يا سيدي .. مصر بتواجه أزمة مالية خانقة، والدين العام بيوصل لأرقام مخيفة، وهنا قررت الدولة تلعب ورقة جديدة من العيار التقيل وهي توظيف أصول الدولة غير المستغلة بشكل ذكي.
ومن هنا طلع القرار اللي خلى الكل يتكلم.. تخصيص أكتر من ٤١ ألف فدان في منطقة رأس شقير على البحر الأحمر لصالح وزارة المالية، بهدف استخدام الأرض كـ "ضمانة" لإصدار صكوك سيادية، والفلوس اللي هتيجي منها تروح لسداد جزء من الدين العام ودعم الموازنة.
بس إيه اللي بيحصل بالضبط؟
الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر القرار الجمهوري رقم 303 لسنة 2025، واللي بينص على تخصيص قطعة أرض مساحتها حوالي ٤١٥١٥ فدان لصالح وزارة المالية.
الأرض دي موجودة في منطقة رأس شقير في محافظة البحر الأحمر، والهدف من التخصيص ده مش إننا نبيع الأرض، لا، لكن نستخدمها كضمانة لإصدار صكوك سيادية .. ودي أدوات تمويل متوافقة مع الشريعة الإسلامية .. وده بهدف خفض الدين العام وتوفير سيولة للموازنة العامة.
طيب يعني إيه صكوك سيادية أصلاً؟
الصكوك السيادية شبه السندات، بس الفرق إنها بتكون مرتبطة بأصل معين زي أرض أو مشروع، يعني المستثمر اللي بيشتري الصك بيكون ليه "حق انتفاع" أو "حصة" من العائد اللي هييجي من الأصل ده، مش مجرد قرض عليه فوايد وخلاص.
بمعنى أبسط .. الدولة مش بتبيع الأرض، لكن بتقول للمستثمرين تعالى خد حق انتفاع بالأرض دي لمدة معينة، واديني فلوس أقدر أستخدمها في تمويل العجز أو سداد الديون.. يعني بدل ما هاخد قرض وأسدد عليه فوايد .. أنت هتاخد يا مستثمر.. حصة أو عائد من المشروع اللي هيتم
طيب.. الأرض دي تساوي كام أصلاً؟
المساحة اللي الدولة خصصتها بتقرب من ١٧٤ مليون متر مربع.. وتقارير السوق بتقول إن سعر المتر في المناطق الساحلية دي زي رأس شقير يوصل لـ ٢٠٠٠ جنيه وأكتر.
يعني لو حسبناها بسرعة، فإحنا بنتكلم عن أرض تقدر قيمتها السوقية بـ حوالي ٣٤٨ مليار جنيه، واللي يساوي تقريبًا ٧.٣ مليار دولار بالسعر الرسمي للدولار.
المبلغ ده لو تم استخدامه بشكل ذكي من خلال الصكوك، ممكن يدخل خزينة الدولة سيولة ضخمة، من غير ما نستدين تقليديا بفوايد عالية، أو نبيع الأصول نفسها.
مين اللي هيشتري الصكوك دي؟ ومين في الصورة؟
وزارة المالية ناوية تطرح الصكوك دي لمستثمرين كبار، خصوصا صناديق الثروة السيادية الخليجية، اللي عندها شهية لاستثمارات طويلة الأجل ومستقرة، خصوصًا لو مدعومة بأصول حقيقية زي الأرض.
وهنا بييجي دور الصندوق السيادي المصري SWF، اللي هيشتغل كوسيط أو كيان منظم للصفقة، وده معناه إنه هيدير الأصل اللي هو رأس شقير .. ويحدد شروط الانتفاع والعوائد، وكل ده تحت رقابة الدولة.
الصندوق مش هيمتلك الأرض، لكنه هيستخدمها كـ وسيلة تمويل ذكية تضمن إننا ناخد تمويل بضمان أصول موجودة ومش مستغلة بدل ما نبيعها أو نستلف بدون غطاء.
طب فين الجيش من القصة دي؟
القرار الجمهوري نص بشكل واضح إن القوات المسلحة محتفظة بملكيتها لأي مواقع ذات أهمية عسكرية داخل المساحة، يعني مفيش أي تعارض مع الأمن القومي، وده بيطمن أي حد عنده تخوفات من إن الأرض دي ممكن تُستخدم بشكل يضر بالمصالح العليا للدولة.
طيب هل دا استثمار ذكي ولا بيع للأرض؟
فيه ناس بتقول إن ده بيع مُقنع، يعني بيقولك أنا مش هبيع برا بس هو هيبيع جوا عادي .. لكن الحقيقة إن الصكوك مش بيع، ولا بتدي ملكية للمستثمر، هي مجرد مشاركة في العائد مقابل ضخ تمويل.
وده نفس النموذج اللي مصر طبقته في صفقة رأس الحكمة مع صندوق أبوظبي الاستثماري اللي دخل منها 35 مليار دولار.
اللي بيحصل في رأس شقير هو تكرار لتجربة ناجحة، لكن بفورمة جديدة، وبإدارة مصرية خالصة، والهدف هو دعم الموازنة وسداد الدين من غير ما نضحي بأصول الدولة.
كلمة اخيرة كدا من غير لف ودوران..
مصر بتواجه تحديات مالية ضخمة، لكن بدل ما تروح للطريق السهل وهو القروض، بتقرر تستخدم أصولها بشكل ذكي.. صكوك سيادية بضمان الأرض، مش بيع الأرض.
والمستثمرين اللي هييجوا سواء خليجيين أو دوليين عارفين إنهم بيستثمروا في بلد عندها أصول قوية وقادرة على توليد العائد.
هل تنجح تجربة رأس شقير زي ما نجحت رأس الحكمة؟ الأيام اللي جاية هتجاوب.. بس الواضح إننا دخلنا عصر جديد من التمويل القائم على الأصول، مش الديون..
واخيرا .. خليني أقولك أن صاحب النكتة البايخة في الأول هو نفس البايخ اللي بيقول أن مصر هتبيع أرضها وتفرط في سيادتها.
