مؤتمر بلتون وفوربس.. وهم جديد يرتدي عباءة الاستثمار

«فوربس الشرق الأوسط وبلتون القابضة تطلقان قمة كبار المستشارين والمستثمرين في مصر لمناقشة مستقبل الاستثمار في المنطقة».. خبر مثل مئات الأخبار الاقتصادية على الساحة المصرية يشير إلى أن القمة كأنها ستقلب خريطة الاستثمار في مصر ، بينما تصدرت مشاهد الابتسامات بين خلود العميان، الرئيسة التنفيذية ورئيسة التحرير فوربس الشرق الأوسط وداليا خورشيد، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة بلتون القابضة المشهد.
الخبر استرعى الانتباه والتفكير حول طبيعة «القمة»، التي أعلنت عنها «بلتون» وهل هي بالفعل قمة سيحضرها كبار المستشارين والمستثمرين أم أن كاتب البيان قد بالغ في الوصف وأسهب في الخيال؟.. والسؤال الأهم هل يحتاج الاستثمار في مصر إلى قمة؟.
في العودة إلى الخلفيات تتضح حقائق يصعب فهمها حول طبيعة عمل «فوربس» وأصولها والمسيطرين عليها بالتزامن مع الأهداف الأخرى للقائمين على إدارة «بلتون» نفسها وعلامات استفهام كثيرة حول الهدف من المؤتمر المزمع عقده في أكتوبر المقبل.. فوربس يهيمن ويسيطر عليها لوبي يهودي أمريكي له أهداف خاصة، وليس لديها ما تقدمه للاقتصاد المصري ولا تقدر على رسم خريطة للاستثمار في مصر.. لان مصر ببساطة تجاوزت فكرة المؤتمرات والفنادق والبريك والتقاط الصور والتصريحات الفاخرة، إلى العمل مباشرة والتنفيذ وتحويل مصر إلى سوق استثماري عالمي وصفقات بمليارات الدولارات.
لم تكشف «خورشيد» عن رؤية «بلتون» لتطوير والسيطرة على سوق الاستثمارات في المنطقة وتوجيه بوصلة رجال المال والأعمال في العالم، وما يمكن أن يسفر عن تلك القمة التي تبحث وتنبش عن مستقبل الاستثمار في المنطقة فوق الأرض وتحتها وفي سماوات جديدة وأبعاد خفية.
المعلومات وحوارات المكاتب المغلقة تقول إن المؤتمر ذر للرماد في العيون وأنه للتغطية على ملفات أخرى تعاني منها بلتون و«شو» لاعلاقة له بسوق الاستثمار والعمل، كما أن التعاون مع فوربس نفسها مثير للشبهات لأسباب كثيرة أولها خلفيتها اليهودية وثانيها أنها ليس لديها ماتقدمه للاقتصاد المصري فماذا ستقدم فوربس لإدارة بلتون من إفادة ومكاسب وإضافات مالية واقتصادية.
المثير في الأمر أن القمة المزعومة في نسختها الأولى ستخصص لمناقشة الاستثمار في كل المنطقة أيضا، وهو دليل أخر على خواء أجندة المؤتمر إلا من شعارات رنانة وافتقاده للتنظيم والتجهيز الجيدين التي تناسب مؤتمر سوف يناقش (مستقبل الاستثمار في مصر والمنطقة بأسرها)، ويحضره كبار المستشارين.. وهولاء «الكبار» أنفسهم لغزا في حد ذاته إذ لم يتم تحديدهم سوى بعبارات جامعة غير ممسوكة مثل «نخبة من الشركات والمؤسسات الرائدة في المنطقة، لمناقشة التوجهات الناشئة واستكشاف الفرص الواعدة ضمن مشهد استثماري ديناميكي».
بيان الإعلان عن القمة الاستثمارية بين بلتون وفوربس الشرق الأوسط يفضح «بالونة الهواء» وفنكوش «القمة»، إذ جاء فيه «تؤكد القمة مكانتها كمنصة رائدة لتبادل الرؤى حول مستقبل الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث أنها لا تقتصر على استعراض الفرص فحسب، بل تسعى إلى إعادة رسم ملامح الاستراتيجية الاستثمارية في بيئة متغيرة، حيث يزداد دور الابتكار المالي، وتكامل القطاعات، واستشراف المستقبل في صياغة قرارات أكثر مرونة واستدامة» وهو كلام مرسل لاقيمة له في واقع اسنثماري انطلق بالفعل في مصر بكل قوة.
الكواليس في أوساط شركات الأوراق المالية، تؤكد أن المؤتمر القادم ليس إلا تبيضا جديدا لسمعة أشخاص نافذين في الشركة المنظمة، تساهم فيه العلاقة المميزة ببين تلك الإدارة ورئاسة تحرير فوربس الشرق الأوسط فالمصالح مشتركة وإن ظلت بعيدة عن العيون.. هكذا يقولون.