البيتكوين رايح على فين.. هل انتهى موسم الصعود؟

تشهد سوق العملات الرقمية، وعلى رأسها البيتكوين، حالة من الترقب والتساؤل حول مستقبلها في ظل التقلبات السعرية الحادة التي ميزت الأشهر الأخيرة.
ومع وصول البيتكوين إلى مستويات قياسية تجاوزت 100 ألف دولار في ديسمبر 2024، يتساءل المستثمرون والمحللون: هل ما زال هناك مجال للصعود، أم أن موسم الارتفاعات الكبرى قد اقترب من نهايته؟.
وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض الوضع الحالي للبيتكوين، العوامل المؤثرة على أدائها، وتوقعات الخبراء لمستقبلها بناءً على أحدث البيانات والتحليلات.
الوضع الحالي للبيتكوين
ووفقًا لتقارير حديثة، يتداول البيتكوين حاليًا حول مستوى 104,000 دولار، مع استقرار نسبي بعد موجة صعود قوية بدأت في نوفمبر 2024 عقب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية.
وهذا الارتفاع، الذي وصل إلى ذروته عند 111,800 دولار في مايو 2025، كان مدفوعًا بعوامل مثل التفاؤل التنظيمي والاستثمارات المؤسسية المتزايدة.
ومع ذلك، تشير بيانات منصة TradingView إلى ظهور إشارات تحذيرية، مثل نموذج "رأس وكتفين" على الإطار اليومي، مما قد ينذر بتصحيح سعري وشيك إذا تم كسر مستويات الدعم الرئيسية عند 93,000 دولار.
العوامل المؤثرة على أداء البيتكوين
ولعبت السياسات الداعمة للعملات الرقمية دورًا كبيرًا في صعود البيتكوين. تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حول إنشاء احتياطي استراتيجي للعملات الرقمية، إلى جانب إقرار تشريعات تنظيمية مرتقبة قبل عطلة الكونغرس، عززت ثقة المستثمرين.
ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن أي تغييرات مفاجئة في السياسات، مثل فرض تعريفات تجارية، قد تؤدي إلى تقلبات.
كما شهدت البيتكوين تدفقات كبيرة من المؤسسات المالية، خاصة عبر صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) التي أطلقتها شركات مثل BlackRock وGrayscale.
وهذه الصناديق ساهمت في زيادة السيولة وجذب المستثمرين التقليديين، مما عزز مكانة البيتكوين كأصل مالي موثوق.
ويشير التحليل الفني إلى أن البيتكوين يتحرك ضمن قناة صاعدة طويلة الأمد، مع تشكل أنماط مثل "الراية الصاعدة" بين مستويات 105,000 إلى 108,000 دولار.

وهذه الأنماط تشير إلى احتمال اختراق سعري نحو 120,000 دولار إذا استمر الزخم الصعودي.
ومع ذلك، يحذر بعض المحللين من انخفاض محتمل إلى 85,000-95,000 دولار كجزء من تصحيح دوري.
كما أثرت الأحداث الجيوسياسية، مثل التوترات في الشرق الأوسط، على شهية المستثمرين تجاه الأصول عالية المخاطر مثل البيتكوين.
وفي الوقت نفسه، يرى البعض أن تخفيف السياسات النقدية في 2025 قد يدفع السيولة نحو العملات الرقمية.
هل انتهى موسم الصعود؟
والإجابة على هذا السؤال ليست حاسمة، لكن الخبراء يميلون إلى الاعتقاد بأن موسم الصعود لم ينته بعد، بل قد يكون في مرحلة انتقالية.
ووفقًا لتقرير من موقع BeInCrypto، فإن هيمنة البيتكوين في السوق، التي بلغت 65.3% في مايو 2025، تشير إلى أن دورة العملات البديلة قد تتأخر حتى أواخر 2025 أو أوائل 2026، مما يعني استمرار التركيز على البيتكوين كأصل رئيسي.
كما يتوقع بنك Standard Chartered وصول البيتكوين إلى 200,000 دولار بحلول نهاية 2025، مدعومًا بالطلب المتزايد ومحدودية المعروض.
ومع ذلك، يحذر المحللون من التقلبات المستمرة، حيث يشير جون بلاسارد إلى أن أداء البيتكوين يعتمد على عوامل الاقتصاد الكلي والسيولة في السوق، بينما يرى أدريان فريتز أن التوترات الجيوسياسية قد تدفع المستثمرين نحو الأصول التقليدية، مما يؤثر سلبًا على البيتكوين.
نصائح للمستثمرين
- إدارة المخاطر: نظرًا لطبيعة البيتكوين المتقلبة، ينصح المستثمرون بتحديد نقاط دخول وخروج واضحة، مع التركيز على مستويات الدعم والمقاومة.
- متابعة الأخبار: التطورات التنظيمية والأحداث الاقتصادية العالمية تلعب دورًا حاسمًا في تحديد الاتجاه.
- التنويع: بدلاً من الاعتماد فقط على البيتكوين، يمكن للمستثمرين النظر في العملات البديلة عند ظهور علامات دوران رأس المال.
والبيتكوين لا يزال في قلب اهتمام المستثمرين، مدعومًا بتفاؤل تنظيمي وزخم مؤسسي، ورغم التحذيرات من تصحيحات محتملة، تشير التوقعات إلى إمكانية استمرار الصعود نحو مستويات تاريخية جديدة في 2025.
ومع ذلك، يبقى السوق محفوفًا بالمخاطر، مما يتطلب نهجًا استراتيجيًا يعتمد على التحليل الفني والبيانات الدقيقة.