استثمار إماراتي جديد يستعد لدخول مصر بقوة.. "تبريد" تعود إلى السوق

مصر والإمارات
مصر والإمارات

في ظل التحولات الاقتصادية التي تشهدها مصر، تبرز الإمارات كشريك استراتيجي رئيسي يسعى لتعزيز حضوره الاقتصادي في السوق المصرية، التي تعد واحدة من أكثر الأسواق الواعدة في المنطقة.

ومع استقرار سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار مؤخرًا، تتجه الأنظار نحو الشركة الوطنية للتبريد المركزي "تبريد" الإماراتية، التي أعلنت عن مفاوضات جديدة مع مطوري مشاريع في مصر، وفقًا لتصريحات عادل سالم الواحدي، الرئيس المالي التنفيذي للشركة،

وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض دلالات هذا التحرك الذي يعكس ثقة متجددة في الاقتصاد المصري، ويفتح آفاقًا لتعاون استثماري طويل الأمد يدعم رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.

عودة قوية بعد تحديات سعر الصرف

وتعرضت "تبريد" الإماراتية في السنوات الأخيرة لتحديات كبيرة في السوق المصري بسبب تقلبات سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، وفي سبتمبر 2023، أعلن خالد المرزوقي، الرئيس التنفيذي للشركة، تجميد استثمارات "تبريد" في مصر بسبب الفجوة بين سعر الصرف الرسمي (حوالي 30.9 جنيه للدولار) وسعر السوق السوداء (الذي وصل إلى 54 جنيهًا)، مما شكل عائقًا أمام المستثمرين الأجانب.

كما ألغت الشركة في يناير 2024 عقدًا بقيمة 306.4 مليون درهم لتقديم خدمات تبريد المناطق لمشروع "كابيتال ميد" الطبي بسبب انخفاض قيمة الجنيه، وذلك بالتراضي مع الشريك المصري لتجنب الخسائر المحتملة.

ولكن الاستقرار النسبي لسعر الصرف مؤخرًا، إلى جانب الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها مصر، أعاد إحياء طموحات "تبريد" في السوق.

وفي تصريحات حديثة لعادل سالم الواحدي، أكد أن الشركة تجري مباحثات مع مطوري مشاريع جديدة في مصر، مع التركيز على عقود بالدولار الأمريكي لتفادي مخاطر تقلبات العملة، وهذا التوجه يعكس استراتيجية مرنة تهدف إلى تعزيز الاستثمار في مشاريع طويلة الأجل، مع ضمان عوائد مجزية للشركة وشركائها.

تبريد الإماراتية
تبريد الإماراتية

مشاريع "تبريد" في مصر

وبدأت "تبريد" نشاطها في مصر من خلال مشروع "ديستريكت 5" في القطامية الجديدة شرق القاهرة، حيث سلمت محطة تبريد لمول تجاري، وهو أول مشروع لها في السوق المصري، وهذا المشروع يظهر التزام الشركة بتقديم حلول تبريد مستدامة تدعم المشاريع العمرانية الحديثة في مصر.

ومع إعلان الواحدي عن مفاوضات جديدة، تتطلع "تبريد" إلى توسيع نطاق عملياتها في السوق المصري، مستفيدة من الطلب المتزايد على خدمات التبريد المركزي في المشاريع العقارية والتجارية الكبرى.

يأتي هذا التحرك في وقت تشهد فيه مصر طفرة في المشاريع العمرانية، مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومدن الجيل الرابع، التي تتطلب بنية تحتية متطورة.

وتعد "تبريد"، بفضل خبرتها في تقديم حلول تبريد مبتكرة وصديقة للبيئة، شريكًا مثاليًا لدعم هذه المشاريع، كما أن الشركة تدرس إصدار سندات أو صكوك خضراء لإعادة تمويل ديونها، مما يعزز التزامها بالاستدامة.

التعاون الإماراتي المصري

يأتي هذا الاستثمار الجديد في إطار العلاقات الاقتصادية المتينة بين مصر والإمارات، فقد أعلنت شركة "القابضة (ADQ)" الإماراتية في فبراير 2024 عن استثمار ضخم بقيمة 35 مليار دولار في مشروع رأس الحكمة، وهو أكبر استثمار أجنبي مباشر في تاريخ مصر، بهدف تطوير منطقة سياحية على البحر المتوسط.

وهذا المشروع، الذي يتضمن إنشاء مدينة متكاملة تشمل فنادق عالمية ومطارًا دوليًا، يعكس الثقة الكبيرة في الإمارات بالاقتصاد المصري، ومع إعلان "تبريد" عن توسعها، يتضح أن الإمارات تسعى لتعزيز استثماراتها في قطاعات متنوعة تشمل البنية التحتية والخدمات.

ومع عودة "تبريد" الإماراتية إلى السوق المصري بقوة، تتجه الأنظار نحو دور الاستثمارات الإماراتية في دعم الاقتصاد المصري، وهذا التعاون لا يقتصر على تعزيز البنية التحتية فحسب، بل يساهم في خلق فرص عمل وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

ومع استمرار الإصلاحات الاقتصادية واستقرار سعر الصرف، يتوقع أن تشهد مصر المزيد من الاستثمارات الإماراتية في قطاعات حيوية، مما يعزز مكانتها كوجهة استثمارية رئيسية في المنطقة.

تم نسخ الرابط