مليار دولار لنبض الصعيد.. الخط الثالث للقطار السريع يعيد رسم مسار التنمية

القطار السريع
القطار السريع

في قلب الصعيد المصري، حيث تتداخل أصالة التاريخ مع طموحات الحاضر، تتجه الأنظار نحو مشروع جديد يعيد تشكيل ملامح النقل والتنمية في مصر، والخط الثالث لشبكة القطارات السريعة، باستثمارات تقدر بنحو 1.6 مليار دولار، وهو ليس مجرد مشروع بنية تحتية، بل هو شريان تنموي يربط بين محافظات الصعيد وميناء سفاجا على البحر الأحمر، واعدًا بتحقيق نقلة نوعية في حركة الركاب ونقل البضائع.

وهذا المشروع، الذي يأتي ضمن رؤية مصر 2030 لتطوير منظومة النقل المستدام، يعكس طموح الدولة لربط المناطق الحيوية اقتصاديًا وسياحيًا، وتعزيز التنمية الشاملة.

وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض تفاصيل هذا المشروع العملاق، وأهميته الاستراتيجية، وتأثيره المنتظر على الاقتصاد المصري.

مسار يربط الصعيد بالبحر الأحمر

ويمتد الخط الثالث للقطار السريع، المعروف أيضًا باسم "الخط الأحمر"، على مسافة 175 كيلومترًا، ليربط محافظة قنا بميناء سفاجا على ساحل البحر الأحمر، مرورًا بمدينتي الغردقة وسهل حشيش.

ومن المقرر أن يبدأ تنفيذ المشروع خلال النصف الأول من عام 2026، بتكلفة تقديرية تصل إلى 1.6 مليار دولار، حيث يتضمن الخط ثلاث محطات رئيسية، مصممة لخدمة نحو 200 ألف راكب يوميًا، مع القدرة على نقل 1.5 ألف طن من البضائع يوميًا، مما يعزز من كفاءة الخدمات اللوجستية ويدعم حركة التجارة الداخلية والخارجية.

ويتولى تنفيذ المشروع تحالف مصري-ألماني يضم شركة "سيمنز" الألمانية، إلى جانب شركات مصرية رائدة مثل "المقاولون العرب"، و"أوراسكوم كونستراكشون"، و"السويدي إليكتريك"، بإشراف الهيئة القومية للأنفاق.

ويهدف هذا التحالف إلى تقليل التكاليف من خلال زيادة الاعتماد على الشركات المصرية في تنفيذ الأعمال الإنشائية، مثل الجسور والمحطات وأنظمة التشغيل الكهروميكانيكية، مما يعزز من المكون المحلي ويوفر فرص عمل جديدة.

ربط السياحة بالتجارة

ويأتي الخط الثالث كجزء من شبكة القطارات السريعة المصرية، التي تمتد على مسافة 2000 كيلومتر وتضم ثلاثة خطوط رئيسية، تهدف إلى ربط المدن والموانئ الرئيسية في مصر.

وهذا الخط بالأخص يحمل أهمية كبيرة، حيث يربط محافظات الصعيد، وهي مناطق غنية بالموارد الزراعية والصناعية، بميناء سفاجا، أحد أهم الموانئ التجارية على البحر الأحمر، وهذا الربط يسهم في تسهيل تصدير المنتجات المصرية، وتعزيز السياحة في مدن مثل الغردقة، التي تعد وجهة سياحية عالمية.

ومن المتوقع أن يسهم الخط في تخفيف الضغط على شبكات النقل التقليدية، وتقليل زمن السفر بين قنا وسفاجا، مما يعزز من كفاءة التنقل ويوفر تجربة سفر مريحة وسريعة.

كما يدعم المشروع أهداف التنمية المستدامة من خلال استخدام قطارات كهربائية صديقة للبيئة، مما يقلل من الانبعاثات الكربونية ويحسن جودة البيئة.

القطار السريع
القطار السريع

التأثير الاقتصادي والاجتماعي

ويعد الخط الثالث للقطار السريع استثمارًا استراتيجيًا يتجاوز مجرد تحسين النقل، فهو يخلق محاور لوجستية تربط بين مناطق الإنتاج والموانئ، مما يدعم حركة التجارة الداخلية والخارجية.

كما يوفر المشروع آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، سواء خلال مرحلة الإنشاء أو التشغيل، مما يعزز من الاقتصاد المحلي في محافظات الصعيد، وبالإضافة إلى ذلك، يسهم الخط في دعم المناطق السياحية والصناعية، مثل الغردقة وسفاجا، مما يعزز من جاذبية هذه المناطق للمستثمرين والسياح.

من الناحية الاجتماعية، يعمل المشروع على تحسين جودة حياة المواطنين من خلال توفير وسيلة نقل حديثة وسريعة، مما يقلل من التكدس المروري ويوفر الوقت والجهد.

كما تم تصميم المحطات لتكون ملائمة لذوي الاحتياجات الخاصة، مع توفير مصاعد وصالات منفصلة للمغادرة والوصول، مما يضمن سهولة الوصول وتجربة سفر مريحة للجميع.

ويعد الخط الثالث للقطار السريع في مصر خطوة طموحة نحو تحقيق رؤية شاملة للتنمية المستدامة، وباستثمارات تبلغ 1.6 مليار دولار، يمثل هذا المشروع نموذجًا للتكامل بين التكنولوجيا الحديثة والاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية.

ومن خلال ربط الصعيد بميناء سفاجا، يفتح الخط آفاقًا جديدة للتجارة والسياحة، ويعزز مكانة مصر كمركز لوجستي إقليمي.

تم نسخ الرابط