مصر تحلق عاليًا.. خطط كبرى لزيادة أسطول الطيران الخاص

شركات الطيران في
شركات الطيران في مصر

في ظل الطفرة السياحية التي تشهدها مصر، والتي تجعلها وجهة عالمية رائدة، هناك خطط طموحة لزيادة  الخاص بنسبة تصل إلى 30% خلال الفترة المقبلة في مصر.

وهذه الخطط، التي تأتي في إطار رؤية مصر 2030، تهدف إلى تعزيز القدرة الاستيعابية لقطاع النقل الجوي، ودعم الاقتصاد الوطني من خلال جذب المزيد من الاستثمارات والسياح.

ووفقاً لتصريحات رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، فهناك خطط لرفع عدد السائحين إلى أكثر من 30 مليون سنوياً، مع التركيز على إشراك القطاع الخاص في بنية الطيران المدني.

وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض التفاصيل الكاملة لهذه الخطط.

خطط زيادة أسطول الطيران الخاص في مصر

وتسعى وزارة الطيران المدني المصرية، بقيادة الدكتور سامح الحفني، إلى توسيع أسطول طائرات شركات الطيران الخاصة لاستيعاب الحركة الجوية المتزايدة.

ووفقاً لإعلان سلطة الطيران المدني في يناير 2025، ستشمل الخطط إضافة عشرات الطائرات الجديدة، بما في ذلك 28 طائرة لشركة مصر للطيران اعتباراً من ديسمبر 2025، ليصل إجمالي الأسطول إلى نحو 97 طائرة بحلول 2027، مع هدف طموح يصل إلى 125 طائرة خلال خمس سنوات.

وهذا التوسع لن يقتصر على الشركات الحكومية، بل سيمتد إلى الشركات الخاصة مثل Air Cairo، التي تخطط لإضافة خمس طائرات إيرباص A320 CEO، ليصل أسطولها إلى 40 طائرة.

من المتوقع أن يؤدي هذا التوسع إلى زيادة الرحلات الدولية بنسبة 50% في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع التركيز على الوجهات الأفريقية والأوروبية.

كما أن التمويل الحكومي، الذي يصل إلى 20 مليار جنيه مصري مخصص لتوسيع الأسطول، سيغطي شراء 18 طائرة بوينغ B737-8 MAX و10 طائرات إيرباص A350-900، وهي طائرات حديثة توفر كفاءة وقود أعلى بنسبة 25% وتقلل الانبعاثات الكربونية.

وهذه الخطط تتوافق مع النمو المتوقع في حركة الركاب، حيث استقبلت مصر 8.7 مليون سائح في النصف الأول من 2025، مقارنة بـ14.9 مليون في 2024 كاملاً.

دور القطاع الخاص في تطوير أسطول الطيران

ويلعب القطاع الخاص دوراً محورياً في هذه الخطط، حيث أعلنت الحكومة عن إسناد إدارة وتشغيل 11 مطاراً رئيسياً، بما في ذلك الغردقة وشرم الشيخ، إلى شركات خاصة عالمية بدءاً من 2025.

ووفقاً لاتفاقية مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، ستجرى دراسات لإدارة هذه المطارات دون بيع الملكية، لتعزيز الكفاءة وجذب الاستثمارات.

كما يشجع القطاع الخاص على إنشاء شركات طيران جديدة من خلال شراكات حكومية، مما سيوسع الأسطول الخاص إلى أكثر من 50 طائرة إضافية بحلول نهاية 2026.

مصر للطيران
مصر للطيران

وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء مدبولي، خلال اجتماع اللجنة الوزارية للسياحة في سبتمبر 2025، على الجهود الحثيثة لزيادة الأسطول بنسبة 30%، مع التركيز على شراكات مع شركات مثل AerCap لتمويل 28 طائرة حالياً.

وهذا الإشراك سيخفف العبء المالي على الدولة، حيث انخفضت خسائر مصر للطيران من 30 مليار جنيه إلى 16 مليار بنهاية 2024، ويتوقع تحقيق أرباح مستدامة بعد تصفير الخسائر في 2025.

والخبراء يرون أن هذا التوسع ضروري لإحداث طفرة سياحية حقيقية، خاصة مع الحاجة إلى 76 طائرة فعالة حالياً غير كافية.

تأثير خطط زيادة أسطول الطيران الخاص على مصر

وستكون هذه الخطط محركاً اقتصادياً قوياً، حيث يعد الطيران المدني مصدراً رئيسياً للعملة الصعبة، ومع زيادة الأسطول، ستزداد الرحلات إلى 100 وجهة عالمية بحلول 2030، بما في ذلك 32 مطاراً أفريقياً، مما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي.

وفي القطاع السياحي، الذي ينمو بنسبة 20% سنوياً، سيسمح التوسع باستقبال 30 مليون سائح، مع زيادة الغرف الفندقية في الساحل الشمالي والبحر الأحمر.

وبالإضافة إلى ذلك، ستعزز الخطط الاستدامة البيئية من خلال طائرات منخفضة الانبعاثات، وفقاً لتوجيهات الاتحاد الأوروبي.

كما أن مشاريع مثل "مراسي البحر الأحمر" ستدعم التنمية السياحية، مع خريطة شهرية للفعاليات الثقافية لجذب الزوار العرب والأوروبيين.

والاقتصاديون يتوقعون أن يساهم هذا في نمو الناتج المحلي بنسبة 5% من خلال السياحة والطيران.

مصر نحو قيادة الطيران الإقليمي

ومع هذه الخطط الكبرى، تتجه مصر لتصبح مركزاً طيرانياً رئيسياً في الشرق الأوسط وأفريقيا، مدعومة بأسطول حديث وشراكات خاصة، والتنفيذ الناجح لهذه الاستراتيجية سيضمن نمواً مستداماً، يعزز الاقتصاد ويحسن تجربة المسافرين. 

تم نسخ الرابط