لماذا يخسر بيزنس كرة القدم المصرية؟.. ملياردير شهير يجيب ويضع الحلول
في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه الرياضة في مصر، أثار رجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس جدلاً واسعاً بتصريحاته الأخيرة حول نموذج كرة القدم المصري، الذي وصفه بأنه "خاسر اقتصادياً" وغير مستدام.
ومع خسائر تصل إلى مئات الملايين سنوياً، يبرز ساويرس أسباباً جذرية تتعلق بالإدارة التقليدية والابتعاد عن النماذج العالمية الحديثة.
وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض تفاصيل هذه التصريحات، وأسرار الإخفاقات الأخيرة للكرة المصرية والحلول المقترحة.
نموذج كرة القدم المصري الخاسر
وأكد الملياردير نجيب ساويرس أن كرة القدم في مصر تمثل نموذجاً اقتصادياً فاشلاً، حيث تستمر في تسجيل خسائر مالية هائلة رغم شعبيتها الواسعة.
وقال ساويرس إن المشاريع الرياضية في مصر لا تحقق الربحية المرجوة بسبب الاعتماد على الإدارة التقليدية، سواء في الأندية الحكومية أو الخاصة، التي تعتمد معايير قديمة بعيدة عن الابتكار.
وأضاف: "لو سميت النادي 'أورا' وحولت منه مشروعاً ناجحاً مثل 'زد'، المشروع كان سينتهي بنجاح"، مشيراً إلى أن النجاح يتطلب تحويل الرياضة إلى عمل تجاري متكامل.
وساويرس، الذي يعتبر واحداً من أغنى رجال الأعمال في مصر بثروة تقدر بمليارات الدولارات، أشار إلى أن الخسائر السنوية لكرة القدم المصرية تصل إلى مئات الملايين، مما يجعلها عبئاً اقتصادياً بدلاً من مصدر دخل.
ووفي تغريدة على منصة X، أثار ساويرس نقاشاً حول كيفية تحويل الرياضة إلى "بيزنس" مربح، مستلهماً تجاربه في الاستثمار في الاتصالات والعقارات.
أسباب الخسائر الاقتصادية في كرة القدم المصرية 2025
وتعاني كرة القدم المصرية من خسائر مالية متراكمة، حيث يركز النموذج الحالي على الدعم الحكومي والإنفاق غير الاستراتيجي بدلاً من الاستثمار المستدام.
ووفقاً لتقارير حديثة، فإن الأندية الكبرى مثل الزمالك تواجه ديوناً متراكمة بسبب ارتفاع تكاليف اللاعبين والجهاز الفني دون عوائد كافية من التذاكر، البث التلفزيوني، أو بيع المنتجات الرياضية.
كما أن الاعتماد على الأندية الحكومية يحد من الابتكار، مما يجعلها غير قادرة على المنافسة الدولية.
وفي عام 2025، شهدت الدوري المصري الممتاز انخفاضاً في الإيرادات بنسبة 15% مقارنة بعام 2024، بسبب تأثير الجائحة الاقتصادية العالمية وانخفاض الاستثمارات الأجنبية.
وبالإضافة إلى ذلك، يعاني اتحاد الكرة المصري من انتقادات حادة بسبب سوء الإدارة، كما حدث في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2023، وكأس العرب 2025، حيث ودع المنتخب المنافسات دون انتصار واحد، مما أدى إلى خسائر إضافية في الرعايات والإعلانات.

إخفاقات المنتخب المصري في البطولات الأخيرة
ويواجه المنتخب المصري تحديات كبيرة في 2025، بعد سلسلة من الإخفاقات في البطولات الدولية، ففي بطولة الأمم الأفريقية 2023، غادر الفريق دون فوز، معتمداً على تشكيلة مشابهة للحالية، مما أثار جدلاً حول الجاهزية الفنية والاستراتيجية.
وكذلك، في كأس العرب الأخيرة، ودع المنتخب البطولة دون انتصار، مما زاد الضغط على اللاعبين والجهاز الفني.
وهذه الإخفاقات لها تأثير اقتصادي مباشر، حيث تقلل من جاذبية المنتخب للرعاة، وتؤدي إلى انخفاض في مبيعات التذاكر والمنتجات الرياضية.
كما أن الضغط الإعلامي يزيد من التكاليف التشغيلية دون عوائد.
مقارنة نموذج كرة القدم المصري مع النماذج العالمية الناجحة
وأشار ساويرس إلى أن النماذج العالمية الناجحة، مثل الأندية الإنجليزية في الدوري الممتاز، تعتمد على طرح الأندية في البورصة، مما يسمح للمشجعين بشراء أسهم.
وهذا النموذج يولد إيرادات هائلة من البث التلفزيوني، التذاكر، وبيع الملابس الرسمية، تحول الرياضة إلى قطاع اقتصادي مستدام.
وفي المقابل، يعتمد النموذج المصري على الدعم الحكومي، مما يحد من الابتكار والربحية، وعلى سبيل المثال، حقق الدوري الإنجليزي إيرادات تجاوزت 6 مليارات دولار في 2025، بينما يعاني الدوري المصري من عجز مالي مستمر.
ويقترح ساويرس تبني هذه النماذج لتحويل الأندية المصرية إلى كيانات تجارية قادرة على المنافسة الدولية.
اقتراحات ساويرس لتحويل كرة القدم المصرية إلى قطاع اقتصادي مربح
وأكد ساويرس أن التحول يتطلب ابتكاراً اقتصادياً وإدارة احترافية، بعيداً عن الرهان على الأموال الطائلة دون استراتيجية.
ومن بين اقتراحاته، تحويل الأندية إلى شركات مساهمة، تعزيز الشراكات الدولية، واستثمار في التسويق الرقمي.
كما دعا إلى تقليل الاعتماد على الدعم الحكومي، مشيراً إلى أن هذه الخطوات قد تحدث "ثورة حقيقية" في صناعة كرة القدم المصرية.
وفي سياق 2025، مع ارتفاع التضخم وانخفاض قيمة الجنيه، يصبح هذا التحول أمراً ضرورياً لجعل الرياضة مصدر دخل وطني.
ووفقاً لتحليلات اقتصادية، يمكن أن يولد تبني نموذج تجاري إيرادات إضافية تصل إلى 500 مليون دولار سنوياً بحلول 2030.
وتبرز تصريحات نجيب ساويرس كنداء للتغيير في نموذج كرة القدم المصري، الذي يظل خاسراً اقتصادياً رغم إمكانياته الهائلة.
ومع الإخفاقات الرياضية والخسائر المالية، يصبح التحول إلى نموذج تجاري حديث أمراً حاسماً للمنافسة الدولية والاستدامة.