من الأهرامات إلى الساحل في دقائق.. التاكسي الطائر يصل مصر وهذه هي أسعاره

في خطوة تعزز من طموحات مصر نحو التحول الرقمي والتنمية المستدامة، أطلقت رسميًا خدمة "تاكسي مصر الجوي"، أمس السبت، وذلك باستثمارات تصل إلى 5 مليارات جنيه مصري، أي ما يعادل نحو 105.6 مليون دولار أمريكي.
ويعد هذا المشروع الرائد أول من نوعه في المنطقة، ويأتي بشراكة استراتيجية بين شركة TCM للاستشارات الاقتصادية (الذراع الاستشاري لمجموعة برايم مصر)، وشركة طيران أبوظبي.
ويتوقع أن يحدث تحولًا جذريًا في قطاعي النقل والسياحة، مع التركيز على الرحلات القصيرة السريعة باستخدام طائرات هليكوبتر حديثة.
وشهد الإطلاق احتفالية كبرى أمام أهرامات الجيزة، بحضور وزراء مصريين، وسفير دولة الإمارات العربية المتحدة حمد عبيد الزعابي، ورؤساء تنفيذيين لشركات طيران إقليمية، بالإضافة إلى رجال أعمال وإعلاميين.
وأكد الزعابي أن هذا المشروع "نموذج مثالي للتعاون الاستثماري بين الإمارات ومصر"، مشيرًا إلى أنه يعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين ويساهم في دعم النقل الجوي وتطوير السياحة.
ويأتي هذا الإطلاق في وقت يشهد فيه السوق العالمي للتاكسي الطائر نموًا متسارعًا، حيث تتوقع التقارير الدولية أن يصل حجم الصناعة إلى 6.63 مليار دولار بحلول 2030، مع تركيز متزايد على المركبات الكهربائية، وهو ما سنستعرض تأثيره على مصر، في هذا التقرير، من سمارت فاينانس.
تفاصيل إطلاق مشروع التاكسي الطائر في مصر
وأعلنت شركة طيران أبوظبي، التي تمتلك خبرة تزيد عن 49 عامًا في تشغيل الطائرات العمودية، عن إطلاق الخدمة بالتعاون مع TCM، حيث يشرف على التشغيل التجاري والتسويق.
وقال تامر وجيه، رئيس مجلس إدارة مجموعة برايم مصر ورئيس TCM، إن "المشروع يشكل بداية مرحلة جديدة في منظومة النقل الذكي والسياحة الفاخرة"، مشددًا على أنه يعكس توجه الدولة نحو الحلول المستدامة والتكنولوجيا المتقدمة.
ويبدأ المشروع بأسطول يتكون من 4 طائرات هليكوبتر عاملة حاليًا، بتكلفة تصل إلى 2 مليار جنيه، مع خطط للوصول إلى 8 طائرات الشهر المقبل.
والتمويل مباشر إماراتي-مصري بالكامل، ويغطي تطوير البنية التحتية مثل المهابط الجوية في القاهرة والمناطق السياحية.
كما شهد الحفل عرضًا جويًا تجريبيًا فوق أهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير، مما أبرز قدرات الطائرات على التنقل السريع والآمن.
5 مليارات جنيه لدعم الاقتصاد
وتبلغ قيمة الاستثمارات الإجمالية 5 مليارات جنيه، دون احتساب قيمة الأراضي والمطارات التي تدخلها الدولة كمساهم أساسي، حيث يخصص جزء كبير من هذا المبلغ لشراء الطائرات وتدريب الطيارين، الذين يحملون رخصًا دولية من هيئات الطيران في مصر وأبوظبي، مما يضمن أعلى معايير الأمان.
وأكد محمود الهاملي، الرئيس التنفيذي لمجموعة طيران أبوظبي، أن "هذا الإطلاق خطوة نوعية نحو تطوير النقل الجوي الذكي"، مشيرًا إلى أن الشراكة ستسهم في تعزيز التكامل الإقليمي.

وفي سياق أوسع، يأتي هذا المشروع ضمن خطط مصر لزيادة الاستثمارات في قطاع النقل، حيث بلغت الاستثمارات العامة في الطاقة والنقل أكثر من 136 مليار جنيه في 2025/2026، مع تركيز على الشراكات الخاصة-الحكومية.
ووفقًا لتقرير وزارة التخطيط، ستصل الاستثمارات الإجمالية في مصر إلى 3.5 تريليون جنيه في العام المالي الحالي، مع مساهمة القطاع الخاص بنسبة 63%.
أسعار تاكسي مصر الجوي
وتقدم خدمة "تاكسي مصر الجوي" رحلات قصيرة تربط بين المدن الرئيسية والمناطق الحيوية في القاهرة، مع توسع تدريجي إلى البحر الأحمر، سيناء، والواحات.
وتبدأ الأسعار من 200 دولار أمريكي للرحلات القصيرة داخل القاهرة، وتصل إلى 1500 دولار للوجهات البعيدة مثل شرم الشيخ، الغردقة، والجونة.
وعلى سبيل المثال، ستستغرق الرحلة إلى الساحل الشمالي 60 دقيقة فقط، وإلى واحة سيوة 90 دقيقة، مقارنة بساعات طويلة عبر الطرق البرية، وسيتم إطلاق تطبيق إلكتروني للحجز الفوري قريبًا، بالإضافة إلى رحلات مشتركة مع الفنادق والمنتجعات السياحية.
وتهدف الخدمة إلى استيعاب 4 ركاب في كل طائرة، مع التركيز على الراحة والأمان، وتتوافق مع اللوائح الدولية للطيران المدني.
التأثير الاقتصادي والسياحي للتاكسي الطائر
ويتوقع أن يدعم المشروع قطاع السياحة، الذي يساهم بنسبة 12% من الناتج المحلي الإجمالي، من خلال تسهيل الوصول إلى المواقع الأثرية والشواطئ، وفي 2024، بلغ عدد السياح 14 مليون زائر، ويهدف المشروع إلى زيادة هذا العدد بنسبة 10% سنويًا عبر تحسين التنقل.
كما سيخلق فرص عمل جديدة في التدريب، الصيانة، والتسويق، مما يعزز الاقتصاد المحلي، وعلى المستوى الإقليمي، يعد هذا الإطلاق جزءًا من موجة عالمية تشمل الإمارات والسعودية، حيث تخطط الإمارات لإطلاق خدمات تجارية بحلول 2026.
ويمثل وصول التاكسي الطائر إلى مصر بوابة لعصر جديد من النقل الذكي، مدعومًا بـ5 مليارات جنيه استثمارات، ويعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي للابتكار، ومع استمرار الشراكات الإماراتية-المصرية، يتوقع أن يصبح هذا المشروع نموذجًا للدول الناشئة في تبني التكنولوجيا الجوية.