واصلت مسارها التصاعدي للشهر الخامس على التوالي
59.57 مليار دولار قيمة صادرات كوريا الجنوبية خلال شهر أكتوبر 2025
أظهرت بيانات حكومية صدرت اليوم السبت أن الصادرات الكورية الجنوبية واصلت مسارها التصاعدي للشهر الخامس على التوالي خلال أكتوبر الماضي، مدفوعة بالزيادة القوية في الطلب العالمي على أشباه الموصلات، رغم استمرار الضغوط الناتجة عن التعريفات الجمركية الأمريكية.
وبحسب البيانات التي نشرتها وزارة التجارة والصناعة والموارد الكورية الجنوبية، بلغت قيمة الصادرات 59.57 مليار دولار أمريكي في شهر أكتوبر، بارتفاع نسبته 3.6% على أساس سنوي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
في المقابل، تراجعت الواردات بنسبة 1.5% لتسجل 53.52 مليار دولار أمريكي، وهو ما أسفر عن فائض تجاري قدره 6.06 مليارات دولار، لتواصل البلاد تحقيق فائض في الميزان التجاري بعد فترة من العجز العام الماضي بسبب تراجع أسعار الطاقة وارتفاع تكلفة الاستيراد.
الرقائق الإلكترونية تقود قاطرة التصدير
وأشارت الوزارة إلى أن صادرات أشباه الموصلات قفزت بنسبة 25.4% على أساس سنوي لتصل إلى 15.73 مليار دولار، لتظل القطاع الأكثر مساهمة في دعم الاقتصاد الكوري الجنوبي الذي يعتمد بدرجة كبيرة على الصناعات التكنولوجية المتقدمة.
ويأتي هذا الارتفاع بعد شهور من التعافي في قطاع الرقائق العالمية، حيث زادت الطلبات من كبرى شركات التكنولوجيا وصنّاع الذكاء الاصطناعي، ما منح دفعة قوية لصادرات كوريا الجنوبية التي تُعد من أكبر منتجي أشباه الموصلات في العالم إلى جانب تايوان.
تراجع الصادرات إلى السوق الأمريكية
في المقابل، انخفضت الصادرات الكورية إلى الولايات المتحدة بنسبة 16.2% لتصل إلى 8.71 مليارات دولار خلال أكتوبر، متأثرة بتداعيات التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضتها واشنطن على عدد من السلع القادمة من آسيا، في إطار سياساتها لحماية الصناعة المحلية.
ورغم هذا التراجع، أوضحت الوزارة أن الأسواق الآسيوية، ولا سيما الصين والهند ودول رابطة آسيان، شهدت ارتفاعًا في الطلب على المنتجات الإلكترونية والمعدات الصناعية الكورية، مما عوّض جزئيًا الانخفاض في الصادرات إلى الولايات المتحدة.
مؤشرات إيجابية على التعافي الاقتصادي
ويرى محللون اقتصاديون في سول أن النتائج الأخيرة تمثل مؤشرًا قويًا على استمرار تعافي الاقتصاد الكوري الجنوبي بعد عامين من التحديات التي فرضتها تقلبات سلاسل التوريد العالمية وتباطؤ الاقتصاد الصيني.
وأشاروا إلى أن استمرار نمو الصادرات للشهر الخامس يعكس استقرارًا تدريجيًا في حركة التجارة الخارجية، خاصة مع التحسن الملحوظ في الطلب على منتجات التكنولوجيا المتقدمة، التي تمثل العمود الفقري للصناعة الكورية.
توقعات مستقبلية متفائلة
وتتوقع وزارة التجارة الكورية أن يستمر النمو في قطاع التصدير خلال الأشهر المقبلة، مدفوعًا بالتوسع في إنتاج الرقائق المتقدمة والبطاريات والسيارات الكهربائية، إلى جانب التحسن النسبي في الأسعار العالمية للنفط والمواد الخام.
وأكدت الوزارة في بيانها أن الحكومة الكورية تعمل على تنويع أسواق التصدير وتقليل الاعتماد على السوق الأمريكية، عبر تعزيز الشراكات الاقتصادية مع دول الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، لضمان استدامة النمو التجاري في ظل بيئة عالمية تتسم بالتقلبات.
وبذلك، تواصل كوريا الجنوبية تعزيز موقعها ضمن أقوى الاقتصادات التصديرية في العالم، مستفيدة من قدراتها الصناعية والتكنولوجية، رغم التحديات الجيوسياسية والجمركية التي تفرضها التغيرات في خريطة التجارة الدولية.






