العراق يوقف استيراد البنزين بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي ويتجه لتصدير المشتقات النفطية
أوقف العراق استيراد البنزين ومشتقات نفطية تتضمن زيت الغاز (الديزل) والنفط الأبيض (الكيروسين)، بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي محلياً، ما يمهد لتحول بغداد إلى مصدر للمشتقات النفطية خلال العام المقبل.
وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي اليوم، إن الإنتاج تجاوز مستويات الاستهلاك المحلي، معتبراً أن ذلك جاء بعد "الجهود الكبيرة التي استمرت للسنوات الثلاث الماضية والتي أسفرت عن تشغيل مصافي النفط الجديدة ضمن خطة تحقيق الاكتفاء الذاتي".
يتزامن القرار مع افتتاح مشروع التكسير بالعامل المساعد في مصفى الشعيبة بالبصرة بطاقة 107 آلاف برميل يومياً، نهاية الشهر الماضي. وكان السوداني، قد كشف خلال افتتاح المشروع أن العراق اقترب من تصدير البنزين مع المضي قدماً في مشاريع إنتاج المشتقات النفطية لدعم الاكتفاء الذاتي.
ويُتوقع أن توفر هذه المشاريع ما يصل إلى 5 مليارات دولار سنوياً من كلفة الاستيراد، مع سعي بغداد لرفع القيمة المضافة من صادراتها النفطية إلى 40% بحلول 2030، وإطلاق مشاريع جديدة أبرزها مصفاة الفاو الاستثمارية بسعة 300 ألف برميل يومياً.
ووجه رئيس مجلس الوزراء العراقي، شركة توزيع المنتجات النفطية، بضبط الاستهلاك المحلي وتحويل الفائض للتصدير، بحسب البيان.
توقع حسين طالب، مدير عام شركة توزيع المنتجات النفطية العراقية، في مقابلة سابقة مع "الشرق" أن يتوقف العراق عن استيراد البنزين نهاية العام الجاري أو مطلع 2026، وذلك بعد تحقيقه الاكتفاء الذاتي من الديزل والكيروسين، كنتيجة لخطة وضعتها وزارة النفط بتطوير وإعادة تشغيل المصافي الوطنية.
كان وزير النفط العراقي، قد توقع أيضاً أن يتوقف العراق عن استيراد البنزين بشكل كامل بعد اكتمال تنفيذ المشروعات، بعد أن كانت كلفة الاستيراد عند تشكيل الحكومة تصل إلى 5 مليارات دولار سنوياً، وانخفضت خلال العام الماضي إلى أقل من الربع.
والعراق هو ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وعضو بتحالف "أوبك+" الذي قلص تخفيضات إنتاج النفط التي كان ينفذها منذ سنوات بهدف دعم أسواق الطاقة. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن تسجل صادرات النفط العراقية 84.2 مليار دولار في 2025 انخفاضاً من 99.2 مليار دولار في العام الماضي، على أن تتراجع إلى 79.2 مليار دولار في 2026.
