السعودية والإمارات تتصدران.. أين مصر من سباق الذكاء الاصطناعي في المنطقة؟

الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي

في ظل الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم، يبرز سباق الذكاء الاصطناعي كأحد أبرز الميادين التي تحدد مستقبل الاقتصادات الإقليمية، مع حلول عام 2025، تتصدر المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة هذا السباق في الشرق الأوسط، مدعومتين باستثمارات هائلة وبنية تحتية متطورة، بينما تسعى مصر للحاق بالركب من خلال استراتيجيات وطنية طموحة.

وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، يستعرض التطورات الرئيسية في هذه الدول، مع التركيز على الإنجازات، التحديات، والموقف الإقليمي.

السعودية قفزة نوعية نحو اقتصاد معتمد على الذكاء الاصطناعي في 2025

وتعد المملكة العربية السعودية من أبرز الدول التي تراهن على الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنويع الاقتصادي ضمن رؤية 2030.

وفي عام 2025، أطلقت السعودية مبادرات رئيسية مثل منصة "هيوماين" (HUMAIN)، التي تهدف إلى بناء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي تشمل مراكز بيانات تصل قدرتها إلى 6 جيجاوات بحلول 2034.

كما وقعت اتفاقيات مع شركات عالمية مثل كوالكوم وإيه إم دي لتطوير مراكز بيانات مدعومة بشرائح متقدمة، مما يعزز من قدرات المملكة في مجال الحوسبة العالية الأداء.

ووفقاً لتقارير فوربس، يركز الدفع السعودي على استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاعات متنوعة مثل أمان الحج، التخطيط الحضري في نيوم، والكشف عن الاحتيال المالي، بالإضافة إلى استثمار 100 مليون دولار في الشركات الناشئة عبر وعد فنتشرز.

ومع ذلك، تواجه السعودية تحديات كبيرة، مثل نقص المياه لتبريد المراكز، ارتفاع درجات الحرارة، ونقص الكفاءات البشرية الناتج عن تركيز التعليم السابق على الجوانب الدينية بدلاً من العلوم التقنية.

ورغم ذلك، تصدرت المملكة مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2025، مما يعكس تقدماً في دمج التقنيات الذكية في القطاع العام.

الإمارات مركز عالمي للابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي

وتعد الإمارات العربية المتحدة نموذجاً للتحول الرقمي، حيث بلغت استثماراتها في الذكاء الاصطناعي أكثر من 543 مليار درهم إماراتي خلال 2024-2025.

وفي عام 2025، أصبحت أبوظبي أول حكومة في العالم تعتمد الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، مع تبني 97% من الأدوات الذكية في الجهات الحكومية.

ومن أبرز المشاريع: إطلاق حرم "ستارغيت الإمارات" بقدرة 5 جيجاوات، بالشراكة مع شركات مثل أوبن إيه آي ونفيديا، ومشروع "إيه آي كامبوس" مع الولايات المتحدة.

كما أطلقت دبي شهادة "ختم دبي للذكاء الاصطناعي" للشركات الموثوقة، وأكاديمية دبي للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى نموذج "جايس 2" اللغوي المتقدم.

ووفقاً لتقارير، بلغ عدد المبرمجين في الإمارات أكثر من 450 ألفاً، وتم تطبيق الذكاء الاصطناعي في 91 حالة استخدام عبر القطاعات الصحية والمالية والأمنية.

الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي

وهذه الجهود جعلت الإمارات مركزاً للشراكات العالمية، بما في ذلك استثمارات من مايكروسوفت وبلاك روك تصل إلى 100 مليار دولار.

مصر واستراتيجية وطنية طموحة للذكاء الاصطناعي 2025-2030

ورغم تأخرها نسبياً، تسعى مصر لتعزيز موقعها في سباق الذكاء الاصطناعي من خلال الإصدار الثاني للاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي (2025-2030)، الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي في يناير 2025.

وتركز الاستراتيجية على التنمية الاقتصادية، مع توقعات بمساهمة الذكاء الاصطناعي بنسبة 7.7% في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030.

وتشمل الأعمدة الرئيسية بناء البنية التحتية الحوسبية، تعزيز القدرات البشرية، وتطوير إطارات تنظيمية أخلاقية، بالتعاون مع اليونسكو.

ومن الإنجازات، إنشاء المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي، ودمج التقنية في قطاعات مثل الزراعة، الصحة، والتصنيع.

كما تجاوز سوق الأمن السيبراني في مصر 220 مليون دولار في 2025، مع نمو سنوي يفوق 12%.

ومع ذلك، تعتمد مصر على الشراكات الإقليمية، مثل الربط الكهربائي مع السعودية، للوصول إلى بنية تحتية متقدمة.

السباق نحو الهيمنة في الذكاء الاصطناعي بالشرق الأوسط

وفي سياق الشرق الأوسط، تتصدر السعودية والإمارات السباق باستثمارات تفوق التريليون دولار، مدعومة ببنية تحتية هائلة وشراكات أمريكية، مما يجعلهما مرشحتين لأن تصبحا قوة ثالثة عالمية في الذكاء الاصطناعي بعد الولايات المتحدة والصين.

أما مصر، فتتبع نموذجاً أكثر تركيزاً على التنمية المحلية والأخلاقية، لكنها تفتقر إلى الاستثمارات الضخمة، مما يجعلها تستفيد من الانسياب الإقليمي عبر دول مجلس التعاون الخليجي.

ووفقاً لتقارير، يشهد المنطقة بناءاً غير مسبوق للبنية التحتية، مع توقعات بأن تشكل دول الخليج 5-10% من نشر وحدات معالجة الرسومات العالمية الجديدة.

التحديات والفرص المستقبلية في سباق الذكاء الاصطناعي

وتواجه الدول الثلاث تحديات مشتركة مثل نقص الكفاءات البشرية والمخاطر البيئية، لكن الفرص تكمن في الشراكات العالمية والتنويع الاقتصادي.

والسعودية والإمارات يمكن أن يقودا المنطقة نحو تكامل إقليمي، بينما تحتاج مصر إلى تعزيز الاستثمارات للحاق بالركب.

مستقبل الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط

ومع اقتراب عام 2026، يظل السباق مفتوحاً، حيث تتصدر السعودية والإمارات بفضل رؤيتهما الطموحة، بينما تساهم مصر بنموذج أخلاقي شامل.

والتعاون الإقليمي سيكون مفتاح النجاح، لضمان أن يصبح الشرق الأوسط مركزاً عالمياً للابتكار الرقمي.

تم نسخ الرابط